برلين (زمان عربي) – ادّعت مجلة” فوكس” الألمانية أن الولايات المتحدة هي التي تنصتت على اجتماع” القمة السورية” السري الذي عقد في شهر مارس/ آذار من العام الماضي داخل وزارة الخارجية التركية والذي تناول سيناريوهات تدخل عسكريّ محتمل في سوريا.
وزعمت المجلة الألمانية أن وكالة الأمن القومي الأمريكية NSA هي التي قامت بالتنصت على القمة التي عقدتها السلطات التركية بشأن شنّ عملية عسكرية على سوريا، وسرّبت هذه المعلومات للرأي العام.
وشهدت الأوساط المختلفة نقاشات واسعة بعدما تم تسريب مضمون الاجتماع الذي عقدته تركيا حول تدخل عسكري محتمل في سوريا الذي عقد بمقر رئاسة الخارجية قبل انتخابات 30 مارس 2014 تحت رئاسة وزير الخارجية آنذاك أحمد داوداوغلو وبمشاركة كل من رئيس المخابرات التركية حاقان فيدان ونائب رئيس الأركان العامة ياشار جولير ومستشار الشؤون الخارجية فريدون سينيرلي أوغلو.
واللافت أن كلا من رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء آنذاك وأحمد داوداوغلو اتّهما بعد عدة ساعات من تسريب تسجيلات الاجتماع حركة الخدمة بالتنصت وتسريب ذلك دون تقديم أية أدلة.
وكان داوداوغلو أعلن في وقت لاحق أنه توصل إلى ذلك الاعتقاد من خلال التعليقات الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي وفقًا لسؤال وجهته صحيفة “زمان” التركية، وأنه لا يمتلك أية أدلة أخرى.
“بإمكاني أن أجعلهم يقذفون الصواريخ على تركيا ليكون لدينا سبب لدخول سوريا”
وتطرقت مجلة فوكس الألمانية إلى التصريحات التي أدلى بها رئيس المخابرات التركية حاقان فيدان خلال الاجتماع: “إذا لزم الأمر بإمكاني أن أرسل أربعة من رجالي إلى سوريا، وأجعلهم يقذفون ثمانية صواريخ على تركيا، ومن ثمّ تكون لدينا حجة لإعلان الحرب عليها، كما نجعلهم يقومون بالهجوم على ضريح سليمان شاه”، وكتبت أن وكالة الأمن القومي الأمريكية هي التي قامت بالتنصت على ذلك الاجتماع وسجّلت هذه التصريحات وسربتها للرأي العام.
ولفتت المجلة إلى أن المخططات السرية لفيدان تم الكشف عنها نتيجة تسجيلات وكالة الأمن القومي الأمريكية. كما أشارت المجلة في تقرير نشرته تحت عنوان: “محاربو الظل لأردوغان.. ها هم يتجسسون على معارضي أردوغان علانية في وسط ألمانيا” إلى أنه تم تسجيل تصريحات فيدان، الذي يعرف أجهزة المخابرات الألمانية جيدًا من قبل وكالة الأمن القومي الأمريكي.
ألمانيا راقبت رجال المخابرات التركية!
ونشرت المجلة خبرا مفصلا حول مذكرة الادعاء المعدة بحق محمد طه جيرجيرلي أوغلو المستشار السابق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان المقبوض عليه في ألمانيا بتهمة الضلوع في أعمال تخابر وتجسس لصالح المخابرات التركية.
وقالت المجلة إن أبعاد أزمة التجسس القائمة في العلاقات التركية الألمانية وصلت إلى أبعاد خطيرة للغاية.
وبحسب مذكرة الادعاء التي نقلتها المجلة الألمانية؛ قامت المخابرات الألمانية بالتنصت على المكالمات الهاتفيّة التي أجريت بين جيرجيرلي أوغلو وفريقه. وزُعم في المذكرة التي أفادت بأن الشخص الذي كلّف جيرجيرلي أوغلو بهذه المهمّة هو حاقان فيدان رئيس المخابرات التركية، أنه تم استخدام جامع “أهرانفلد” الموجود في كولن التابع لرئاسة هيئة الشؤون الدينية التركية كقاعدة للمخابرات التركية.
وتوصلت المخابرات الألمانية إلى أن نظيرتها التركية طلبت من أئمة المساجد جمع معلومات بحق معارضي الرئيس رجب طيب أردوغان.
“الكشف عن مخطط المخابرات التركية لفبركة شريط عن كولن”
وأظهرت مذكرة الادعاء أنه تم التوصل لتسجيلات تفيد بأن المخابرات التركية كانت تعد مخططا ومؤامرة لفبركة أشرطة مسجلة بحق المفكر الإسلامي التركي الأستاذ فتح الله كولن الذي تستلهم منه حركة الخدمة فكرها. كما أوردت تصريحات كل من جيرجيرلي أوغلو وفريقه الذي تم التنصت عليهم من قِبل المكتب الجنائي بولاية هيسن التي كانوا يتحدثون فيها عن كولن قائلين: “نريد القضاء عليه”، ويتفقون فيما بينهم في موضوع فبركة وثيقة مزورة لاتهام كولن بطريقة مخلة بالأخلاق.