فيينا 3 يوليو تموز (رويترز) – تقترب المحادثات بين ايران
والقوى العالمية بشأن برنامجها النووي والمستمرة منذ عام ونصف
العام من خط النهاية حيث يبذل المفاوضون كل ما في وسعهم لحسم نقاط
الخلاف بما في ذلك أسئلة عالقة عن أبحاث نووية أجرتها طهران في
فترة سابقة.
وتجري ايران محادثات مع الولايات المتحدة وبريطانيا والصين
وفرنسا والمانيا وروسيا بشأن اتفاق للحد من أنشطة برنامجها النووي
مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
وقال دبلوماسي غربي كبير “نقترب من النهاية” مضيفا أنه لا توجد
خطط لاستمرار المفاوضات لفترة طويلة بعد الثلاثاء القادم.
وقال “إما أن نحصل على اتفاق او لا” مشيرا الى أن العملية
“لاتزال صعبة جدا”.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للتلفزيون
الإيراني الرسمي “تم إحراز تقدم كبير لكن تظل هناك مسائل فنية
متنوعة بحاجة الى الإرادة السياسية للطرف الآخر.”
لكن جميع الأطراف تقول إن الاتفاق في المتناول. وقال مسوؤل
أمريكي كبير إن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين وإيرانيين بينهم وكيلة
وزارة الخارجية الأمريكية ويندي شيرمان ونائبا وزير الخارجية
الإيراني عباس عراقجي ومجيد تخت روانجي عقدوا جلسة مفاوضات استمرت
ست ساعات وانتهت في الثالثة من صباح اليوم الجمعة.
ومن المقرر أن يعقد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وظريف
جلسة محادثات ثنائية اليوم الجمعة وإن كان الاجتماع تأجل اكثر من
مرة.
وقال رئيس وفد التفاوض الروسي سيرجي ريابكوف إن اكثر من 90 في
المئة من نص الاتفاق اكتمل. وعبر وزير الخارجية الصيني وانغ يي عن
ثقته في أن جميع الأطراف ستتوصل الى اتفاق مقبول.
وفشل المفاوضون في إبرام اتفاق نهائي قبل حلول مهلة 30 يونيو
حزيران التي حددتها الأطراف لنفسها لكنها مدتها حتى السابع من
يوليو تموز ومن المقرر أن يعود وزراء الخارجية الى فيينا يوم الأحد
لإعطاء دفعة أخيرة للمحادثات.
واذا تم عقد اتفاق فإنه سيتطلب من إيران تقليص أنشطتها لتخصيب
اليورانيوم بشدة لأكثر من عشر سنوات لضمان أن تحتاج الى مدة عام
على الأقل حتى تتمكن من إنتاج يورانيوم مخصب لدرجة عالية تكفي
لإنتاج سلاح واحد مقارنة بالتقديرات الحالية لهذه المدة التي
تتراوح بين شهرين وثلاثة أشهر.
* تساؤلات عن ماضي ايران
قال مسؤولون غربيون وإيرانيون إن هناك بوادر على التوصل الى
تسوية بخصوص واحدة من نقاط الخلاف الرئيسية وهي زيارة المواقع
الإيرانية لمراقبة الالتزام بأي اتفاق مستقبلي.
وقال مسؤول إيراني كبير في فيينا امس الخميس إن إيران ستنضم
الى نظام للتفتيش تابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية يطلق عليه
البروتوكول الإضافي وسيطبق مؤقتا في بداية تنفيذ الاتفاق ثم يصدق
عليه البرلمان الإيراني في وقت لاحق.
ويتيح البروتوكول للمفتشين زيارات أوسع للمواقع المشتبه في
أنها تشهد أنشطة نووية لكن مسؤولين أمريكيين يقولون إنه لا يكفي
لأن ايران ماطلت فيما سبق من خلال إطالة أمد المفاوضات بشأن طلبات
زيارة المواقع النووية.
وقال المسؤول الإيراني إن من الممكن أن توافق ايران ايضا على
نظام “للدخول بضوابط” ويقتصر على حماية الأسرار العسكرية والصناعية
المشروعة في المواقع العسكرية ذات الصلة.
اما قضية الأبحاث النووية الإيرانية السابقة فهي اكثر صعوبة.
واجتمع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا
أمانو امس الخميس مع الرئيس الإيراني حسن روحاني ومسؤولين آخرين في
طهران لبحث القضايا التي لم تحل المرتبطة بالوكالة الدولية للطاقة
الذرية.
لكنه قال في بيان اليوم الجمعة إنه لم تتحقق انفراجة وإن “هناك
حاجة للمزيد من العمل.”
وقال دبلوماسيون غربيون إنهم لا يطلبون اعترافا علنيا بأن
ايران أجرت أبحاثا لصنع رأس نووي حربي لكن ينبغي أن تصل الوكالة
الدولية الى درجة من الرضا من خلال الاطلاع على النطاق الكامل
للأنشطة النووية الإيرانية السابقة من أجل وضع أساس له مصداقية
لعمليات المراقبة في المستقبل.
ويقول مسؤولون قريبون من محادثات فيينا إن تعليق بعض العقوبات
سيرتبط بحل هذه المسألة وقال الدبلوماسي الغربي الكبير “حان الوقت
لطي هذه الصفحة.”
ومن بين نقاط الخلاف الأخرى توقيت تعليق العقوبات وقبول إيران
بخطة لإعادة عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم
المتحدة اذا لم تلتزم طهران ببنود الاتفاق.
ومن بين العقبات الأخرى إصرار إيران على الاحتفاظ بالقدرة على
مواصلة أنشطة الأبحاث والتطوير المتصلة بأجهزة الطرد المركزي التي
تدور بسرعة فائقة لتنقية اليورانيوم لاستخدامه في محطات الطاقة أو
الأسلحة.
ويقول محللون ودبلوماسيون إنه اذا قامت ايران بتشغيل عدد كبير
من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة فإن هذا يمكن أن يختصر الفترة
اللازمة حتى تتمكن من إنتاج يورانيوم مخصب لدرجة عالية تكفي لإنتاج
سلاح واحد لتصبح أقل من عام مرة أخرى.
(إعداد دينا عادل للنشرة العربية- تحرير أحمد حسن)