من لويس شاربونو وجون أيريش
فيينا أول يوليو تموز (رويترز) – يتوجه مدير عام الوكالة
الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو إلى طهران لمناقشة غدا الخميس
مراقبة المواقع النووية الحساسة مع مسؤولين كبار فيما تسعى القوى
الكبرى والجمهورية الإسلامية لتحقيق انفراجة نحو إبرام اتفام نووي
طويل الأجل.
وأمهلت إيران والقوى الدولية نفسها اسبوعا إضافيا أمس الثلاثاء
للتوصل لاتفاق للحد من برنامج طهران النووي مقابل تخفيف العقوبات
لكن الرئيس الأمريكي باراك أوباما حذر من أنه لن يكون هناك اتفاق
إذا لم تقطع كل الطرق التي تؤدي لحصول إيران على سلاح نووي.
وتشتبه الدول الغربية في أن إيران تسعى لتطوير القدرة على
إنتاج سلاح نووي. وتقول طهران إن برنامجها النووي سلمي.
وتتضمن نقاط الخلاف الشائكة التي لا تزال قائمة بين الطرفين
دخول المفتشين النوويين التابعين للأمم المتحدة إلى مواقع عسكرية
إيرانية ووتيرة وتوقيت تخفيف العقوبات على إيران وتساؤلات الوكالة
بشأن أنشطة طهران السابقة التي ربما كانت لها صلة بأبحاث عن أسلحة
نووية.
وقالت الوكالة الدولية في بيان اليوم الأربعاء إن أمانو سيجتمع
مع الرئيس الإيراني حسن روحاني وغيره من كبار المسؤولين.
وقالت “من المتوقع أن تتطرق المناقشات إلى التعاون القائم بين
الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران” وستتناول “كيفية تسريع
وتيرة حل كل القضايا العالقة المرتبطة ببرنامج إيران النووي بما في
ذلك توضيح الأبعاد العسكرية المحتملة.”
*خطوط حمراء
وعلى مدى أكثر من أسبوع يعمل الجانبان حتى الليل في مسعى
لتحقيق انفراجة في المحادثات التي يشعرون أنها لم تكن قريبة من
النجاح بهذا القدر من قبل.
ويقول دبلوماسيون إنهم يقتربون من الوصول لقرار بشأن التفتيش
رغم أن مسؤولين إيرانيين يقولون إن المواقع العسكرية محظورة بسبب
خط أحمر حدده الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.
واتهمت إيران بعرقلة تحقيق الوكالة بشأن أنشطتها الماضية وقال
مسؤولون غربيون إن بعضا من تخفيف العقوبات سيعتمد على تعاون إيران.
لكن دبلوماسيين يقولون إن إيران لن تكون مستعدة للتعامل بشكل
منفتح مع محققي الوكالة الدولية حتى ترفع العقوبات.
وقال روحاني أمس إن إيران ستستأنف النشاط النووي المعلق إذا
تراجع الغرب عن وعوده.
وفي مؤشر إيجابي بالنسبة للمحادثات قال دبلوماسيون غربيون إن
من المتوقع أن تذكر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير لها
الشهر المقبل أن إيران خفضت مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب
إلى المستوى المطلوب بموجب اتفاق نووي تمهيدي مع القوى العالمية
الست.
وقال دبلوماسيون طلبوا عدم نشر أسمائهم إنه وفقا لأحدث تقرير
للوكالة الدولية بخصوص إيران والذي صدر في مايو ايار زاد مخزون
طهران من اليورانيوم المنخفض التخصيب عن المستوى المطلوب لكنها
أوفت بمهلة 30 يونيو حزيران لخفضه.
*إنقضاء المهلة
كان يوم الثلاثاء هو المهلة النهائية الرسمية للتوصل لاتفاق
طويل الأجل استنادا للاتفاق المبدئي. لكن في ظل الاقتراب من خط
النهاية وإيجابية الأجواء فإن التمديد لمدة أسبوع لم يكن مفاجئا.
وسيساعد نجاح المفاوضات على تخفيف عقود من العداء بين إيران
والولايات المتحدة لكن كثيرا من حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة
ومنهم إسرائيل والسعودية تساورهم الشكوك وكذلك بعض المتشددين في
واشنطن وطهران.
والقوى التي تتفاوض مع إيران هي الدول الخمس دائمة العضوية في
مجلس الأمن – بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا والصين –
إلى جانب ألمانيا.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن من المقرر أن يعود وزيرا خارجية
فرنسا والصين إلى فيينا يوم الخميس. ومن المتوقع أن يجتمع كل
الوزراء يوم الخميس لبحث وضع المفاوضات.
وبموجب الاتفاق المؤقت الذي تم التوصل إليه في نوفمبر تشرين
الثاني 2013 والمعروف بخطة العمل المشتركة وافقت إيران على اتخاذ
بعض الخطوات للحد من برنامجها النووي مقابل تخفيف محدود للعقوبات
الاقتصادية.
وقال دبلوماسيون إن المهلة الحقيقية تنتهي في التاسع من يوليو
تموز وليس 30 من يونيو حزيران لأن هذا هو آخر موعد يمكن تقديم
الاتفاق فيه للكونجرس الأمريكي لأن فترة المراجعة الإلزامية قبل أن
يبدأ أوباما في تعليق العقوبات ستقتصر على 30 يوما. فبعد ذلك ستمتد
المراجعة إلى 60 يوما وهو ما يزيد المخاوف من انهيار الاتفاق.
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)