سكرامنتو (كاليفورنيا) أول يوليو تموز (رويترز) – وقع جيري
براون حاكم ولاية كاليفورنيا الأمريكية مسودة قانون أمس الثلاثاء
يقضي بعدم استثناء تلاميذ المدارس من التطعيمات مع الزام الآباء
بتطعيم أبنائهم ضد الأمراض المعدية في أعقاب تفشي الحصبة بمنطقة
ديزني لاند الترفيهية بجنوب كاليفورنيا ما أدى اصابة أكثر من 100
شخص بالمرض.
وأثارت الموافقة على القانون في كاليفورنيا -أكبر ولاية
أمريكية من حيث عدد السكان والتي أصبحت ثالث ولاية أمريكية تلغي
الاستثناء من التطعيمات لأسباب دينية وشخصية أخرى- معارضة غاضبة من
بعض الآباء ممن يخشون من مخاوف سابقة بان التطعيمات مرتبطة
بالاصابة بمرض التوحد علاوة على آخرين يخشون من الآثار الجانبية
للتطعيم وبسبب تحفظات دينية.
وقال الديمقراطي براون وهو يوقع على القرار “العلم واضح في ان
التطعيمات تقي الأطفال بصورة جذرية من عدد من الأمراض المعدية
والخطيرة. في حين انه لا يوجد تدخل طبي ليست له مخاطر تفيد الأدلة
بان التطعيم ذو فائدة جمة ويقي المجتمع”.
أما خصوم القانون -الذين أعدوا جلسات تشريعية وأرسلوا الى
المشرعين اعلانات والتماسات وحملات بالتليفون- فقد بادروا بالرد
وهدد بعضهم برفع دعاوى قضائية وذلك على الرغم من ان القانون يتضمن
بندا يمنح الكثير من الآباء الذين لديهم أبناء بالمدارس أو على وشك
دخولها بضع سنوات للالتزام بالقانون.
وقالت جماعة تطالب سكان كاليفورنيا بحق المفاضلة بين التطعيم
وعدمه على صفحة بفيسبوك “إنه يوم مؤسف بالنسبة لكاليفورنيا ويوم
مأساوي لامريكا. ستبدأ الآن معركة قضائية داخل المحاكم”.
أرجع خبراء الأوبئة تفشي الحصبة الى تراجع معدلات التطعيم التي
تناقصت في مناطق بالولاية وسط مخاوف من بعض الآباء من ان الأبناء
سيعانون من آثار جانبية أو يصابون بالتوحد إن هم التزموا بالتوصيات
الخاصة بالتطعيم.
وتم تطعيم معظم تلاميذ المدارس لكن في بعض المدارس الكائنة في
مناطق ليبرالية راقية كانت مستويات التطعيم دون مستوى 92 في المئة
اللازم للتطعيم الجماعي الذي يقي من لم يتعاطوا التطعيم أو من
يعانون من ضعف أجهزة المناعة لديهم.
وواجهت مسودة القانون معارضة من الجمهوريين على الرغم من اعلان
بعض الزعماء الجمهوريين انهم قاموا بتطعيم ابنائهم.
وكان قد تم تعديل مشروع القانون لاتاحة الفرصة للتلاميذ من
أصحاب الاستثناءات متسعا من الوقت قبل الزامهم بالتطعيم ضد امراض
منها الحصبة وشلل الاطفال والسعال الديكي.
وقال انصار القانون إن ارتفاع اعداد من لم يتعاطوا التطعيم في
عدد من المدارس يجعل التلاميذ ممن يعانون من ضعف جهاز المناعة -ممن
لا يمكن تطعيمهم لاسباب طبية- يتعرضون لخطر جسيم.
ويقضي القانون بانه يتعين على التلاميذ الذين لم يتعاطوا
تطعيمات دون استثناء طبي بان يدرسوا بمنازلهم او ضمن مجموعات
دراسية منظمة بالمنازل.
وأعلنت سلطات قطاع الصحة في الولايات المتحدة خلو البلاد من
مرض الحصبة نهائيا عام 2000 بعد عقود من جهود التطعيم المكثفة
للأطفال لكن في عام 2014 سجل أكبر عدد من الحالات منذ أكثر من
عقدين.
ولا يوجد علاج محدد للحصبة ويتعافي معظم الناس منها في غضون
بضعة أسابيع رغم انها قد تكون فتاكة في بعض الحالات. وتتضمن أعراض
الحصبة الطفح الجلدي وارتفاع درجة حرارة الجسم ويمكن أن ينتشر
الفيروس سريعا بين الناس غير المطعمين باللقاح.
لكن بالنسبة للأطفال الفقراء ومن يعانون من سوء التغذية أو من
يعانون من ضعف المناعة فقد تسبب لهم الحصبة مضاعفات خطيرة منها
العمى والتهاب الدماغ والاسهال الحاد وعدوى الاذن والالتهاب
الرئوي.
(إعداد محمد هميمي للنشرة العربية – تحرير ياسمين حسين)