(لإضافة مقتل 2 في انفجار غربي القاهرة ورجلي شرطة في هجومين)
من محمود رضا مراد
القاهرة 30 يونيو حزيران (رويترز) – تعهد الرئيس المصري عبد
الفتاح السيسي اليوم الثلاثاء بإجراء تعديلات قانونية تهدف إلى
تحقيق “العدالة الناجزة” في جرائم الإرهاب وذلك خلال مشاركته في
تشييع جثمان النائب العام هشام بركات بعد يوم من مقتله في انفجار
استهدف موكبه.
وقتل أربعة أشخاص على الأقل بينهم شرطيان اليوم الثلاثاء في
انفجار وهجومين مسلحين قرب القاهرة في اليوم التالي لاغتيال بركات.
ووقع التفجير الذي أودى بحياة النائب العام قبل يوم من حلول
الذكرى السنوية الثانية لاحتجاجات 30 يونيو حزيران التي اندلعت عام
2013 ودفعت الجيش لإعلان عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي
المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين بعدها بأيام قليلة.
وشهدت القاهرة اليوم الثلاثاء استنفارا أمنيا بمناسبة الذكرى
وزاد تفجير الاثنين من حالة التأهب الأمني خوفا من وقوع هجمات أو
اندلاع احتجاجات لمؤيدي الإخوان.
وقالت وزارة الداخلية في بيان في صفحتها على فيسبوك إن شخصين
قتلا في انفجار سيارة كانت تقلهما في مدينة السادس من أكتوبر غربي
القاهرة مساء اليوم الثلاثاء.
وأضافت “بالفحص تبين حدوث انفجار عبوات متفجرة كانت بحوزة
مستقلي السيارة مما أسفر عن مصرعهما وتفحم السيارة.”
وقالت مصادر أمنية إن عددا من الأشخاص أصيبوا في الانفجار.
وقالت مصادر أمنية لوكالة أنباء الشرق ألأوسط إن شرطيا قتل في
اشتباك بالرصاص مع إسلاميين متشددين في حي حلوان بجنوب القاهرة.
وفي وقت سابق اليوم قالت مصادر أمنية إن شرطيا قتل وأصيب أربعة
آخرون في هجوم شنه مسلحون يركبون دراجتين ناريتين وسيارة على
سيارتي شرطة في محافظة بني سويف جنوبي القاهرة.
وفي مدينة الإسكندرية الساحلية قالت مصادر أمنية إن مسلحين
يركبان دراجة نارية أطلقا النار على نقطة شرطة في شرق المدينة دون
وقوع إصابات بين أفرادها. وقال مصدر إن المسلحين لاذا بالفرار.
وقال السيسي في كلمة تلفزيونية “النائب العام يعني صوت مصر..
يعني اللي ضرب امبارح بيسكت مصر.. مصر محدش يقدر يسكتها.. لكن احنا
منقدرش نعمل ده إلا بالقانون.”
وأضاف وهو يتوسط أسرة بركات “يد العدالة الناجزة مغلولة
بالقوانين. إحنا هنعدل القوانين اللي هتخلينا ننفذ العدالة في أسرع
وقت ممكن… خلال أيام تتعرض القوانين.. قوانين الإجراءات
الجنائية.. المظبوطة اللي تجابه التطور اللي احنا بنقابله.. احنا
بنقابل إرهاب يبقى في قوانين تجابه ده.”
وقال السيسي الذي تلا بيان عزل مرسي في الثالث من يوليو تموز
2013 حين كان وزيرا للدفاع “احنا بنجابه حرب ضخمة جدا وعدو خسيس.”
وعقب وفاة بركات يوم الاثنين تعالت الأصوات المطالبة بتعديل
قانون الإجراءات الجنائية لاختصار المدة الزمنية الطويلة التي
تستغرقها محاكمات الآلاف من قيادات وأعضاء ومؤيدي الإخوان
والمنتمين للجماعات المتشددة في قضايا تتصل بجرائم عنف وإرهاب.
لكن في المقابل حذر منتقدون من أن التعديلات القانونية المزمعة
قد تخل بحقوق المتهمين في الدفاع عن أنفسهم.
وقالت مصادر قضائية إن التعديلات المقترحة على قانون الإجراءات
الجنائية تتضمن اختصار درجات التقاضي إلى درجتين بدلا من ثلاث
درجات حاليا وأن يكون للقاضي القول الفصل في استدعاء شهود نفى من
عدمه حسبما تتطلب القضية.
وخلال الشهور الماضية صدرت أحكام بالإعدام والسجن المؤبد على
المئات من أعضاء ومؤيدي الإخوان بينهم مرسي والمرشد العام للجماعة
محمد بديع لكن هذه الأحكام أولية وقابلة للطعن عليها وقد تستغرق
الإجراءات القضائية سنوات حتى صدور أحكام نهائية وباتة بحقهم.
وقاطع رجل السيسي خلال كلمته وقال له “عايزين إعدامات يا ريس”
لكن السيسي رد عليه قائلا “احنا بنفذ قانون. هتصدر حكم بالإعدام
هيتنفذ حكم بالإعدام.. هتصدر حكم بالمؤبد هيتنفذ حكم بالمؤبد.”
وتواجه مصر إسلاميين متشددين في شمال سيناء قتلوا مئات من
أفراد الجيش والشرطة منذ عزل مرسي.
وفي الشهر الماضي دعا تنظيم ولاية سيناء المتشدد ذراع تنظيم
الدولة الإسلامية في مصر أتباعه إلى مهاجمة القضاة وهو ما يفتح
جبهة جديدة في نشاطها الهادف لإسقاط الحكومة. والجماعة التي كانت
تسمي نفسها أنصار بيت المقدس قبل أن تبايع الدولة الإسلامية العام
الماضي هي أنشط الجماعات المتشددة في مصر.
وأقيمت صلاة الجنازة على جثمان بركات في مسجد المشير طنطاوي
بشمال شرق القاهرة صباح اليوم وعقب الجنازة أقيمت جنازة عسكرية له
خارج المسجد تقدمها السيسي ورئيس الوزراء إبراهيم محلب وعدد كبير
من الوزراء والقضاة والشخصيات العامة.
ورصد شاهد من رويترز وجودا أمنيا مكثفا عند محور المشير طنطاوي
الذي يربط بين منطقتي مدينة نصر والقاهرة الجديدة حيث أقيمت مراسم
الجنازة. واصطفت قوات من الجيش والشرطة على جانبي المحور.
وأظهرت لقطات تلفزيونية مراسم دفن جثمان بركات في مقابر أسرته
بمنطقة المقطم في القاهرة.
وشهدت مداخل ومخارج القاهرة ومحطات مترو الأنفاق تكثيفا أمنيا
ملحوظا.
وفوجئ ركاب المترو اليوم الثلاثاء بإعلان غلق محطة مترو
السادات المحورية التي تحمل اسم الرئيس الراحل أنور السادات بعد
أقل من أسبوعين من إعادة فتحها.
وأغلقت المحطة التي تقع بميدان التحرير بوسط القاهرة في أغسطس
آب 2013 عندما سقط مئات القتلى من مؤيدي مرسي في فض اعتصامين
بالقاهرة والجيزة وأعيد فتحها بعد نحو عامين يوم 17 يونيو حزيران
الجاري.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن وزارة الصحة أعلنت
حالة التأهب ورفع درجة الاستعداد بجميع المستشفيات في مختلف أنحاء
الجمهورية.
وشهدت شوارع العاصمة سيولة مرورية ملحوظة بعد إعلان الحكومة
يوم الاثنين منح العاملين في القطاعين العام والخاص عطلة رسمية
اليوم الثلاثاء.
وقالت مصادر أمنية يوم الاثنين إن قنبلة زرعت في سيارة تقف في
جانب الطريق فجرت عن بعد لدى مرور موكب النائب العام بالقرب من
منزله في شمال شرق القاهرة.
وأصبح بركات (64 عاما) أكبر مسؤول في الدولة يقتل منذ عزل مرسي
وأكبر مسؤول منذ اغتيال رئيس مجلس الشعب الأسبق رفعت المحجوب بأيدي
إسلاميين متشددين عام 1990.
وليس هناك إعلان مؤكد للمسؤولية عن هجوم يوم الاثنين. وزعمت
جماعة غير معروفة تدعى كتائب المقاومة الشعبية بالجيزة مسؤوليتها
عن التفجير من خلال صفحة لها على فيسبوك لكنها حذفت المنشور بعد
قليل من بثه.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء نقلا عن مصدر
أمني بمديرية أمن الجيزة قوله إن الشرطة ألقت القبض على شاب يبلغ
من العمر 23 عاما يشتبه بأنه يدير صفحة جماعة الإخوان على فيسبوك.
وزاد استهداف قضاة ومسؤولين كبار آخرين في الآونة الأخيرة من
جانب إسلاميين متشددين مناوئين لحكومة السيسي بعد صدور أحكام قاسية
على إسلاميين خلال الشهور الماضية.
وفي الشهر الماضي أيضا قتل ثلاثة قضاة بالرصاص في هجوم في
مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء حيث تنشط جماعة ولاية سيناء.
وهوجمت في الآونة ألأخيرة منازل وسيارات مملوكة لقضاة وألقيت
زجاجات حارقة على عدد من نوادي القضاة في أكثر من مدينة.
ويثير الهجوم الذي أودى بحياة بركات مخاوف من مزيد من الاضطراب
الذي تشهده مصر منذ الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس الأسبق
حسني مبارك في 2011 في وقت تحاول فيه السلطات إعادة الاستقرار
وإتاحة الفرصة لإنعاش الاقتصاد.
ويشير التفجير أيضا إلى خطر استهداف قيادات الدولة من قبل
إسلاميين متشددين مثلما كان الحال في الثمانينات والتسعينات.
(شارك في التغطية للنشرة العربية سامح الخطيب وعمر فهمي وأحمد حسن
وعلي عبد العاطي – إعداد محمد عبد اللاه – تحرير محمد عبد العال)