القاهرة 29 يونيو حزيران (رويترز) – قالت وكالة أنباء الشرق
الأوسط الرسمية إن النائب العام المصري هشام بركات توفي متأثرا
بجراح أصيب بها اليوم الاثنين في انفجار سيارة ملغومة استهدفت
موكبه في القاهرة.
وقالت إن بركات “لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بجراحه.” وأضافت
“أجريت له عملية جراحية دقيقة فارق في أعقابها الحياة.”
ويعد بركات أعلى مسؤول في الدولة يقتل في هجوم منذ عزل الرئيس
السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في منتصف 2013
بعد احتجاجات حاشدة على حكمه الذي استمر عاما.
ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم وزارة الصحة حسام عبد الغفار
قوله إن تسعة آخرين أصيبوا في الهجوم ونقلوا إلى مستشفيين للعلاج.
وقالت المصادر إن السيارة الملغومة فجرت عن بعد وإن عشرات
السيارات تهشمت أو احترقت كما تحطمت واجهات متاجر ومنازل في
الانفجار.
وزاد استهداف العاملين بالسلك القضائي ومسؤولين في الآونة
الأخيرة من جانب إسلاميين متشددين مناوئين لحكومة الرئيس عبد
الفتاح السيسي بعد صدور أحكام قاسية على قادة جماعة الإخوان وأعضاء
في الجماعة ومؤيدين لها في الشهور الماضية.
وأعلنت جماعة لا يعرف عنها الكثير وتطلق على نفسها اسم
“المقاومة الشعبية بالجيزة” مسؤوليتها عن الهجوم. وقالت في صفحة
على فيسبوك إنها استهدفت سيارة النائب العام أمام منزله ونشرت صورا
قالت إنها للانفجار. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة الصور.
وفي وقت لاحق أزالت الجماعة إعلان المسؤولية من الصفحة التي لم
تعذر التحقق من مصداقيتها.
وفي الشهر الماضي دعت ذراع تنظيم الدولة الإسلامية في مصر
والتي تسمي نفسها ولاية سيناء أتباعها إلى مهاجمة القضاة مما يفتح
جبهة جديدة في نشاطها الهادف لإسقاط الحكومة.
وفي الشهر الماضي قتل ثلاثة قضاة بالرصاص في هجوم في مدينة
العريش عاصمة محافظة شمال سيناء حيث تنشط الجماعة المتشددة. كما
هوجمت في الآونة ألأخيرة منازل وسيارات مملوكة لقضاة وألقيت زجاجات
حارقة على عدد من نوادي القضاة في أكثر من مدينة.
وقال شهود عيان إن عمود دخان أسود كثيفا ارتفع فوق مكان
الانفجار.
وقالت ياسمين علاء الدين إحدى سكان المنطقة لرويترز “سمعت صوت
اهتزاز شديد وظننت أنه زلزال. نزلت الشارع فشاهدت دخانا كثيفا.
شاهدت أناسا يجرون ويصرخون في رعب.”
ووقع الهجوم قبل يوم من الذكرى الثانية للاحتجاجات التي طالبت
بعزل مرسي. وأعلن الجيش عزل مرسي في الثالث من يوليو تموز 2013.
وكانت دار القضاء العالي التي يوجد بها مكتب بركات في وسط
القاهرة هدفا لهجوم هذا العام قتل فيه شخصان.
* متشددو شمال سيناء
تواجه مصر إسلاميين متشددين في شمال سيناء قتلوا مئات من أفراد
الجيش والشرطة منذ عزل مرسي. وتعد جماعة ولاية سيناء التي كانت
تسمي نفسها أنصار بيت المقدس قبل مبايعتها الدولة الإسلامية في
نوفمبر تشرين الثاني أنشط الجماعات المتشددة. ونشرت الجماعة أمس
الأحد تسجيلا بعنوان “تصفية القضاة” يصور الهجوم الذي قتل فيه
ثلاثة قضاة في العريش.
وظهر في التسجيل الذي لم يتسن لرويترز التحقق من صحته مسلحون
يطلقون النار على سيارة فان قالت الجماعة إن القضاة كانوا فيها.
وقال وزير العدل أحمد الزند وهو قاض صريح في انتقاده لجماعة
الإخوان المسلمين لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن الهجوم على النائب
العام “لن يثني قضاة مصر وأعضاء النيابة العامة عن أداء رسالتهم
السامية وواجبهم الوطني الذي أناطه بهم الدستور في إعمال حكم
القانون في مواجهة العناصر الإرهابية وغيرها من مرتكبي الجرائم.”
ويقول القضاة إنهم مستقلون في عملهم عن الحكومة والجيش. لكنهم
تعرضوا لانتقادات بعد صدور أحكام عديدة بالإعدام والسجن لمدد طويلة
على قادة وأعضاء في جماعة الإخوان المسلمين.
وقضت محكمة جنايات القاهرة بإعدام مرسي هذا الشهر لإدانته في
قضية هروب جماعي من سجون مصرية خلال انتفاضة 2011 التي أطاحت
بالرئيس الأسبق حسني مبارك.
(شارك في التغطية الصحفية للنشرة العربية عمر فهمي وليليان وجدي –
تحرير أمل أبو السعود)