فوانيس .. حلويات شرقية.. كل المستلزمات التي تجلب سعادة
للصائمين تتوفر بكثرة في شوارع القاهرة في إطار استعدادات المصريين
لاستقبال شهر رمضان المتوقع أن يبدأ يوم الخميس (18 يونيو حزيران).
ومع عدم تعافي الاقتصاد المصري بشكل كامل منذ الاطاحة بالرئيس
الأسبق حسني مبارك في عام 2011 يجد كثير من القاهريين صعوبة في
تحمل تكاليف شراء مستلزمات رمضان.
وقال رجل متزوج ولديه أطفال يُدعى محمد عبدالقادر “بالنسبة
للأسعار هي غالية جداً عن رمضان اللي فات. بالنسبة كمان للعرايس
والحاجة بتاعة رمضان غالية جداً. يمكن نقول مثلاً 60 في المئة عن
رمضان اللي فات.”
وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عدة مشروعات عملاقة
وجمع مليارات الدولارات من حلفائه في دول الخليج وأجرى خفضا للدعم
الحكومي في مسعى لانعاش الاقتصاد وتعزيز الاستثمار الأجنبي.
ورغم التعافي البطيء للاقتصاد فان صندوق النقد الدولي قال إنه
بمعدلات النمو الحالية ستكافح مصر لخلق وظائف كافية لسكانها الذين
يزيد عددهم بسرعة.
وقبيل رمضان أعرب بعض سكان القاهرة عن انزعاجهم من مشكلات
البنية التحتية في العاصمة وافتقار المدينة لخدمات أساسية ناهيك عن
ارتفاع الأسعار.
وقال رجل يُدعى طارق محمد زكي “والله البلد حالها يعني في تحسن
نسبي. شايفين المرور بدأ يتحسن شوية. شايفين الطرق..الرصف بدأ
يتحسن شوية. بس عايزين أحسن من كدة بالنسبة للنظافة. يعني مشكلة
النظافة هي المشكلة الأساسية في مصر.”
وعادة ما تتوفر طوال شهر رمضان موائد إفطار مجانية لعابري
السبيل والفقراء وتسمى (موائد الرحمن). لكن بعض سكان القاهرة
يقولون إن تلك الموائد بدأت تتلاشى تدريجيا من شوارع المدينة
الكبيرة.
وقالت صاحبة متجر لبيع ياميش (لوازم) رمضان تُدعى أم علي عن
تلك الموائد “الأول كنت تمشي تلاقي المائدات (الموائد). دلوقتي
الحكومة مبتخليش حاجة. قالك مفيش..المائدات ممنوعة. دة ممنوع. كنت
كل ما تمشي تلاقي مائدة..تلاقي مائدة. لأ مفيش الكلام ده دلوقتي.”
ويقول البعض إن القيود التي تفرضها الحكومة للحد من زحام السير
(المرور) هي المسؤولة عن تراجع هذا التقليد الرمضاني.
وأيا ما كان السبب فان تناقص موائد الرحمن في رمضان بمثابة
كارثة لفقراء مصر الذين يُقدر عددهم بنحو 25 في المئة من السكان
ويعيش الفرد منهم على أقل من 1.65 دولار يوميا.
خدمة الشرق الأوسط التلفزيونية