أنقرة (زمان عربي) – في هذا الأسبوع نحن ضيوف على “حاجي بيرام ولي” الذي يرتبط اسمه ارتباطًا وثيقًا بمدينة أنقرة العاصمة التركية. وسنتجه الآن إلى أزقة أنقرة القديمة ومقابرها وقلعتها وباعة الشاي.
تعد مدينة أنقرة نموذجا لمدن الأناضول. ولعل سوء حظها الوحيد هو كونها عاصمة الجمهورية التركية الحديثة التي أنشئت في 1923 بعد مدينة إسطنبول التي كانت آخر عواصم الدولة العثمانية. وأنها واقفة كصبي في سن المراهقة أمام إسطنبول التي يفوح منها عبق التاريخ.
في حضرة حاجي إمام ولي:
إنه الجامع الأول الذي يملأه أهالي أنقرة عن آخره. لذا هيّا بنا بسرعة نزور حاجي بيرام ولي قبل أن يحين موعد الدقائق الأخيرة. إنه تتلمذ على يد سومونجو بابا ويعد ولياً كبيراً وكاتم أسرار الأمير سلطان أحد رجال الفكر المعروفين في علم التصوف الذين عاشوا في عصر تأسيس الدولة العثمانية. وقبره وجامعه يقعان وسط بقايا المعبد الروماني المشيّد على شرف الإمبراطور أوغسطس الموجود في الفناء.
منطقة حمام أونو: وجه أنقرة القديمة
إن منطقة حمام أونو ذات الطوابق الأحادية الواقعة داخل الأزقة الموجودة بها أزهار تجعلنا ننطلق في رحلة للاستمتاع بالحنين إلى الماضي والذكريات. وكل ما عليكم هو التجول في هذا المكان والتقاط أجمل الصور فيه. وننصحكم بعد التجول في أزقته بأخذ قسط من الراحة والتقاط الأنفاس في حديقة شاي “الأخوة” التي تقدم الشاي في هذه المنطقة منذ ردح طويل من الزمان.
حديقة السلطان تاج الدين:
لاشك في أن السلطان تاج الدين المدفون في حمام أونو هو أحد الشخصيّات العظيمة الموجودة في أنقرة. فهو طالب تتلمذ على يد الأستاذ “أوفتاده”، وكان بمثابة صوت الطريقة الجلوتية في العاصمة. ويقع قبره داخل الجامع. وبالمناسبة ارفعوا الباب السفلي الذي يشبه الممر السري وسيرشدكم إلى قبور أخرى. ولا تمروا على تاج الدين سلطان فحسب، فزوروا أيضًا جامع”صاري قاضي” الموجود بالمنطقة. وطبعا من الممكن زيارة قبر الشهيد الزعيم الوطني محسن يازيجي أوغلو، رئيس حزب الوحدة الكبرى الراحل، الموجود في المقبرة الواقعة في الطرف الخلفي.
نظرتُ إليك أيتها العاصمة من قلعة انقرة!
والآن حان الوقت للصعود إلى القلعة المشهورة في المدينة. ونوصيكم بالصعود إلى قلعة أنقرة سيرًا على الأقدام من منطقة حمام أونو. ستجدون أولا أمامكم سوق “شمان بزاري”، وهو حي مشهور موجود به دكاكين لبيع التحف والهدايا العتيقة. وهو في الوقت نفسه المكان الذي جرت فيه الإعدامات العلنية أمام الناس عام 1955.
وبالمناسبة نوصي لمن يحب تذوق كفتة أنقرة بالذهاب إلى مطعم “أمين أسطى”. والآن حان الوقت للذهاب صوب القلعة الموجودة في الأمام. كما نوصيكم بزيارة الجوامع الموجودة داخل القلعة وخاصة جامع السلطان علاء الدين، وانظروا نظرة تأمليّة على المنبر الرائع الموجود داخله.
نعم، هذه العاصمة الكبيرة تقع الآن تحت أقدامكم. مدوا أبصاركم إلى أبعد أماكنها حتى لو كانت كتلة خرسانية يغطيها اللون الرمادي وخالية من الخضرة والبحار. مدوا بصركم قدر المستطاع إلى أبعد الحدود لدرجة تجعلكم ترون السلطان كليتش أرصلان الثاني بجواركم إلى جانب السلطان يلديرم بايزيد الذي هزم في حرب أنقرة.