إسطنبول (زمان عربي) – التزم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الصمت ولم يعد يدلي بتصريحات كثيرة كما كان حاله في الأيام الأخيرة مع أنه لم يقض يوما واحدا في قصره على مدى 30 يوما منذ الثامن من مايو/ أيار الماضي وحتى السابع من يوينو/ حزيران الجاري أول أمس حيث أجرى في تلك الفترة افتتاحات جماعيّة وزيارات للبلديات والمحافظاتوالتقط صورًا في 127 مهرجانا تحت مسمى “لقاءات شعبيّة” وأدلى بتصريحات على الهواء مباشرة من القنوات بلغت مدتها 367 ساعة و23 دقيقة.
ولفت موقف أردوغان، الذي اكتفى فقط بإصدرا بيان خطيّ حول تقييمه لنتائج الانتخابات البرلمانية، التي أجريت الأحد الماضي وعجز فيها حزب العدالة والتنمية عن تحقيق الأغلبية المطلقة في البرلمان وحصل على ما يقرب من 40.8% من الأصوات، انتباه الأوساط المختلفة التي راحت تتساءل في ذهول: “أين أردوغان، وهل انتهت الافتتاحات الجماعية فجأة؟”.
وكان أكثر الموضوعات جدلا ونقاشًا في أوساط الرأي العام خلال الاستعداد لانتخابات السابع من يوينو هو عدم التزام أردوغان بمبدأ “الحيادية” تجاه جميع الأحزاب على اختلاف توجهاتها بحسب الدستور والضرب به عرض الحائط بعدما نزل في الميادين الانتخابيّة وطالب الجماهير بالتصويت لحزب العدالة والتنمية، سعيًا منه لتحقيق حلم النظام الرئاسي؛ الذي يكرس لديكتاتورية بغيضة ولحكم الفرد الذي يهدد ويتوعد ويقاضي ويشتم ويهين كل من يختلف معه.
ودافع أردوغان عن موقفه خلال هذه المرحلة قائلا: “لن أجعلهم يسلبونني حقي في حرية الكلام والتعبير عن رأيي. إلا أن قرارات اللجنة العليا للانتخابات التي أوجبت عدم استخدام مرافق الدولة في الحملة الانتخابيّة لم تقدر على الحيلولة دون استغلال أردوغان لمرافق الدولة وتطويعها للترويج لحملته.
ولم تستطع كل من اللجنة العليا للانتخابات ومجلس الإذاعة والتليفزيون اتخاذ موقف رادع تجاه أردوغان الذي تم بث لقاءاته على الهواء مباشرة لمدة 367 ساعة و23 دقيقة اعتبارا من موعد انطلاق الحملات الانتخابية في 10 مارس/ أذار الماضي، كما رفضتا الشكاوى الواردة من أحزاب المعارضة.