إسطنبول (أ ف ب) – اتهم زعيم حزب الشعوب الديمقراطية الكردي في تركيا صلاح الدين دميرتاش تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي (داعش) بتنفيذ تفجيرين في مدينة ديار بكر جنوب شرق البلاد يوم الجمعة الماضي قبل دقائق من إلقائه كلمة في اجتماع سياسي حاشد قبيل الانتخابات البرلمانية التي أجريت أول من أمس الأحد وحل فيها حزبه رابعا في ترتييب الأحزاب بالبرلمان التركي الجديد.
وقال دميرتاش في مقابلة مع شبكة تليفزيون (سي إن إن) أمس الاثنين إن سلسلة تفجيرات استهدفت الحزب أثناء حملته الانتخابية لدخول البرلمان لها صلة بتنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا.
وقتل أربعة أشخاص في تفجيرين يوم الجمعة في مدينة ديار بكر التي تسكنها غالبية كردية بجنوب شرق تركيا قبل دقائق من إلقاء صلاح الدين دميرتاش رئيس الحزب كلمة في اجتماع سياسي حاشد.
وذكرت وسائل إعلام محلية نقلا عن مسؤولين بمستشفى أن عدد المصابين لا يقل عن 200 شخص في الهجوم.
وأصبح حزب الشعب الديمقراطي يوم الأحد أول حزب سياسي له جذور كردية يدخل البرلمان التركي على الإطلاق كحزب بعد أن اجتاز بسهولة نسبة العشرة بالمئة المطلوبة كحد أدنى لدخول البرلمان.
وحصل الحزب على 80 مقعدا في البرلمان الجديد مما ساعد في حرمان حزب العدالة والتنمية الحاكم من أغلبية تمكنه من تشكيل حكومة بمفرده.
وقال دميرتاش إن الهجوم -وأيضا تفجيرين آخرين استهدفا مكاتب حزب الشعوب الديمقراطية في مايو/ أيار ولم يسفرا عن قتلى- لهم صلات بتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) المتشدد الذي يسيطر على أجزاء في العراق وسوريا وكلاهما بلد يشترك في حدود مع تركيا.
وأضاف دميرتاش: “الهجمات في أضنة ومرسين والشخص الذي وضع القنابل كان فيما يبدو في سوريا مؤخرا وقضى وقتا مع تنظيم داعش. ومجددا فإن الشخص الآخر الذي تورط هنا في التفجير الثالث كان له صلات فيما يبدو بتنظيم داعش.
ولم يذكر ديميرتاش كيف حصل على هذه المعلومات أو ما هي الأدلة التي تربط التفجيرات بتنظيم داعش لكنه ألقى باللوم على قوات الأمن التركية في فشلها في منع الهجمات.
وقال: “نعتقد أنهم كان بمقدورهم شن هذه الهجمات إما بسبب ضعف عمل مخابرات الحكومة أو أنهم شعروا بأنهم لديهم الشجاعة للقيام بهذا. وفي نهاية المطاف فإن هذه هي مسؤولية الحكومة أن تمنع مثل هذه الهجمات.”
وبدعم من ضربات جوية لائتلاف تقوده الولايات المتحدة يقاتل الأكراد الذين يتمتعون بحكم شبه ذاتي في شمال سوريا تنظيم داعش منذ العام الماضي. وفي يناير/ كانون الثاني طرد الأكراد مقاتلي التنظيم من مدينة عين العرب “كوباني” السورية بعد حصار استمر أربعة أشهر.
واتهم دميرتاش مجددا الحكومة التركية – وهي منتقد قوي للرئيس السوري بشار الأسد- بدعم تنظيم “الدولة الإسلامية” في كوباني وقال في المقابلة التلفزيونية إن الحكومة القادمة ستدخل تغييرات على سياسة أنقرة تجاه سوريا. وتنفي تركيا أي صلات بتنظيم “الدولة الإسلامية”.
وقال دميرتاش “الحكومات الاتئلافية لن يكون بمقدورها مواصلة دعم جماعات مثل تنظيم “الدولة الإسلامية” وغيرها من الجماعات المتطرفة في سوريا.”