اسطنبول 7 يونيو حزيران (رويترز) – سعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتحقيق انتصار ساحق من أجل رؤيته لتركيا “جديدة” في الانتخابات البرلمانية التي بدأ التصويت فيها اليوم الأحد وقد تمنحه سلطات تنفيذية واسعة يقول معارضوه إنها قد تقوض الديمقراطية.
لكن طموحات أردوغان قد يحبطها حزب معارض له أصول كردية يسعى لدخول البرلمان للمرة الأولى وقد ينهي 12 عاما من الحكم المنفرد لحزب العدالة والتنمية الذي أسسه أردوغان.
وساد التوتر في بعض مراكز الاقتراع ولاسيما في جنوب شرق البلاد الذي يغلب على سكانه الأكراد بعد أن أسفر تفجير يوم الجمعة عن مقتل شخصين وإصابة ما لا يقل عن 200 في تجمع لحزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد.
وزاد الهجوم من الاهتمام المسلط على الحزب الذي يتطلع لدخول البرلمان للمرة الأولى.
وقد تتوقف جهود انهاء التمرد الكردي الذي استمر لثلاثة عقود وكذلك طموحات أردوغان السياسية على مصير هذا الحزب.
ويسعى أردوغان إلى الفوز بأغلبية كبيرة لحزب العدالة والتنمية لتعزيز صلاحياته. ويقول إن رئاسة تنفيذية على غرار النظام الأمريكي ضرورية لتعزيز النفوذ الإقليمي والنجاحات الاقتصادية لتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي. ويقول معارضوه إن رؤيته بشأن الرئاسة ستفتقر للضوابط والتوازن الضرورين.
وقال في مؤتمر انتخابي في إقليم أرداهان في شمال شرق تركيا يوم السبت “يقولون إذا حصل أردوغان على ما يريد يوم الأحد فإنه سيصبح شخصا لا يقف شيء في طريقه.
“إنهم يقصدون أن تركيا لن يستطيع أحد إيقافها.”
وينظر الغرب إلى تركيا باعتبارها حليفا مهما يقتسم حدودا مع العراق وسوريا وإيران ويثمن استقرارها. ورغم حفاظ أردوغان على العلاقات فقد روج لصورة تركيا كبلد بات أقل ميلا لتنفيذ رغبات واشنطن.
ويتولى حزب العدالة والتنمية الحكم منذ عام 2002 ومن المتوقع أن يظل أكبر حزب بعد الانتخابات بفارق كبير عن الحزب الذي يليه. لكن الفوز بأغلبية سيعتمد على عدم تخطي حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد لنسبة العشرة في المئة اللازمة لدخول البرلمان. وتشير استطلاعات الرأي إلى نتيجة قريبة من هذا المستوى.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الثامنة صباحا (0500 بتوقيت جرينتش) وبدأ بعض من الناخبين الأتراك وعددهم 54 مليونا الإدلاء بأصواتهم ويشمل ذلك ديار بكر معقل حزب الشعوب الديمقراطي في جنوب شرق البلاد الذي يغلب على سكانه الأكراد.
وقالت بحر هرام (25 عاما) وهي موظفة بجهاز الرعاية الاجتماعية “أنا متأكدة أن حزب الشعوب الديمقراطي سيتجاوز السقف. سرقة الأصوات هي مبعث قلقي الوحيد” مسلطة الضوء على الخوف من تزوير الانتخابات بين بعض الناخبين.
وعلى غرار كثيرين في المنطقة فإن الأولوية بالنسبة لها هي إنهاء الصراع بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني الذي حمل السلاح عام 1984 في تمرد أسفر عن مقتل 40 ألف شخص.
وقالت في حديقة مدرسة بعد التصويت “نريد السلام. هذا هو كل ما نريده. نريد نهاية لهذه الحرب البشعة والقتال. إذا سرق الناس الأصوات فإنني أخشى أن تصبح حربا أكبر.”
ومع أن الدستور يقضي بأن يترفع عن المناورات الحزبية فإن أردوغان شهد العديد من التجمعات الانتخابية خلال حملة اتسمت بطابع تصادمي وانضم إلى رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو في مهاجمة أحزاب المعارضة.
وصور الرجلان الانتخابات على أنها اختيار بين “تركيا الجديدة” والعودة إلى تاريخ اتسم بحكومات ائتلافية قصيرة الأجل وعدم الاستقرار الاقتصادي والانقلابات العسكرية.
وقال داود أوغلو في تجمع انتخابي في مدينة أنطاليا بجنوب تركيا “إما أن يستمر الاستقرار الذي اتسمت به الاثنا عشر عاما الماضية أو يكون سيناريو الأزمات لمن يريدون العودة بتركيا إلى الفوضى وجو الأزمات الذي ميز فترة التسعينات.”
وحشد أردوغان تأييد المحافظين الذين يقول إنهم عوملوا كمواطنين من الدرجة الثانية خلال عقود من الحكم العلماني.
وقال أكرم بال (59 عاما) وهو يمسك بمسبحة ويقف خارج مركز للاقتراع “أدليت بصوتي لحزب العدالة والتنمية ولداود أوغلو. انه رجل أمين ومسلم طيب. يصلي خمس مرات في اليوم وهو من قونية مثلنا.”
وزادت حدة التوتر قبل الانتخابات حين دعا زعيم حزب الشعوب صلاح الدين دمرداش الى أن يعتذر أردوغان عن رد فعله الفاتر على التفجير الذي استهدف تجمعا انتخابيا للحزب في ديار بكر أسفر عن مقتل اثنين وإصابة أكثر من 200.
وشددت الإجراءات الأمنية بعد الهجوم ونشر نحو تسعة آلاف من رجال الشرطة وقوات الأمن في ديار بكر اليوم الأحد.
وقدم أردوغان تعازيه في ضحايا الهجوم في وقت متأخر يوم الجمعة ووصفه بأنه “استفزاز”.
وفي حين أنه قال إنه على مسافة واحدة من جميع الأحزاب اتهم زعماء حزب الشعوب الديمقراطي أردوغان بإثارة المشاعر ضدهم وقال ادريس بالوكين نائب رئيس الحزب إن أردوغان وحزب العدالة والتنمية يتحملان المسؤولية عن هجوم الجمعة.
وقال بالوكين لرويترز “مصدر العنف هو حزب العدالة والتنمية والرئيس. منذ شهرين ونحن نحذر من أن التصريحات ستؤدي إلى هذا حتى خلال محادثاتنا مع الحكومة.”
وتغلق مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة 1400 بتوقيت جرينتش. وتعلن النتائج الأولية في الساعة 1800 بتوقيت جرينتش.