دبي/صنعاء (رويترز) – أطلق الحوثيون والقوات المتحالفة معهم من الجيش اليمني صاروخ سكود على السعودية وقالت المملكة إنها أسقطته اليوم السبت في تصعيد كبير للحرب المستمرة منذ أكثر من شهرين.
وبعد الهجوم الصاروخي ذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي يسيطر عليها الحوثيون أن 38 يمنيا قتلوا في غارات جوية وقصف مدفعي سعودي على محافظات قريبة من الحدود. ولم يتسن على الفور التأكد من التقرير.
وذكر بيان لقيادة التحالف العربي نشرته وكالة الأنباء السعودية “إنه في الساعة 02:45 من صباح اليوم السبت أطلقت ميليشيات الحوثي والمخلوع علي عبد الله صالح صاروخ سكود باتجاه مدينة خميس مشيط وتم بحمد الله اعتراضه من قبل قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي بصاروخي باتريوت.”
وأضاف البيان “وقد بادرت القوات الجوية للتحالف في الحال بتدمير منصة إطلاق الصواريخ التي تم تحديد موقعها جنوب صعدة.”
وتضم المنطقة أكبر قاعدة لسلاح الجو في جنوب السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم لكن لا توجد منشآت نفطية بالمنطقة.
وأكدت قناة المسيرة التلفزيونية التابعة للحوثيين إطلاق الصاروخ وقالت إنه استهدف قاعدة الملك خالد الجوية.
ويقصف التحالف الذي يضم دولا خليجية الحوثيين الذين بسطوا سيطرتهم على اليمن ووحدات من الجيش موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح منذ 26 مارس آذار في محاولة لإعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى السلطة.
وقالت وكالة أنباء سبأ إن القصف السعودي والغارات الجوية أصابت مخيما للنازحين ومؤسسة طبية ومدرسة في محافظة حجة الحدودية مما أسفر عن مقتل 28 شخصا وأدى قصف مدفعي في مكان اخر في الشمال إلى مقتل عشرة أخرين.
ولم يتسن على الفور التأكد من الانباء من سكان المناطق الحدودية النائية التي انقطعت عنها خطوط الهاتف وكثيرا ما تشهد اشتباكات بين الحوثيين والقوات السعودية.
تأتي أعمال العنف على الرغم من التقدم الذي تحقق تجاه إجراء محادثات سلام تدعمها الأمم المتحدة في جنيف هذا الشهر وقد وافقت حكومة هادي والحوثيون على المشاركة فيها.
وقالت الأمم المتحدة اليوم السبت إن هذه المحادثات ستبدأ في 14 يونيو حزيران وجددت الدعوة لوقف الأعمال القتالية. وقال متحدث إن هذا الأمر “يمكن أن يساعد أيضا في تهيئة مناخ موات بشكل أكبر لإجراء حوار سلمي.”
وقال التحالف إن الهدف الرئيسي للضربات الجوية وقف تهديد الصواريخ التي تطلق من اليمن للسعودية والدول المجاورة.
وكان العميد أحمد عسيري المتحدث باسم التحالف قد قال في ابريل نيسان إن التحالف نجح في التخلص من الأسلحة الثقيلة التي تهدد المملكة وجيرانها. لكنه تراجع في وقت لاحق عن ذلك التأكيد قائلا إنه تم تدمير 80 في المئة من الصواريخ البالغ عددها نحو 300 وهو رقم أكده مجددا اليوم السبت.
وقال عسيري لقناة العربية إن الحوثيين وحلفاءهم استغلوا الهدنة الانسانية التي استمرت خمسة أيام وانتهت في 17 مايو أيار لتحريك الأسلحة.
وأضاف “نجحت الميليشيات خلال فترة الهدنة التي كانت 5 ايام مضت في تحريك عدد من هذه الصواريخ تم استهداف عدد منها والصاروخ الذي اطلق كان احد هذه الصواريخ.”
وتابع “ولله الحمد نملك قوة دفاع جوي رادعة قادرة علي اعتراض مثل هذه الصواريخ.”
ونفى الحوثيون تأكيدات سعودية وأمريكية بانهم استغلوا الهدنة لتحريك أسلحة.
وتخشى دول التحالف من أن يكون الحوثيون -وهم شيعة ينحدرون من شمال اليمن– يعملون بالوكالة لتعزيز نفوذ إيران الشيعية خصمهم اللدود في شبه الجزيرة العربية.
وتنفي إيران والحوثيون أي علاقات عسكرية أو اقتصادية تربطهما ويقول الحوثيون إن سيطرتهم على العاصمة صنعاء في سبتمبر أيلول وتقدمهم صوب الجنوب جزء من ثورة على الحكومة الفاسدة.
معركة الحدود
وتستهدف الضربات الجوية مخازن الأسلحة والصواريخ في العاصمة صنعاء وقواعد الجيش الأخرى في اليمن بصفة شبه يومية. وصاروخ سكود هو صاروخ باليستي طوله 11 مترا ومداه 300 كيلومتر أو أكثر.
وأجبر صالح الذي حكم اليمن من 1978 إلى 2012 على التنحي أثناء احتجاجات الربيع العربي لكنه احتفظ بمعظم ولاء الجيش وتحالف مع الحوثيين في قتال أنصار هادي المسلحين في جنوب اليمن.
ووصفت قناة العربية القتال البري أثناء الليل على طول الحدود بأكبر هجوم لقوات الحوثيين والحرس الجمهوري اليمني الموالي لصالح.
وقال مراسل العربية في جازان إن القتال هو “أول مواجهة يقوم بها حرس صالح (الحرس الجمهوري). وقد ساندت طائرات التحالف العربي والأباتشي السعودية الاشتباك البري المباشر الذي دام 10 ساعات.”
من ناحية أخرى أشار حامد البخيتي المتحدث باسم الحوثيين إلى أن الجماعة بدأت في التصعيد على الحدود.
وكتب البخيتي في حسابه على موقع تويتر “عاد نحنا إلا بدينا والقادم أعظم.”
وأضاف في تعليق آخر “بدأ وقت الخيارات مفتوحة لصد العدوان على اليمن الليلة … هي المعركة التي كان ينتظرها أهل اليمن منذ سنين.”
وقالت القوات التي تقودها الرياض أمس الجمعة إن أربعة من أفراد القوات السعودية بينهم ضابط قتلوا بعد هجوم من الجانب اليمني على المناطق الحدودية في جازان ونجران.
وفي مدينة عدن بجنوب اليمن قال سكان إن معارك بالمدفعية الثقيلة استؤنفت اليوم السبت بعد توقف لأيام وإن الاشتباكات أسفرت عن مقتل حوالي عشرة من المقاتلين الحوثيين وثلاثة من أنصار هادي المسلحين.
وقبل محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة قال ضيف الله الشامي المسؤول الحوثي إن وفدا من الحوثيين توجه اليوم إلى روسيا لاجراء محادثات بشأن الوضع في اليمن. ولم يذكر الشامي اي تفاصيل اخرى.
وكانت روسيا الدولة الوحيدة من الدول الاعضاء في مجلس الأمن التي امتنعت في ابريل نيسان عن التصويت على قرار يطالب الحوثيين بالاعتراف بسلطة هادي والانسحاب من المدن الرئيسية في اليمن.