بوسطن 4 يونيو حزيران (رويترز) – أصيب العلماء بالحيرة العام
الماضي عندما نضبت فجأة المياه من بحيرات قابعة على قمة الغطاء
الجليدي لجزيرة جرينلاند وذلك بمعدلات تفوق تدفق المياه من شلالات
نياجرا.
والآن يقول فريق من الباحثين الأمريكيين إنه نجح في تفسير هذه
الظاهرة الغريبة ما قد يتيح له التنبؤ بارتفاع منسوب مياه البحار
على مستوى العالم.
وقال علماء بمؤسسة وودز هول لعلوم المحيطات التابعة لمعهد
ماساتشوسيتس للتكنولوجيا إن أعمدة رأسية في الغطاء الجليدي يمكنها
ان تنقل المياه المنصهرة الى اسفل البحيرة الجليدية لترفعها لأعلى
ما يتسبب في احداث شقوق في البحيرات فوق الجيدية ويؤدي بالتالي الى
تفريغ المياه من البحيرات في غضون أيام.
وخلص البحث الذي نشرت نتائجه في دورية (نيتشر) إلى إن تجفيف
البحيرات بهذه الطريقة يمكن ان يزيد من منسوب مياه البحار من خلال
الضخ المفاجئ لكميات هائلة من المياه الى المحيط مع تسهيل انزلاق
طبقات الجليد بعيدا عن الشواطئ.
الا ان هذه النتائج تشير الى ان البحيرات التي تتأثر بذلك هي
تلك الدافئة الموجودة على ارتفاعات منخفضة على الصفيحة الجليدية
التي تكثر بها الأعمدة الرأسية والمعرضة للذوبان.
وقالت لاورا ستيفنز كبيرة المشرفين على الدراسة في بيان صحفي
“اكتشافنا سيساعدنا على التنبؤ بصورة أكثر دقة بكيفية تأثير
البحيرات فوق الجليدية على الصفائح الجليدية وارتفاع منسوب مياه
البحار مع زيادة درجة الحرارة بالمنطقة مستقبلا”.
وقال علماء بجامعة ولاية أوهايو وجامعة كورنيل العام الماضي إن
بحيرتين تقعان على صفائح جليدية بجزيرة جرينلاند -كانت بهما
مليارات الجالونات من المياه- قد اختفيتا بصورة غامضة.
وتغطي الصفائح الجليدية بجزيرة جرينلاند مساحة تزيد على 1.6
مليون كيلومتر مربع ومن المتوقع ان تمثل عاملا مهما في ارتفاع
منسوب مياه البحار في حالة ذوبان مياهها.