من دميتري جدانيكوف
فيينا 2 يونيو حزيران (رويترز) – يعول وزير البترول السعودي
علي النعيمي على أن يواصل تجار النفط الاحتفاظ بأحجام شبه قياسية
من الخام المخزون للحيلولة دون انتكاسة ثانية لأسعار النفط في وقت
لاحق هذا العام.
لكن تجارا كبارا يخشون من أن ثقته – التي عبر عنها يوم الاثنين
بتعبيرات السوق الغامضة أحيانا والتي من غير المعتاد أن يستخدمها
المسؤول النفطي الأكثر نفوذا في العالم – ربما كانت في غير محلها.
وبصرف النظر عما إذا كانت تجارة المخزون النفطي العالمي الضخمة
تنحسر سريعا فإن إنتاج النفط العالمي يرتفع بمعدلات أسرع كثيرا من
الاستهلاك لتغذي تخمة معروض عالمية لم يسبقها مثيل وسط طفرة في
إنتاج النفط الأمريكي وقرار أخذته أوبك بقيادة السعودية بالمحافظة
على الإنتاج المرتفع لحماية الحصة السوقية.
وقال محللون من سيتي اليوم الثلاثاء إنه في ضوء التوقعات واسعة
النطاق بأن تبقي أوبك على سياستها الإنتاجية دون تغيير خلال اجتماع
تعقده يوم الجمعة فإن فائض المعروض العالمي سيستمر في عام 2016.
وقال سيتي “ما زلنا نتساءل من سيرغب في امتلاك كل هذا المخزون
الإضافي وبأي سعر بناء على ما يظل حتى الآن مجرد أمل بأن يشهد 2017
نقصا.”
وجاء ذلك التعليق إثر تصريح وجيز وفني على نحو غير معتاد من
النعيمي يوم الاثنين.
وقال النعيمي عندما سأله الصحفيون عن تخمة المعروض العالمية
المتنامية “السوق تستقر. يوجد فائض لكنه هناك مشكلة مع الفائض.
“ليس هذا وقتا مناسبا لبيع الفائص. ولذا فإنهم (التجار وشركات
النفط) سيضطرون للاحتفاظ به ومع انحسار وضع ارتفاع سعر التسليم
الآجل قياسا إلى التسليم الفوري وعندما يرون سعر التسليم الفوري
يرتفع فسيحتفظون بما لديهم ولن يتجهوا إلى طرحه في السوق.”
ويشجع ارتفاع سعر التسليم الآجل على تخزين النفط حيث يأمل
التجار والشركات في إعادة بيع الخام في موعد لاحق للاستفادة من فرق
السعر.
وكان الوضع كذلك في الربع الأول من 2015 عندما قام التجار
وشركات النفط وشركات التكرير بتخزين ملايين البراميل من الخام.
ومنذ ذلك الحين أعادوا طرح جزء كبير من ذلك في السوق مع تقلص فرق
سعر التسليم الآجل عن الفوري.
لم يستخدم النعيمي تلك المصطلحات الفنية منذ سنوات – ولا حتى
في واحدة من أشد مقابلاته عمقا مع ميدل ايست إيكونوميك سيرفي في
ديسمبر كانون الأول 2014 – وقد أربك ذلك التجار أول الأمر.
وقال مسؤول تنفيذي كبيري بمكتب رئيسي لتجارة النفط “سيطرح
الناس المخزون في السوق إذا وجدوا طلبا على نفطهم. وعندئذ يرتفع
سعر التسليم الفوري عن التسليم الآجل. لا العكس.”
لا كرة بللورية
أشار مسؤول تنفيذي كبير آخر إلى أن تقلص فرق ارتفاع سعر
التسليم الآجل عن الفوري هو الذي دفعه للحد من انكشافه على
المخزونات وأنه لا ينوي الاحتفاظ بأي مخزونات إلى أن تعود السوق
وبعمق إلى وضع ارتفاع سعر التسليم الآجل.
وقال تاجر ثالث إن بعض شركات التكرير في أوروبا – مثل أو.ام.في
النمساوية أو شركات التكرير الإسرائيلية – عمدت إلى تخزين النفط في
الأشهر الأخيرة.
وعلى العكس من التجار الأقدر على التحرك السريع فقد تحتفظ
شركات التكرير بالفعل بالمخزونات كما تنبأ النعيمي بدلا من طرحها
حتى إذا ساء هيكل السوق وذلك لأن بوسعها استهلاك النفط في
عملياتها.
لكن التاجر الثالث الذي يعمل بشركة تجارة كبيرة في منطقة حوض
المتوسط قال “هذا لا يحل مشكلة تخمة المعروض بأي شكل من الأشكال
لأنه ببساطة يقلص الطلب على الإمدادات الجديدة التي تتلقاها السوق.
لو أنني شركة تكرير تقبع فوق مخزونات فببساطة لن أشترى كميات جديدة
من الخام. لكن هذا يقترب أكثر بالسوق من انهيار جديد للسعر.”
كان النعيمي قال يوم الاثنين إنه على ثقة من مستقبل السوق لأن
الطلب يتحسن والمعروض يتقلص. لكنه أضاف أن الأمر قد يستغرق وقتا كي
تستعيد السوق توازنها وقال “ليس معي كرة بللورية للتنبؤ لكنها
ستسير في الاتجاه الصحيح.”
وتظهر دراسة أعدتها أوبك أن المنتجين غير الأعضاء بالمنظمة
سيستطيعون زيادة الإنتاج حتى 2017 رغم انخفاض الأسعار.
وقالت مجموعة بيرا إنرجي في مذكرة بحثية اليوم “الطلب على
النفط قوي لكن كذلك المعروض مع تركز نمو المعروض في النصف الأول من
2015.. حتى إذا تقلص الفرق بين العرض والطلب في النصف الثاني من
2015 فإن أحجام مخزون الخام الكبيرة ستستلزم البيع والشراء
المتزامن للعقود الآجلة مما سيجعل التخزين عملية مجزية.”
(إعداد أحمد إلهامي للنشرة العربية – تحرير محمد عبد العال)