(لاضافة تعليق الحكومة اليمنية)
من محمد الغباري
صنعاء أول يونيو حزيران (رويترز) – قالت مسؤولون اليوم الاثنين
إن تقدما قد أحرز في جهود عقد حوار بين الأطراف المتنازعة في اليمن
في الوقت الذي استأنفت فيه طائرات حربية من التحالف الذي تقوده
السعودية ضرباتها الجوية اليوم الاثنين ضد مواقع للحوثيين في شمال
ووسط وجنوب اليمن.
وتسعى سلطنة عمان عبر التوسط لعقد محادثات بين ممثلين عن
الحوثيين ومسؤولين أمريكيين إلى إنهاء أكثر من شهرين من القتال في
اليمن أسفر عن مقتل ألفي شخص تقريبا.
وأكدت مصادر سياسية في عمان اليوم الاثنين أن دبلوماسييها
يتوسطون في محادثات بين الحوثيين ومسؤولين أمريكيين في فندق فخم في
العاصمة مسقط تهدف إلى التوصل إلى حل سلمي للنزاع.
وقال سياسيون مستقلون في صنعاء إن المحادثات التمهيدية أسهمت
في تقريب وجهات النظر بين الحوثيين والحكومة اليمنية في الخارج
لتمهيد الطريق للمحادثات التي تدعمها الأمم المتحدة في جنيف
بسويسرا.
وقال سياسي لرويترز طلب عدم الكشف عن اسمه “هناك تقدم في
المحادثات باتجاه عقد اتفاقية لإبرام هدنة طويلة وإحياء الحوار
السياسي.”
وعمان هي العضو الوحيد في مجلس التعاون الخليجي التي لا تشارك
في التحالف العربي ضد جماعة الحوثيين بقيادة السعودية ولعبت دور
الوسيط السلمي في المنطقة التي تسودها الصراعات.
وقال راجح بادي المتحدث باسم الحكومة اليمنية ان مبعوث الامم
المتحدة لدى اليمن اسماعيل ولد شيخ أحمد حقق تقدما أيضا في جهوده
لعقد محادثات في جنيف.
وقال ان التقدم احرز بشأن “الموعد وجدول الاعمال واطار محادثات
جنيف والاطراف التي ستحضر الاجتماع” وان اعلانا رسميا متوقع خلال
ساعات.
وكان ولد شيخ أحمد في العاصمة السعودية الرياض لمحادثات مع
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وشخصيات سياسية والحكومة برئاسة
نائب الرئيس خالد بحاح. وقبل ذلك عقد محادثات مع زعماء حوثيين في
صنعاء.
وتأجلت إلى أجل غير مسمى خطط سابقة لعقد محادثات في سويسرا وسط
اعتراضات من جانب حكومة اليمن في منفاها الرياض حيث تريد الحكومة
أن ينسحب الحوثيون من مدن اليمن الرئيسية والاعتراف بسلطة هادي قبل
بدء المحادثات.
ويقصف تحالف عربي المقاتلين الحوثيين منذ أكثر من شهرين في
محاولة لاعادة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الموجود حاليا في
السعودية إلى السلطة.
وتشعر الدول الإسلامية السنية بالقلق من أن يكون الحوثيون
الشيعة يخوضون حربا بالوكالة من أجل بسط نفوذ إيران في اليمن.
وقدمت الولايات المتحدة أسلحة ومعلومات للسعودية في حربها ضد
الحوثيين.
ويشترط الحوثيون وقف إطلاق النار قبل بدء المحادثات. ويقول
ساسة يمنيون إن مبعوث الأمم المتحدة أحرز تقدما باتجاه الاتفاق على
وقف لإطلاق النار مدته خمسة أسابيع والإفراج عن عدة شخصيات مؤيدة
لهادي يحتجزها الحوثيون. ومنهم وزير الدفاع وشقيق الرئيس.
*غارات جوية
ويوم الاثنين قصفت طائرات ونيران مدفعية سعودية معاقل الحوثيين
المدعومين من إيران في محافظة صعدة الشمالية الواقعة على الحدود مع
السعودية كما استهدفت ضربات جوية ضواحي في مدينة عدن الجنوبية على
بحر العرب.
وسيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر أيلول
وتقدموا في أنحاء البلاد ويقولون إنهم يقومون بثورة ضد المسؤولين
الفاسدين والمتشددين السنة.
وقصفت ضربات جوية مواقع عسكرية تدعم الحوثيين في صنعاء أمس
الأحد وقال سكان إنه سمع دوي انفجارات متواصلة وإن النيران المضادة
للمدفعية استمرت حتى اليوم الاثنين.
وأسقطت طائرات حربية قنابل على مقاتلين حوثيين على مشارف عدن
معقل التأييد لهادي والتي تشهد معارك شرسة في الشوارع بين فصائل
ومقاتلين محليين منذ أكثر من شهرين.
وفي سياق منفصل قالت فامين إيرلي وورننج سيستمز وهي مجموعة رصد
تركز على المجاعة اليوم الاثنين إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية
وتراجع الدخل قد يسببان تدهور حال المناطق النائية ووصولها إلى
حالة الطوارئ.
وقالت المنظمة في بيان “بسبب التأثير المستمر للصدمات
المتوالية فإن مستويات الأمن الغذائي ستتراجع على الأرجح خلال
الأشهر المقبلة.”
في حين نبهت هيئة الانقاذ وهي مؤسسة إغاثية يمنية محلية في
مدينة الضالع قرب عدن إلى معاناة السكان.
ودعا مسؤول في المجموعة لرويترز إلى إرسال مساعدات عاجلة إلى
المنطقة لتخفيف الوضع الانساني الكارثي الذي يعاني منه ربع مليون
شخص في المحافظة.
وأشار المسؤول إلى وجود نقص في الطعام والوقود والكهرباء فضلا
عن انتشار الأمراض بسبب سوء الصرف الصحي وتوقف جمع المهملات مضيفا
أن الحوثيين يمنعون إعادة التموين في كل القطاعات.
(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)