إسطنبول (زمان عربي) – هذه الليلة هي ليلة النصف من شهر شعبان التي يطلع فيها المولي جل وعز إلى خلقه فيغفر لجميع خلقه إلا من كان مشركا أو مشاحنا. وأفضل ما يمكن أن يفعله المرء في هذه الليلة التي بشر الرسول صلى الله عليه وسلم بالخلاص والعتق من النار ليتقرب إلى المولى سبحانه وتعالى هو الإكثار من ذكر الله وأداء النافل.
وأشار العلامة التركي الراحل الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي إلى ثواب هذه الليلة الذي يعادل عبادة خمسين سنة. وقال عنها: “هي بمثابة نواة سامية لسنة كاملة، ونوع من برنامج للمقدرات البشرية، لذا تكتسب هذه الليلة قدسية متقاربة مع قدسية ليلة القدر. فمثلما الحسنات تتضاعف إلى ثلاثين ألف ضعف في ليلة القدر، يرتفع العملُ الصالح وكل حرف من الحروف القرآنية في ليلة النصف من شعبان إلى عشرين ألف أجر وثواب. وإن الله تعالى يبلغ الملائكة بأرزاق المخلوقات من سائر دواب الأرض صغيرها وكبيرها في البحار والبرية ومواعيد وفاتها ومولدها خلال عام”.
ووردت ليلة النصف من شعبان في الأحاديث النبوية، منها: “إن الله ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم بني كلب”. وفي حديث آخر: “إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينزل فيها – برحمته – إلى السماء الدنيا فيقول ألا من مستغفر فأغفر له، ألا من مسترزق فأرزقه ألا من مبتل فأعافيه ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر”.
تعبدوا في ليلة النصف من شعبان آناء الليل وأطراف النهار!
يمكن للمرء أن يصوم نهارًا حسب سنة رسول الله في هذه الليلة المباركة التي تبارك في عمر الإنسان بالحسنات. كما يمكنه قراءة القرآن الكريم، والصلاة والسلام على الرسول الأكرم، وقضاء الصلوات الفائتة والنوافل، والإكثار من التوبة والاستغفار ومحاسبة النفس على ما مضى وفات. والإكثار من التسابيح وقراءة الأوراد والأذكار، ومصالحة المؤمنين ومسامحتهم ليدخل إلى شهر رمضان الكريم بمشاعر أخوية وقلب صاف. كما يمكن الدعاء لنفسه ولأحبائه ولإخوته ذاكرا أسماءهم واحدا واحدا إن أمكن ذلك، والتصدق على الفقراء والمحتاجين. ويفضل أداء صلوات المغرب والعشاء والفجر في تلك الليلة المباركة في جماعة وفي المساجد كلما أمكن.