إلى قلب إفريقيا حلقت مجلة حراء، حاملة معها أهل الفكر والعلم من مشارق الأرض ومغاربها لتنظم مؤتمرًا دوليًّا هو الأول من نوعه في النيجر، بالتعاون مع الجمعية الإسلامية النيجرية تحت عنوان: “السراج النبوي في فتح العقول والقلوب”، وذلك يوم السبت الموافق 13 مايو 2015. وقد حضر المؤتمر كوكبة من العلماء والمفكرين والأكادميين من مختلف الدول الإسلامية شرقًا وغربًا؛ مثل تشاد وتركيا وتونس والأردن والنيجر وموريتانيا وغيرها… حيث حاولوا تقديم قراءات للسيرة النبوية وخاصة من خلال كتاب “النور الخالد” للأستاذ فتح الله كولن. بعد كلمات ترحيبية لكل من برهان هاشم كوتا المتحدث باسم علماء النيجر، والأستاذ صالح رمضان الأمين العالم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بجمهورية تشاد، والدكتور جمال السفرتي من الأردن، ونوزاد صواش المشرف العام على مجلة حراء، بدأت أشغال المؤتمر والذي كان على مدار جلستين علميتين، ويمكن ذكر أهم ما جاء فيه على النحو التالي:
الشيخ صالح رمضان من تشاد
- أبناء الخدمة ربطوا العلاقات بينهم وبين المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بجمهورية تشاد، على شكل منظومة تعاونية أخوية مصبها خدمة الإسلام والإنسانية، وكانت هذه الصلات الحميمة مع أبناء الخدمة، وثيقة العرى ومكينة في المنحى، حيث قدموا كثيرًا من الإنجازات في تشاد، وذلك بفضل العزيمة القوية الصميمة الصادقة لإخواننا في تجربة الخدمة.
- خيرُ تجربة الخدمة متدفق في تشاد، وعطاؤها غير محدود… ونتمنى لأبنائها المزيد من التوفيق والعمل. وما نجحوا إلا بتشميرهم ساعد الجد لتقديم العون والخير للإخوانهم في بلدهم الثاني تشاد.
- تجربة الخدمة ترمي لتحقيق غايات نبيلة… وجزى الله أبناء تركيا التي أنجبت وربّتْ أجيالاً يسعون إلى فعل الخير للبشرية جمعاء وللمسلمين بصفة خاصة.
- هناك عدة جمعيات تركية تنشط في تشاد وعلى رأسها “جمعية هل من أحد” (كيسمه يوك مو)؛ إذ تقدم الأضاحي للمسلمين، وتحفر الآبار، وتشيد الصهاريج لتوفير المياه الصالحة للشرب… إلى غير ذلك من أعمال الخير. وقد بعثوا في أيام متأخرة 11 ألف مصحف للمسلمين في تشاد.
- الخدمة لها أكبر مدرسة في العاصمة، ولها فروع عديدة في داخل العاصمة؛ من الروضة إلى الثانوية، وتتميز هذه المدارس بتنوع الفنون وحداثة التقنيات… ونتمنى أن تفتح في العاجل القريب جامعة أو جامعات بجمهورية تشاد.
- تفاعل الشعب التشادي المسلم وغير المسلم مع هذه الإنجازات، وهذا التفاعل يشمل جميع الناس حكومة وشعبًا لما يرونه من هذه الخدمات ونتائجها الكبيرة. ونسأل الله لهم المزيد من التوفيق والعمل الدؤوب في خدمة المسلمين عمومًا وفي تشاد خصوصًا.
- يعد كتاب “النور الخالد” للأستاذ فتح الله كولن من أهم ما يُرجع إليه لفهم السيرة النبوية الآن، وهو قد اعتنى بالسيرة النبوية دراسة وانتقاء وربطًا بواقع الأمة المعيش. لقد فهم الأستاذ فتح الله كولن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وصاغها بأسلوب بديع، فهو لم يكتف بسرد الحوادث مجردة، وإنما غزى هذا الكتاب بنوع من المحبة والتعمق والموهبة، فلا تكاد تجد صفحة من كتابه إلا وتجد فيها إضافة للسيرة النبوية من خلال استخلاصها حكمًا واستنتاجها عبرًا.
د. جمال السفرتي من الأردن
- الأستاذ فتح الله كولن لم يقرأ السيرة التاريخية، وإنما قرأ السيرة الحركية. كيف يحول الفكرة إلى ثمرة؟ كيف يحول الفكرة إلى عمل؟ ما تحتاجه إفريقيا وما تحتاجه آسيا وأوربا وأمريكا هو المنهج النبوي للانتقال من جمود الفكرة إلى حيوية الثمرة والفكرة والعمل.
- الأستاذ فتح الله كولن قرأ حقيقة النبوة، واستخرج منها المنهاج الذي يقود الناس إلى السعادة.
- بدأ النبي صلى الله عليه وسلم مع قومه بالمنهج التدريجي، لم يسفِّه أصنامهم، لم يسفِّه ما يعبدون، بل بيَّن لهم حقيقة الإله الواحد المعبود. والأستاذ محمد فتح الله كولن مسيرته أيضًا بتدرج يتناسب مع الأقوام، لا يسفِّه عادات القوم. يذهب إخوانه ومحبّوه إلى أصقاع الدنيا شرقًا وغربًا لا يفعلون ما يخالف عادات القوم، لا يُكرهون القوم على أن يغيروا عاداتهم وتقاليدهم، بل هم يتعودون على عادات القوم فيتدرجون مع القوم كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
- عنوان الفتح لهذه الأمة هو أخلاقها كما قال الأستاذ محمد فتح الله كولن في كتابه النور الخالد.
- اهتم الأستاذ فتح الله كولن من البداية؛ بالجانب الاجتماعي، وذلك بفتح أبواب الحوار مع الآخر تأسيًا برسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين.
- من جانب البناء السياسي والثقافي، نظر الأستاذ فتح الله كولن إلى الرسالة التي يحملها على أنها ليست تركية ولا يجب أن تبقى تركية، فهي رسالة للأمة. فجاء الأستاذ كولن بالأخلاق وبالتعليم والتربية، وأراد أن يكوِّن المنظومة التي كوَّنها الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي منظومة أممية، ليست سياسية وإنما أخلاقية تجمع القوم في شرق الأرض وغربها.
نوزاد صواش من تركيا
- نحاول أن نحمل همًّا كبيرًا ونحاول أن نسير وفق درب المهمومين، لعل بعض الهم ينتقل إلينا. هذا الهم هو هم السراج النبوي.
- النبي صلى الله عليه وسلم حمّله الله سبحانه وتعالى هم البشرية كلها، وهذا هم كبير جدًّا.
- الإنسان كبير بقدر كبر همه، صغير إذا لم يكن عنده قضية كبرى.
- الأستاذ فتح الله كولن يقول؛ الأكتاف الهزيلة لا تستطيع أن تحمل الحمل ثقيل، فهذا الحمل يحتاج إلى أكتاف مثل أكتاف الصحابة الذين تشربوا بإكسير النبوة وإكسير القرآن.
- الهم هو الإنسان، والمشكلة الكبرى هو الإنسان، فهو بمثابة القلب في هذه الأرض؛ إذا صلح الإنسان صلحت الأرض كلها.
- كتاب “النور الخالد” للأستاذ فتح الله كولن، يعالج قضية ميدانية نعيشها، مشكلة تلامسنا، تحرقنا. فهو يحاول أن يعالج هذه المشكلة لكن مستمدًا من مشكاة النبوة إيمانًا منه أن الماء الذي سيطفئ كل هذه الحرائق موجود في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
- علينا أن نؤمن بأن السيرة النبوية فيها حلول كل مشاكلنا.
- كتاب النور الخالد، هو منهج في الاستمداد من السيرة النبوية، لكن باعتماد منهج عملي.
- منهج الأستاذ فتح الله كولن في فقه التنزيل، موجود في “النور الخالد”، يعني إستراتيجية الأستاذ من الناحية النظرية والتطبيقية، موجودة في كتاب النور الخالد.
- يجب أن نقترب من السيرة النبوية وفي يدنا مذكرة الحاجة، يعني نحن محتاجون إلى أن نطرق الباب كما يطرق المتسول باب الغني، فالملحاح على تحقيق مشروعه، هو المؤهل لكي يستمد من السيرة النبوية، لأن الإنسان الذي ليس عنده هم ليس عنده مشروع.
- الأستاذ فتح الله كولن، عنده هم واحد في هذه الحياة، وهو كيف نصبغ الحياة بصبغة القرآن؟ وكيف نجعل الحياة في قوالب قرآنية؟
- الأستاذ فتح الله كولن هو رجل في الميدان، وفرق بين من يجلس في مكتبه في غرفة مغلقة ليس له أي احتكاك بالساحة، وليس له علاقة بالميدان ومشاكل الحياة، وبين من يتابع ما يجري عن كثب.
- الأستاذ يقول تجاوزوا المسافات، فالسيرة النبوية ليست مرحلة مرّت وانقضت وبيننا وبينها قرن من الزمان، وإنما هي منهج حياة نستفيد منها على مر العصور والأزمان.
د. رشيد طباخ من تونس
- نظرية كولن في الإصلاح تقوم على العلم وإثبات الذات ونفيها في الآن نفسه، تأخذ بالعقل والوجدان والعاطفة لما اشتملت عليه من عمق وجلاء وروعة الفكر. هذه الدعوة تنجسم مع روح الدين الإسلامي ومقاصد الشريعة ومبادئ الرسالة الخاتمة وقيمها الخالدة، مع ما تستجيب له من حل للمشاكل المعاصرة ومقتضيات الشهود الحضاري والحداثة الإسلامية والعصرنة المشرقة بأنوار الرسالة.
- المشروع الإصلاحي للأستاذ محمد فتح الله كولن مشروع متماه مع الدين الإسلامي ومتماه مع العصرنة المشرقة بأنوار الرسالة.
- الذي يميز نظرة الأستاذ كولن للسيرة، أنه فهم السيرة النبوية فهمًا باعتبار أن السيرة معناها السير والجريان؛ بمعنى أن تسير السيرة في حياتنا وتجري فينا، وإلا ستصبح بمثابة تاريخ فقط.
- المسلمون محتاجون للسيرة النبوية حتى يغيروا من حياتهم. فالسيرة كتاب لو قرأه المسلمون قراءة متمعنة فاحصة، واستطاعوا أن ينزلوا كنوزه في حياتهم، لكان وضعهم غير الوضع الذي يعيشونه.
- يعطي الأستاذ كولن صفات للمجتمع الرسالي؛ هو مجتمع عابد لله، مجتمع حركي عامل متقن، مجتمع يقدر العلم ويحترم العلماء، مجتمع آمن يسعى لتحقيق الأمن ونشره، ومجتمع يعرف حقوق المرأة ويمارسها مجتمع تتطابق فيه الأقوال بالأفعال، مجتمع يهجر الذنوب والآثام ويعيش الاستغناء… وهذا الوصف بديع من الأستاذ كولن. مجتمع الرحمة الواسعة، مجتمع يؤمن بالمبادئ العليا والتقدم والتكامل، ويقدر قيمة السلم ويمارسها… هو الذي يحقق لنا مجتمع الشهود الحضاري.
- يلتقي الأستاذ كولن مع المفكرين المحدثين في القضايا الكبرى للاستئناف الحضاري، التي تبدأ بالتربية والتعليم، وترسيخ القيم الإسلامية والحضارية السامية.
د. سعيد بويزري من الجزائر
- كتاب “النور الخالد” وُفق في استنباط الدروس والعبر في بناء المنهج، منهج بناء الإنسان، منهج بناء الأسرة وهي الخلية الأساسية في المجتمع، تكون قوية إذا كانت الأسرة قوية متماسكة، وهذا يؤدي إلى بناء مجتمع قوي ومتماسك. وإذا كانت الأسرة ضعيفة مهزوزة كان المجتمع كذلك.
- إن كتاب “النور الخالد” عبارة عن ترجمة عملية لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، ودراسة حركية فكرية أخلاقية دقيقة جدًّا للوحي الطاهر. وقارئ هذا الكتاب سوف يفهم بناء الفرد وبناء المجتمع وبناء الحضارة، وسوف يفهم كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم حمل هم البشرية جمعاء.
- يعلمنا كتاب النور الخالد أيضًا، كيف حمل الصحابة رضوان الله عليهم هم البشرية من بعده صلى الله عليه وسلم، وكيف يجب علينا أن نتحمل هذا الهم.
- يعلمنا كتاب النور الخالد المنهج، وإذا تعلمنا المنهج الصحيح فإننا ننتشر في الأرض لنصلحها، ولا يتحقق هذا الإصلاح -كما قال الأستاذ كولن- إلا بإصلاح النفس.
- الإصلاح الذي تبناه الأستاذ كولن هو العلم والعبودية والاستقامة. فمشروع الأستاذ كولن إذن، هو التربية والتعليم ونشر القيم. وأستطيع أن أحكم بأن مشروعه قيمي وأخلاقي يمزج بين الشريعة والحياة المعاصرة.
- إذا بنيت الحضارة على الإيمان، فلا شك أنها تسعد الإنسان بل وتسعد البشرية قاطبة.
- نلمس في كتاب النور الخالد وغيره من الكتب، العقيدة النقية الصافية التي توافق الفطرة التي جبل عليها الإنسان.
- نجد في الكتاب مقوم العبادة الدافعة إلى العمارة، لأن العبادة لا بد أن تثمر، فإذا لم تثمر في حياة الإنسان العابد في فضاءاته وفي مجالات تحركه، أصبحت عبادة شكلية بلا جدوى.
- نجد مقومًا آخر وهو العلم المقترن بالإيمان، فالعلمقديكون دمارًا وقد يكون عمارًا، يكون دمارًا إذا انفصل عن الإيمان ويكون عمارًا إذا اتصل بالإيمان.
- يوجد كذلك مقوم الإيمان المقترن بالعمل، فالأستاذ فتح الله كولن في النور الخالد، أو في غيره، يوصينا ويدفعنا ويربينا إلى أن نترجم الإيمان إلى أعمال صالحات تنفع الإنسان والناس أجمعين. وكلما ورد الإيمان في القرآن الكريم إلا واقترن بالعمل الصالح.
- إن الإصلاح الحقيقي يبدأ من النفس. ومما قاله الأستاذ فتح الله كولن في هذا المجال “إصلاح الدنيا يبدأ من إصلاح النفس”. الذين يحاولون إصلاح الدنيا، يجب أن يصلحوا أنفسهم أولاً، وأن يُنقوا دواخلهم من الأمراض المختلفة من غل وحسد.
- المقومات الأخلاقية: التضحية: يقول الأستاذ كولن: عندما بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة بإرساء قواعد رسالته، قام أولاً بنفسه بالتضحية، والتضحية مقوم أساسي مهم لتقوية هذا البناء الإسلامي الذي يسعد الإنسان في هذه الحياة.
الصدق: مهما كانت التضحيات جسامًا كانت الأعمال جليلة، ولا بد أن يرافقها الصدق. يقول الأستاذ فتح الله كولن: الصدق أقوم طريق موصل إلى الحق سبحانه، والصادقون هم المرشحون المحظوظون لهذا الوصال… إلى أن يقول: الصدق روح العمل ولبه، وأصوب محك لاستقامة الفكر، وبالصدق يتميز أهل الإيمان من أهل النفاق… إلى أن يقول: فالصدق هو الذي أوصل الأنبياء والأصفياء والمقربين إلى أعلى عليين.
- نجد في كتاب النور الخالد كذلك، اهتمامه بمقوم التشريع المحقق للمصالح، مصالح الفرد ومصالح المجتمع، بل مصالح البشرية المختلفة، سواء ثقافية أو اجتماعية أو علمية أو اقتصادية مهما كانت هذه المصالح.
- نجد مقومًا آخر وهو الحقوق المتوازنة مع الواجبات، حيث يقول الأستاذ كولن: في الحقيقة إن الإنسان هو إنسان التكاليف قبل أن يكون إنسان الحقوق، بدل ما نقول حقي حقي حقي، يجب أن نقول واجبي واجبي واجبي.
- إن مدرسة الخدمة أينما حلت تعطي ولا تأخذ، نريد ثقافة العطاء، لا ثقافة الأخذ.
د. مهدي الحاج معاذ من النيجر
في هذه الورقة تناول الباحث ثلاثة نقاط أساسية:
- النقطة الأولى، ترجمة للأستاذ فتح الله كولن: هذه الشخصية العلمية العظيمة، لفتت أنظار الدارسين والباحثين في مجال الفكر الإسلامي، وفي مجال الأدب والإصلاح. الأستاذ كولن، ترك أثره القوي داخل تركيا وخارجها، حتى أنه حصل في عام 2008 للمركز الأول بين أكبر 100 شخصية علمية؛ الأكثر تأثيرًا في ذلك العام على مستوى العالم.
- الأستاذ فتح الله كولن بفضل الله وبجهده الجبار، بدأ داعية، وسرعان ما تحول إلى مؤسس للجامعات والمؤسسات التعليمية في أكثر من 160 دولة على مستوى العالم، كل هذه الصروح التعليمية أقيمت من خلال نظام الوقف، وهذه الجامعات والمدارس جمعت بين علوم العصر وروح الإسلام العمراني والإنساني.
- أبناء الخدمة هم نجوم مضيئة في كل مكان وفي شتى المجالات؛ يعيشون من أجل الآخرين، ويحولون خبرتهم من أجل الآخرين.
- الأستاذ كولن حفر في وجدان أبناء الخدمة العمل من أجل الجميع، كما حفر فيهم أن الإسلام إصلاح للنفس وإحسان للغير.
- النقطة الثانية، جهوده في التعليم: إن الأستاذ كولن شخصية من الشخصيات العظيمة والمعروفة الذين جعلوا أبهى أيامهم للعلم وبالأخص علوم الشريعية الإسلامية. الأمر الذي أتاح له تأليف الكتب المختلفة في مجلات عديدة وميادين علمية مختلفة. فالعلم قبل كل شيء قوة في ذاته ووسيلة يتقدم من خلاله.
- النقطة الثالثة، جهوده في الدعوة: فالدعوة واجبة على كل مسلم ومسلمة، كما يجب أن يكون العلم ملازمًا لها بلا انفكاك، ومن أخذها علمًا بدون عمل كان كمن أخذ الأدوية من المخزن ولا يستطيع توزيعها على المرضى من حوله، ومن اتخذ الدعوة عملاً بدون علم كان كمن يطبب المرضى بدون معرفة قواعد الطب، ومن جمع في الدعوة بين العلم والعمل كان وارثًا للأنبياء والمرسلين وداعيًّا ناجحًا. بدأ الأستاذ دعوته، كداعية متجول في بلاد الأناضول، وكان يجوب البلاد عرضًا وطولاً، وكان يلتقي بالشباب ليجيبهم وكانت إجاباته بلسمًا شافيًا لأسئلة الشباب التي كانت تحير عقولهم في كل وقت.