أنقرة (زمان عربي) بعد مزاعم كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داوداوغلو بشأن الدبابات والطائرات ومعدات الدفاع العسكرية التي بدأت تركيا انتاجها محليا بنسبة مئة في المئة واستغلالهما ذلك في الداعية الانتخابية وجد قطاع الصناعات الدفاعية نفسه في حرج وبات أكثر المتأثرين والمتخوفين من تداعيات هذه التصريحات المقلقة.
وأكد مسؤولو الصناعات الدفاعية أن تركيا قطعت شوطا مهمّا في هذا المجال في المرحلة التي بدأت في عهد الرئيس التركي الراحل تورجوت أوزال إلا أن الطريق مازال طويلا، قائلين: “على الرغم من الزعم بأنه يتم تصنيع دبابات وطائرات هليكوبتر وطائرات حربية محلية الصنع بالكامل قد تعجب الناس على المدى القصير إلا أنها تتسبب في الإصابة بخيبة الأمل على المدى البعيد”.
وعلى سبيل المثال فإن دبابة “ألتاي” (Altay) يتم تصنيعها بدعم فني من كوريا الجنوبية، وأول نماذج لمحركاتها تم شراؤها من ألمانيا.
والطائرة الهليكوبتر “أتاك” (ATAK) هي نموذج مطوّر للطائرة (A-129 Mangusta) التي قامت بتصنيعها شركة أوجستاوستلاند الإيطالية. أما محرك الطائرة فتم استيراده من أمريكا؛ ولهذا السبب فتركيا غير قادرة على تصدير طائرة هليكوبتر دون إذن من أمريكا.
كما أن محرك طائرة “العنقاء” (ANKA)، وهي طائرة بدون طيار، التي لم تقدر على الدخول للمخزون بأي شكل من الأشكال والعديد من قطعها المهمة تم استيرادها من الخارج.
وكان أردوغان تحدث عن مشروع الطائرة الحربية محلية الصنع وزعم أنها ستحلق في سماء البلاد في 2023 إلا أن مسؤولي الصناعات الدفاعية أكدوا استحالة ذلك، إذ إنهم يحصلون على دعم فني في أعمال التصميم من قِبل شركة ساب السويدية المشهورة عالميا في صناعة الطائرات ومعدات الدفاع.
كما أن أول طائرة ركاب محلية الصنع، والتي قال عنها داوداوغلو “صناعة تركية مئة في المئة وستحظى بأصداء واسعة في العالم”، ظهر أنها طائرات ماركة (Dornier) كانت تنتجها ألمانيا وأوقفت إنتاجها في 2002 بسبب قلة الطلب عليها.
من ناحية أخرى فإن المشاريع المتأخرة في تركيا جعلت الصناعات الدفاعية على أعتاب أزمة. كما أن التأخيرات التي استغرقت أوقاتا طويلة في المشاريع التي تكلفت مليارات الدولارات تسببت في خلق حالة من القلق لدى القوات المسلحة التركية التي قالت إنه لم يتم تلبية احتياجاتها.
كما يشتكي الجيش من عدم القدرة على استخدام المعدات ذات التكنولوجيا العالية التي من شأنها تقوية نفوذه في مجال الاستخبارات وساحة الحرب.
وتأخر كذلك القمر الاصطناعي للاستكشاف والمراقبة “جوكتورك-1″ عالي الدقة الذي يلبي متطلبات واحتياجات الجيش التركي 3 سنوات بالضبط.
كما حدث تأخير لمدة 3 سنوات على الأقل في مشروع طائرة “العنقاء” (ANKA) بدون طيار، الذي تم البدء فيه لإنهاء ارتباط تركيا بطائرة “هيرون” (Heron) الإسرائيلية. أما مصير الأنظمة الصاروخية بعيدة المدى التي يرى الجيش أنها بمثابة أمر ضروري وحيوي للدفاع الجوي فلايزال يكتنفه الغموض. كما تتردد أنباء مفادها أن الحكومة التركية ستصرف النظر عن قرار استيراده من الصين بسبب ضغوط الولايات المتحدة.