انطاليا (تركيا) 28 مايو أيار (رويترز) – قال حزب الشعوب الديمقراطي التركي المؤيد للاكراد أمس الاربعاء إن الانتخابات التي ستجري في يونيو حزيران المقبل ستفتقر الى الشرعية اذا كان نظام التمثيل في البرلمان الذي يحتم على أي حزب الحصول على عشرة في المئة من الأصوات سيحرمه من الدخول الى المجلس التشريعي لكنه أكد أنه سيظل شريكا في محادثات السلام مع المتشددين.
ومستقبل حزب الشعوب الديمقراطي -الذي يأمل في الفوز بهذه النسبة ليدخل البرلمان في السابع من يونيو حزيران- ليس مهما فقط بالنسبة للاقلية الكردية بل أيضا للمستقبل السياسي للرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
وفي حالة تحقيق الحزب هذه النسبة من الأصوات يمكن ان يأخذ 50 مقعدا من حزب العدالة والتنمية وهو ما قد يحرم الحزب الحاكم من أغلبيته ويضطره الى تشكيل حكومة ائتلافية أو حكومة اقلية.
وهذا سيصعب مهمة الحزب الحاكم في تمرير تعديلات دستورية يريدها اردوغان لاعطاء الرئاسة سلطات تنفيذية قوية.
واستبعد صلاح الدين دميرطاش الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي في مقابلة ليل الثلاثاء خلال قيامه بحملة انتخابية في مدينة انطاليا الجنوبية أي ائتلاف مع حزب العدالة والتنمية الذي شارك اردوغان في تأسيسه.
وقال “اذا لم يتمكن حزب العدالة والتنمية من تشكيل حكومة وحده لا ننظر بارتياح الى امكانية تشكيل ائتلاف بين حزب الشعوب الديمقراطي وحزب العدالة والتنمية.
“بدلا من ذلك نعتزم ان نكون معارضة جيدة في المرحلة القادمة” معبرا عن ثقته في دخول حزبه البرلمان لأول مرة.
واعتادت الاحزاب الكردية في الماضي ان تخوض الانتخابات بمرشحين كمستقلين حتى تتفادى نظام الحصول على نسبة محددة من أصوات الناخبين. ويسعى حزب الشعوب الديمقراطي الان الى توسيع قاعدته حتى لا يقتصر على الاكراد ويتمكن من دخول البرلمان.
وفي حالة الفشل لن يكون هناك من يمثل احزاب المعارضة المؤيدة للاكراد في البرلمان. ويشكل الاكراد نحو 20 في المئة من سكان تركيا البالغ عددهم 77 مليون نسمة.
وفي انتخابات عام 2011 حصل مرشحون مستقلون مرتبطون بحزب الشعوب الديمقراطي على 36 مقعدا في البرلمان وحصلوا على نسبة 6.5 في المئة من الاصوات. وتظهر استطلاعات الرأي الحالية انها تقترب من نسبة العشرة في المئة. وفاز دميرطاش خلال ترشحه للرئاسة في اغسطس اب 2014 على 9.76 في المئة من الاصوات.
وقال دميرطاش “غياب التمثيل في المجلس التشريعي… سيخلق أزمة شرعية.. سيضعف الايمان بان برلمان تركيا يمثل كل تركيا.”
ويقوم حزب الشعوب الديمقراطي اليساري بدور كمحاور في جهود اردوغان لاقرار السلام مع حزب العمال الكردستاني المتشدد لانهاء حركة تمرد تتركز في الاساس في جنوب شرق تركيا وتسببت في مقتل 40 الف شخص خلال ثلاثين عاما.
وقال دميرطاش “اذا لم نتمكن من دخول البرلمان هذا سيعني انه لن تكون هناك مجموعة برلمانية.
“لكننا سنستمر…في ان نكون رابع أكبر حزب في تركيا ونشارك في السياسة ونواصل نضالنا في كل قضايانا.” وعبر عن أمله في استئناف محادثات السلام في يونيو حزيران بعد توقف دام شهرين.