https://youtu.be/o3EzPTJNezA
زوريخ 27 مايو أيار (رويترز) – يواجه سبعة من أبرز الشخصيات في عالم كرة القدم تسليمهم للولايات المتحدة في قضية فساد بعد اعتقالهم اليوم الأربعاء في سويسرا حيث أعلنت السلطات فتح تحقيق جنائي في منح حق تنظيم بطولتي كأس العالم المقبلتين.
وغرقت أكثر الرياضات شيوعا في العالم في فوضى بعد أن أعلنت السلطات الأمريكية والسويسرية تحقيقات منفصلة في أنشطة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وقالت السلطات الأمريكية إن تسعة من مسؤولي كرة القدم وخمسة ممثلين للاعلام الرياضي وشركات التسويق الرياضي يواجهون تهم فساد تتعلق برشا تزيد عن 150 مليون دولار. واعتقلت الشرطة السويسرية سبعة من مسؤولي الفيفا الذي ينتظرون الآن تسليمهم للولايات المتحدة.
وقالت وزيرة العدل الأمريكية لوريتا لينش اليوم الأربعاء إن الولايات المتحدة تسعى لتسلم مسؤولي شركات ومسؤولين بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
والمعتقلون ليس بينهم السويسري سيب بلاتر رئيس الفيفا ولكن بينهم أعضاء كبار في الاتحاد الدولي لكرة القدم.
ومن بين من تتهمهم وزارة العدل الأمريكية ومجموعهم 14 شخصا سبعة مسؤولين بالفيفا بينهم نائب الرئيس جيفري ويب وهم محتجزون في زوريخ. وأضافت الوزارة أن أربعة أشخاص واثنتان من شركات التسويق الرياضي اعترفوا بالضلوع في عدة تهم.
وقالت وزارة العدل الأمريكية إن مقر اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف) ومقره ميامي في فلوريدا جرى تفتيشه اليوم الأربعاء.
وقال جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي “وفقا للائحة الاتهام فقد عزز المتهمون ثقافة الفساد والجشع مما تسبب في عدم تكافؤ في أكبر رياضة في العالم… المدفوعات غير المعلنة وغير القانونية والرشا أصبحت وسيلة لممارسة الأعمال في الفيفا.”
وجرت الاعتقالات فجرا في فندق بور أو لاك الفخم في زوريخ الذي كان مسؤولو الفيفا يقيمون به قبل تصويت مقرر هذا الأسبوع حيث من المتوقع أن يفوز بلاتر بفترة ولاية خامسة. وتبلغ تكلفة الجناح في هذا الفندق في الليلة الواحدة أربعة آلاف دولار.
ووصف الفيفا الاعتقالات “باللحظة العصيبة” ولكنه أضاف أن بلاتر سيسعى للفوز برئاسة الفيفا للمرة الخامسة كما هو مزمع كما أن نهائيات كأس العالم المقبلتين ستقامان في موعديهما كما هو مقرر.
وبشكل منفصل عن التحقيقات الأمريكية قال الادعاء السويسري إنه فتح تحقيقا جنائيا ضد أشخاص لم يجر تعريفهم للاشتباه في ضلوعهم في سوء إدارة وغسل أموال على صلة بمنح روسيا حق استضافة نهائيات كأس العالم عام 2018 وقطر نهائيات كأس العالم عام 2022 .
وقال الادعاء إنه جرت مصادرة معلومات ووثائق من أجهزة كمبيوتر في مقر الفيفا في زوريخ.
وقال مسؤولون إنه بعد الاعتقالات أغلقت حسابات في عدة بنوك في سويسرا.
وقالت وزارة العدل الأمريكية إن المعتقلين في القضية هم نائبا رئيس الفيفا يوجينيو فيجيريدو وجيفري ويب وإدواردو لي وجوزيه ماريا مارين وخوليو روتشا وكوستاس تاكاس وورفائيل ايسكيفيل.
وقال مسؤول عن إنفاذ القانون في الولايات المتحدة إنه إذا اعترض المعتقلون على أمر التسليم فربما تستغرق العملية سنوات.
ومن بين من اعترفوا بالتهم تشارلز بليرز الممثل الأمريكي السابق باللجنة التنفيذية في الفيفا وخوسيه هاويلا مالك مجموعة ترافيك للتسويق الرياضي واثنتان من شركاته.
وتصل عائدات الفيفا إلى مليارات الدولارات وأغلبها من حقوق الرعاية والبث التلفزيوني لبطولات كأس العالم.
وواجه الفيفا مزاعم فساد قال إنه يحقق فيها بنفسه إلا أنه نجا حتى الآن من أي قضايا جنائية كبيرة في أي دولة.
وواجه الفيفا بشكل خاص انتقادات دول غربية جراء منح قطر حق استضافة نهائيات كأس العالم. وأرغم الفيفا على الاعتراف بأن الأحوال الجوية ستكون حارة جدا للعب كرة قدم هناك في الموعد المعتاد لتنظيم البطولة خلال فصل الصيف مما سيرغم العالم على تغيير جدول بطولاته المحلية حتى يمكن تعديل موعد تنظيم النهائيات.
وكلف الفيفا منذ ثلاثة أعوام ممثل ادعاء أمريكي سابق بالتحقيق في مزاعم بتلقي رشا مقابل منح قطر وروسيا حق استضافة البطولة إلا أنه رفض العام الماضي نشر النتائج وأعلن ملخصا فقط قال فيه إنه لم تحدث مخالفات كبيرة. واستقال المحقق قائلا إن تقريره شوه.
ويواجه بلاتر في الانتخابات التي ستجري يوم الجمعة على رئاسة الفيفا الأمير الأردني علي بن الحسين في حين انسحب بقية المرشحين في السباق.
وقال الأمير علي الذي تعهد بتنقية أجواء الرياضة إذا ما استطاع التغلب على بلاتر “هذا يوم سيء لكرة القدم” ودعا قيادات الفيفا إلى استعادة ثقة مئات ملايين المشجعين في العالم.