شانلي أورفا (تركيا) (زمان عربي) – ظهر تأثير السوريين اللاجئين إلى تركيا فرارا من ويلات الحرب الداخلية في بلادهم على نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية لاسيما في مدينة غازي عنتب وشانلي أورفا جنوب شرق البلاد. وازداد الأمر سوءًا بسبب موافقة السوريات على أن يكنّ زوجات ثانيات وهو ما يسبب تمزقا لكثير من الأسر في تركيا.
ولم تكتف الزوجة الثانية التي يطلق عليها “الضرة” بهدم الصحة النفسية للأمهات فحسب بل باتت تهدد في الوقت ذاته مفهوم الأسرة في المنطقة.
وقالت هلال أر رئيس مجلس المرأة لنقابة المحاميات في مدينة شانلي أورفا جنوب البلاد إن مشكلة الضرة السوريّة وصلت إلى أبعاد خطيرة للغاية وهو الأمر الذي جعل حالات الطلاق تزيد بسبب هذا الموقف.
وذكرت بيرجول ييلان من مركز تضامن حقوق المرأة بمكتب شانلي أروفا أن حالات الزواج الثاني وصلت إلى ما يقرب من مئة حالة خلال عام واحد.
ويُذكر أن مئات السيدات القاطنات في شانلي أورفا اللائي يأتين إلى منازلهنّ سيدات سوريات كزوجة ثانية إما طُلّقن أو تشردن من منازلهنّ. أما السيدات اللائي لا يطلقن يتمّ تهديدهنّ من قبل أزواجهن بأنهم سيأخذون أولادهنّ.
السيدة (H.K.) لديها سبعة أطفال تعيش في حي ” سبجوقلو في شانلي أورفا، ويعيش زوجها مع سوريّة منذ ثلاث سنوات تلخص الوضع الراهن بقولها إنهنّ “أموات في أجساد حيّة”.
والأم المظلومة التي يعاني أبناؤها السبعة من مرض الربو ويعاني ابنها ذو الثلاث سنوات من مرض الاضطرابات الهضمية والابن ذو السنتين من ثقب في القلب. فضلا عن أن هذه الآلام التي تعاقبت عليها جعلتها طريحة الفراش في المستشفى. حيث تقول إنها بدأت في العلاج عند الطبيب النفساني بعدما تدهورت صحتها النفسية.
وبكلمات مليئة بالحزن تقول السيدة (H.K.) ،التي ترغب في الطلاق من زوجها، الذي أحضر لها ضرة سوريّة إن زوجها يهددها بأخذ أولادها إذا رغبت في الطلاق. وإنه في الوقت الذي تواصل فيه النضال من أجل الحياة أقدم زوجها على بيع المنزل الذي تعيش فيه بسبب ديونه.
وأوضحت (H.K.) أن زوجها تزوج سرًّا بامرأة سورية مع قدوم السوريين إلى تركيا عقب الحرب الأهلية التي تعصف بسوريا. وأضافت “علمت بخبر زواجه منها بعد ثلاث سنوات وقبل بضعة أشهر. لقد تشرددت أسرتنا، أولادي كلهم أصبحوا مرضى، وجميعنا الآن يتناول الأدوية. أصبحنا مرضى نفسانيين. أولادي بدأوا يتعاطون المواد المخدرة، لكن الأدهى هو أن زوجي قام ببيع منزلنا الموجود في منطقة عشوائية والذي نعيش فيه”.
والحالة التي تشهدها السيدة( تُركانK.) التي تسكن في حي “أيوبييّة” تقطع القلوب. حيث تزوج زوجها بسورية قبل ثلاث سنوات كضرة عليها. وتقول السيدة التي لديها أربعة أطفال إن زوجها لم يحضر إلى منزلها إطلاقا منذ ثلاث سنوات.
وأفادت تُركان بأن أولادها نسوا وجه أبيهم، وأنها تدبر معيشتهم من الأموال التي يكسبها ابنها البالغ من العمر تسع سنوات عن طريق بيع الجوارب عقب انتهاء المدرسة. وتقول إنها تخشى إذا طلقت من زوجها أن يأخذ منها أولادها ويضعهم في الملجأ.
وأضافت أن والدها لا يرغب في استقبالها مع أولادها في بيته، حيث يقول لها: “إذا كنت ستأتين فتعالي وحدك دون الأولاد، وأنا أعرف أنني لو ذهبت إليه سيزوجني من رجل آخر”.
وزادت: “الرجال هنا لا يكتفون حتى بالزوجة الثانية، بل أصبح بعضهم يتزوج من زوجة ثالثة وآخرون من رابعة”.