ويسل آيهان
يتعمد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية إثارة الجدل في الشارع التركي بافتراءات جديدة بحق المفكر الإسلامي الأستاذ فتح الله كولن، لتحويل اهتمام الرأي العام والتخلص من الانتقادات اللاذعة التي يبديها الشعب تجاههم بسبب القصر الأبيض الجديد الذي أمر أردوغان بتشييده بمليارات الدولارات من أموال الشعب.
ونسرد هنا بعض الافتراءات والأكاذيب التي عملوا على ترويجها خلال الفترة الماضية ومعها الحقائق الموجودة على أرض الواقع:
1- “هناك حراسة دائمة على سطح المنزل الذي يقيم فيه كولن، تقوم بمراقبة المنطقة المحيطة بالمناظير العسكرية”
حسنًا، لماذا لم تدعموا قولكم بالصور مع أنكم حلقتم في سماء ذلك المنزل بطائرة هليكوبتر والتقطتم مئات الصور؟ والإجابة ليست هناك صور تثبت ذلك إذ أن هذا الادعاء مجرد كذب وتلفيق ليس إلا. فقد زعموا من قبل أن المخيم يضم نحو 200 حارس شخصي أمريكي.
2- “يقع المخيم على مساحة 500 فدان!”
كان بإمكانهم الاستعانة بخرائط محرك البحث الأشهر جوجل (Google Map). فالمساحة الإجمالية للمخيم مع منطقة الغابات كثيفة الأشجار المحيطة به، والتي لا تستخدم أبدا، تبلغ 104 أفدنة فقط. أي أن المخيم تبلغ مساحته 1 إلى 3 آلاف جزء من مساحة قصر أردوغان الجديد المقام على 300 ألف فدان.
3- “في المخيم 20 فيلا”
من خلال الاطلاع على خرائط جوجل يمكن رؤية أن المخيم مكون من 8 منازل؛ مبنى كبير يضم مسجدين، قاعة مؤتمرات، صالة طعام، بالإضافة إلى مبنى آخر مكون من ثلاثة طوابق.
4- “مجمع كبير بطاقة استيعابية تصل إلى 1000 سرير”
في أحسن الحالات لا يمكن أن يزيد عدد الأسّرة في المخيم عن 80 سرير، إذا قلنا إن كل منزل يمكنه استيعاب 10 أشخاص.
5- “كل فيلا يمكنها أن تضم من 50 إلى 100 شخص في آن واحد، حسب مساحة كل منها”
يحاول صاحب الخبر الإيهام بأن كل مبنى من الثمانية التي تظهر على خرائط جوجل يمكنه اسيتعاب ما بين 50 و 100 شخص، ويعطينا بذلك فكرا حول مستوى قدراته العقلية التي يتمتع بها.
6- “يضم المخيم موقف يسع 500 سيارة”
في الحقيقة المساحة التي تُظهرها خرائط جوجل تثبت أن موقف السيارات المذكور لا يمكنه أن يسع أكثر من 30 أو 40 سيارة.
7- “يعمل بالمخيم نحو 100 شخص: بين طباخين، ومنسقي حدائق، وحراس أمن وغيرهم من العمال”
يوجد بالمخيم 10 عمال فقط يتقاضون رواتب؛ طاهيان، وعاملان لغسل الأطباق، و3 لتنظيف كل الأبنية، و2 لحراسة الأبواب الخارجية للمخيم، بالإضافة إلى بستاني يعتني بالحديقة من حين إلى آخر طول العام.
8- “توجد سيارة إسعاف كاملة التجهيزات للتدخل في الحالات العاجلة”
ياليت ادعاءهم كان صحيحا! لكن للأسف هذه أكذوبة أخرى. وإن كان صحيحا، لسارعوا بالتقاط الصور ونشرها على الرأي العام.
مقارنة بين قصر أردوغان الملياري، ومخيم الأستاذ كولن
9- على سبيل المثال، ليس في المخيم واحدا من الكؤوس المرصعة بالذهب التي توجد في قصر أردوغان، والتي تبلغ قيمة الواحد منها 1000 ليرة تركية. بل على العكس تماما يتم تقديم الشاي للضيوف في أكواب ورقية.
10- لا يوجد بالمخيم شاي من النوع الذي يبلغ ثمن الكيلو الواحد منه 4000 ليرة تركية (والذي يعرف بشاي الملوك) الذي يتوفر في قصر أردوغان، وإنما يستخدم الشاي العادي، المتداول في الأسواق.
11- لا توجد كراسي مستوردة تصل تكلفة الواحد منها إلى 75 ألف ليرة تركية كما في قصر أردوغان. لكن توجد كراسي تم شراؤها من متجر “IKEA” المعروفة، ثمن الواحد منها 19دولارا فقط.
12- لا يوجد بالمخيم أطقم صالون مستوردة يقدر ثمنها بنحو 500 ألف ليرة تركية من النوع الذي يوجد في قصر أردوغان. وإنما توجد أرائك مجلوبة من تركيا من النوع الذي يتحول إلى سرير عند اللزوم وقيمة الواحدة منها 300 ليرة تركية.
13- سجاد ومفروشات قصر أردوغان إنتاج خاص. لا يمكن للعامل الواحد أن ينتج منها أكثر من 3 أمتار مربعة طوال شهر كامل. وتتميز تلك الأنواع الخاصة من السجاد بكونها ثلاثية الأبعاد، وتبلغ قيمتها مليونا و200 ألف ليرة تركية. بينما تغطي أرضيات مخيم الأستاذ كولن بسجاد يتراوح سعر المتر الواحد منه بين 5 و15 دولارا.
14- تتراوح قيمة المرحاض في قصر أردوغان ما بين 5 آلاف و10 آلاف ليرة تركية. بينما لا تزيد قيمتها في المخيم عن 50 دولارا، في أحسن الحالات.
15- قصر أردوغان الأبيض مقام على أراضي غابات أتاتورك في أنقرة، بطريقة غير مرخصة. ويضم 1100 غرفة. فضلا عن الإسراف الواضح والمبالغ فيه والذي وصل إلى مليارات من الليرة التركية. بينما مخيم الأستاذ كولن، تم شراؤه عام 1993 مقابل 230 ألف دولار، بأموال حلال لا يشوبها ذرة الحرام. وتتم تغطية مصروفات المخيم من خلال التبرعات التي يتقدم بها المسلمون المحسنون في أمريكا ومما يعود من بيع كتب الأستاذ كولن البالغ عددها 80 والتي تمت ترجمتها إلى عشرات اللغات حول العالم. وهذه الأموال لا تستخدم أبدا لتلبية احتياجات المطبخ والمأكولات والمشروبات الخاصة بالأستاذ كولن وإنما لمصروفات استضافة الضيوف ولتلبية الاحتياجات العامة داخل المخيم.
وعلى عكس ما ادَّعت صحيفة “صباح” الموالية لأردوغان، بأن مصروفات المخيم تصل إلى 100 ألف دولار يوميا، فإن قيمة مصروفات المخيم طوال الشهر – وليس اليوم – تتراوح ما بين 55 و60 ألف دولار شاملة أجور العاملين والمواد الغذائية وفاتورة الكهرباء وما إلى ذلك…
https://youtu.be/IS5f7wQyy8A