إسطنبول (زمان عربي) – أدت الأزمة الاقتصادية التي تشهدها تركيا في الآونة الأخيرة إلى بيع الشركات الواحدة تلو الأخرى. إذ تتسابق الشركات الأجنبية على الدخول في شراكة أو شراء الشركات التركية التي زادت ديونها وتكاليفها بسبب ارتفاع سعر صرف العملات الأجنبية أمام الليرة التركية.
وأشارت معطيات إلى أنه تم بيع 40 شركة بقيمة 11 مليار ليرة (نحو 4 مليارات دولار) منذ مطلع العام الجاري حتى الآن.
والأمر الذي يدعو إلى الدهشة هو أن رجال الأعمال الأتراك الذين كانوا يشترون الشركات الأوروبية التي كانت تعاني أزمات مالية باتوا حاليًا مصيدة للشركات الأجنبية، وبدأوا يبيعون شركاتهم ويخرجون من القطاع بسهولة كبيرة بمجرد أن واتتهم الفرصة لبيعها.
وعانى العديد من الشركات التركية صعوبة في سداد ديونه بسبب سعر الدولار الذي ارتفعت قيمته بسرعة كبيرة أمام الليرة لتركية لا سيما في الأشهر الأربعة الأخيرة. ووصل دين القطاع الخاص البالغ 83 مليار ليرة في 2014 إلى تريليون و31 مليار ليرة بحلول نهاية 2014. ويشهد القطاع الحقيقي البالغ عجزه 202 مليار دولار مشكلة في سداد ديونه بسبب سعر صرف العملات الأجنبية الآخذ في الازدياد.
وفي الوقت الذي تغلق فيه المحال التجارية الصغيرة أبوابها في جميع أنحاء تركيا، بات العديد من الشركات التي ظهرت في وقت من الأوقات على أنها شركات تصيد الصفقات في أوروبا مصيدة وفريسة للشركات الأخرى. إذ قامت الشركات التي صارت غير قادرة على مواصلة الطريق وتغطية تكاليفها باتخاذ شريك أجنبي أو بيع الشركة بأكملها للأجانب.
ومؤخرًا تم بيع شركة “سلة المواد الغذائية
(Yemeksepeti)
التركية لشركة
(Delivery Hero)
الألمانية. وبيع شركة
(AK Gıda)
أكبر شركة مواد غذائية في مجموعة
(Yıldız Holding)
المعروفة بالماركات التي قامت بشرائها حتى الآن إلى شركة
(Loctalis)
الفرنسية.
واشترت مجموعة “ميهولة القطرية 30.7 في المئة من حصة شركة
(Boyner).
كما دخلت شركة
(Essilor)
الفرنسية في شراكة مع شركة
(Merve Optik)
وشاركت شركة
(SEDCO)
أكبر مجموعات الشركات في السعودية مع شركة
(Mektebim)
التركية.
وفي هذا السياق أفاد مشفق جانتكينلر رئيس القسم المالي لشركة
(Ernst&Young)
بأن عدد المشتريات والشراكات التي أجراها المستثمرون الأجانب منذ مطلع 2015 حتى الآن وصلت إلى 40 ألفا.
ويُقدر إجمالي قيمة الصفقات التي أجراها المستثمرون الأجانب بنحو 4 مليارات دولار أي 11 مليار ليرة.
وخلال السنة الماضية اشترت شركة
(Panasonic)
90 في المئة من حصة شركة
(VİKO). ونُقل 80 في المئة من شركة (Yörsan)
إلى مجموعة “أبراج”. كما أشترت شركة
(Ajino-tomo) اليابانية 50 في المئة من شركة (Kükrer) التركية. كما اتجهت شركة (Namet) للمواد الغذائية لشركة (Inverstors) في إدارة مراقبة الشركات. وبيع 49 في المئة من حصة شركة (Arzum) التركية لشركة (SDA International). وبيعت شركة (Oltan) عملاق الجوز في تركيا إلى مجموعة (Ferrero) عملاق الشيكولاتة في إيطاليا.