إسطنبول (زمان عربي)- لا تتورع وسائل الإعلام التي تسيطر عليها حكومة حزب العدالة والتنمية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن استخدام أبشع الافتراءات والأكاذيب التي لا يتوقعها أحد للحيلولة دون طرح الحديث حول قصر أردوغان “القصر الأبيض” الذي بات يعرف لدى الرأي العام بأنه رمز الإسراف والترف والبذخ ويُزعم أن بناءه كلّف الدولة أربعة مليارات دولار.
وشنّت صحيفة”صباح” التركية، المعروفة بأنها تتلقى تعليماتها وأوامرها من أردوغان، مؤخرا أبشع حملة افتراءات على المفكر التركي محمد فتح الله كولن الذي يعيش حياة الهجرة داخل مخيّم تابع لوقف في ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة.
[button color=”blue” size=”medium” link=”http://www.zamanarabic.com/%D8%B2%D8%B9%D9%8A%D9%85-%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6-%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%BA%D9%80%D8%A7%D9%86-%D9%87%D9%84-%D8%A8%D9%86%D9%8A%D8%AA%D9%8E-%D8%A7/” target=”blank” ]زعيم إسلامي معارض لأردوغـان: هل بنيتَ القصر من أموال أبيك؟[/button]
اللافت في خبر الصحيفة أنها استخدمت بصورة خاصة عبارة “القصر” الذي عنونته بـ “100 ألف دولار يوميًا لقصر كولن”.
إلا أن محاميي الأستاذ كولن ردوا على هذا الافتراء المتعلق بمكان إقامته لا سيما وأن هناك العديد من كبار المسؤولين الذين ذهبوا وشاهدوا هذا المكان وقالوا عنه إنه مكان في غاية التواضع وليس فيه ما يشير إلى الترف والإسراف ومنهم رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو والعديد من وزراء حكومة العدالة والتنمية والآلاف من الأشخاص من الصحفيين الموالين للحكومة والأكاديميين.
وأدلى محامو كولن بتصريح عبر مواقع التواصل الاجتماعي وصفوا فيها عنوان الصحيفة “100 ألف دولار يوميًا لقصر كولن” بـأنه “محاولة التعتيم على حالة الإسراف والبذخ عن طريق شنّ الافتراءات والأكاذيب على الآخرين”. وفيما يلي أبرز ما جاء في التقرير الذي وردت فيه معلومات عن المخيّم الذي يقيم فيه كولن:
“يقع المكان الذي يعيش فيه كولن داخل مخيّم صيفي لم يتم بناؤه وفق المعايير التي تدعو للبذخ والإسراف. حيث إن ساحة المخيّم بأكملها يملكها وقف” الجيل الذهبي” الذي تم تأسيسه عام 1992 من قبل بعض الأتراك الذين يعيشون في ولاية نيوجيرسي. ويعد المخيم مكانا للعبادة والانزواء بما يتلائم وهدف تأسيسه. وتم تصميم المخيم بما يعود بالنفع واستفادة الضيوف الذين يأتون إلى المكان والطلاب الذين يتلقون العلم على يد الأستاذ كولن. ونعلمكم بأن حجم مصاريف المخيم بأكملها الواردة في خبر الصحيفة كاذبة وغير صحيحة بالمرة وأن مصاريفه ليست أكثر من مصاريف المؤسسات التعليمية على المستوى نفسه الموجود في تركيا”.
والسيد فتح الله كولن يستخدم جزءا صغيرا من المخيم المذكور كمجال خاص به. ويمكن لأي شخص مولع بالتعرف على المخيم أن يتجول فيه بهدف حجب فضوله. والسيد رئيس الوزراء – أحمد داود أوغلو – والوزراء شاهدون على أن المكان الذي يعيش فيه كولن مكان مهيأ للعبادة وحلقات العلم والاعتكاف.
كما أن عقد مقارنة بين المكان الذي يعيش فيه الأستاذ كولن وقصر رئاسة الجمهورية “القصر الأبيض” هي في البداية إساءة لرئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان؛ حيث أنه لم يعلَن حتى الآن عن تكلفة كوب واحد داخل القصر. وحتى ولو تحدثت هذه الصحف عن ألف مكان من أمثال ما يعيش فيه كولن من أجل المقارنة بين تكلفة قصر رئاسة الجمهورية وبينه وإقناع الشعب أن تكلفة القصر عادية فلن يستطيعوا ذلك، فشتان بين هذا وذاك”.