أنقرة (زمان عربي) – كشف بيان لوزارة الخارجية التركية عن تحول نوعي في لغة الخطاب تجاه مصر حيث استخدمت للمرة الأولى عبارة الرئيس السابق بدلا عن الرئيس المنتخب.
لا أحد يمكنه تخمين ما يدور في كواليس الدبلوماسية في تركيا كونها متغيرة دائما من النقيض إلى النقيض. إلا أن البيان الأخير يظهر أن أنقرة بدأت تتخذ خطوات للوراء فبين ليلة وضحاها تحول الدكتور محمد مرسي، الذي أطيح به في الثالث من يوليو/ تموز 2013 عقب ثورة شعبية على حكمه في الثلاثين من يونيو/ حزيران من العام نفسه، من “الرئيس المنتخب”- كما كان معهودا في الخطابات الرسمية للحكومة التركية- إلى “الرئيس السابق” للمرة الأولى منذ الإطاحة به.
ويشير الخبراء والمحللون السياسيون إلى أن هذا التغيير الجذري في الخطاب الرسمي التركي للمرة الأولى، يكشف عن بدء اتخاذ خطوات جدية من قبل أنقرة لإعادة العلاقات مع مصر إلى نصابها، بعد أن أصيبت بحالة من الشلل بسبب إصرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على معارضة حكم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وكانت الخارجية التركية علقت على حكم المحكمة الصادر بشأن الدكتور محمد مرسي وآخرين من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في 22 أبريل/ نيسان 2015 بالسجن لمدة 20 عاما في قضية أحداث الاتحادية، قائلة: “نشعر بالأسى والحزن تجاه حكم المحكمة المصرية بسجن الرئيس المصري السابق، محمد مرسي، 20 عاما، – والذي تولى رئاسة الجمهورية المصرية، نتيجة أول انتخابات ديمقراطية – بعد أن أطيح به جراء الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد عام 2013″.
فضلا عن حرص الناطقين باسم الخارجية التركية على استخدام مصطلح “الرئيس المنتخب” عند الحديث عن الدكتور محمد مرسي في كل الاجتماعات والبيانات السابقة، والبيان الصادر عنها بتاريخ 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، الذي قالت فيه: “اليوم يمثل الرئيس المصري المنتخب للمرة الأولى أمام القضاء بعد الإطاحة به..”.
– فهل تعود المياه لمجاريها مرة أخرى، وتعود العلاقات الدبلوماسية بين تركيا ومصر إلى ما كانت عليه؟