الرباط – استضافت العاصمة المغربية الرباط فعاليات المهرجان الدولي للغات والثقافات، الذي نظّمته مدارسُ “الفاتح” التركية بالتعاون مع وزارة الثقافة المغربية تحت شعار “ألوان العالم”.
وفي إطار تقييمه للمهرجان الدولي قال موقع “هسبريس” الإخباري المغربي: “في غمْرة الانطواءات الثقافية التي يشهدها العالم، لمّ مسؤولو مجموعة “مدارس الفاتح” التركية، في مبادرة مشتركة مع المركز التركي للغات والثقافة (نيلوفر)، وبتعاون مع وزارة الثقافة المغربية، فنّانين أطفالاً وشباباً من 15 بلداً، على ركح مسرح محمد الخامس بالرباط، قدّموا أعمالا تبرز التنوّع اللغوي الذي يزخر به العالم، وذلك بهدف تعزيز التبادل الثقافي بين أنحاء المعمور”.
وأضاف: “واختار الفاعلون الأتراك للمهرجان الدولي للغات والثقافات الذي نظموه أخيرا شعارَ “ألوان العالم”. وقدّم الفنانون الأطفال والشباب، لوحات رومانسية وفلكلورية ودينية، وأدّوا لوحاتهم الفنّية مرتدين أزياءً تقليدية، معبّرة عن التمسّك بالتراث. وتميّز الحفل بأداء فرقة أحواش من قلعة مكونة لرقصات فلكلورية محلية، وأداء فرقة تنزانية مكونة من 12 فتاة لمقطوعات من التراث التركي”.
وتابع الموقع: “وفي لوْحة تحملُ كثيرا من المعاني والدلالات، اجتمع جميع المشاركين وأدّوا، في إحدى أروع الوصلات الفنّية التي شهدها الحفل، أغنية “العالم الجديد”، للفنّان الأمريكي الراحل مايكل جاكسون، التي تتغنى بالمحبة والسلام بين شعوب العالم، من أجل إيصال رسالة “لا للعنف، جميعا من أجل السلام”.
[button color=”blue” size=”medium” link=”http://www.zamanarabic.com/%D9%85%D8%B3%D8%A4%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A8%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7-%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%AF%D9%85%D8%A9-%D8%AA%D9%86/” target=”blank” ]مسؤولة بجنوب إفريقيا: مدارس” الخدمة” تنشئ رجال علم محترمين[/button]
ثم أردف الموقع بقوله: “ورمَى منظمو المهرجان من خلال إشراك جميع المشاركين في أداء أغنية المغنيّ الأمريكي الشهير، إبلاغَ رسالة إلى العالم مفادها أنّ القيَم الإنسانية المشتركة هي أساس العيش المشترك، وعلى ضرورة نبذ التفرقة والعنف والصراع والتنافر في مقابل خيار التسامح والتعارف والحوار ونشر المحبة بالحكمة. كما جاء في كلمة مدير مجلس إدارة مدارس “محمد الفاتح”، إبراهيم أقطش”.
وكان المهرجان الدولي للغات والثقافات مناسبة لإبراز عُمْق ومتانة العلاقات المغربية التركية، حيثُ قُدّم درعان تكريما لوزيري الثقافة والعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، في التفاتة معبّرة ومبرزة لمكانة المغرب لدى الأتراك ورغبة هؤلاء لتطوير العلاقات بين البلدين على المستوى الثقافي أسوة بالمجال الاقتصادي الحاضر في اتفاقية التبادل الحر بين المغرب وتركيا.
وكانَت النسخة الأولى من المهرجان الدولي للغات والثقافات قد انطلقتْ سنة 2003، وكان يُنظم بتركيا كلّ سنة منذ دورته الأولى، إلى غاية دورته الحادية عشر سنة 2013، والتي عرفت مشاركة 148 بلدا، وفي سنة 2014 انعقدت الدورة الثانية عشر بألمانيا، وفي 2015 تم تنظيم المهرجان في العديد من البلدان، من ضمنها المغرب الذي استقبل الدورة رقم 13، التي احتضنها مسرح محمد الخامس بالعاصمة الرباط.
وشرعت مجموعة مدارس “محمد الفاتح” في أنشطتها بالمغرب لأول مرة سنة 1994 بطنجة، قبل أن تتوسع في خمس مدن مغربية هي الدار البيضاء وفاس وطنجة وتطوان والجديدة.
واهتمت الشركة المالكة للمجموعة منذ سنة 2004، بتقديم خدمات توجيه الطلبة المغاربة إلى أوربا وأمريكا وتركيا للدراسة الجامعية، وركّزت أيضا في ما بعد على خلق طريق توجيه طلابي “سيار” نحو تركيا مباشرة، بداية من 2007، وهو ما ساهم في تضاعف عدد البعثات الطلابية المغربية نحو تركيا.
وتعتبرُ مجموعة “محمد الفاتح”، التي تستلهم فكر الأستاذ محمد فتح الله كولن، من القلاع المحصّنة للغة العربية، ففي الوقت الذي يغلبُ التوجه الفرانكوفوني على البعثات الأجنبية في المغرب، تحرصُ المجموعة على تلقين لغة الضاد لطلبتها، في مواجهة التوجّه الفرانكوفوني، الذي تمتاز به البعثات الأجنبية في المغرب.