إسطنبول (زمان عربي) – لا يكف كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو عن الحديث في خطاباتهما وتصريحاتهما في موضوعات واحدة (موازية) بنفس الأدلة الوهميّة التي لا أساس لها من الصحة.
وولد هذا الخطاب الموازي لكل من أردوغان وداودأوغلو قناعة لدى عمةم الشعب التركي بأن فريقاً واحداً يعد الخطابات والتصريحاته عما يسمى بـ”الكيان الموازي”.
واللافت أن الموضوعات التي تحدث عنها أردوغان خلال مشاركته في مناسبتين في العاصمة التركية أنقرة تحدث عنها أيضًا داود أوغلو في مدينة أخرى في اليوم نفسه والساعة نفسها. كما أن عدم وجود اختلاف في الموعد بين كلمة كل منهما والتشابه والتماثل في الموضوعات التي أشارا إليها في خطاباتهما يعزز من صحة ادعاء أن النص المكتوب لهما يتم إعداده من قبل “أياد موازية”.
وفيما يلي أبرز ما جاء في الكلمة التي ألقاها كل من أردوغان وداود أوغلو أمس بمناسبة اليوم العالمي للعمال:
دومانلي يلتقي رئيس البلدية الكردي من الباب الخلفي!
أجرى أكرم دومانلي رئيس تحرير صحيفة” زمان” التركية زيارة لرئيس بلدية ديار بكر السيدة جولتان كيشاناك قبل نحو شهر. وجرت فعاليات الزيارة أمام الرأي العام. إلا أن كلا من أردوغان وداود أوغلو زعما أن الزيارة جرت في أجواء سريّة.
وقال داود أوغلو في معرض انتقاده لهذه الزيارة “أيها الغافلون عن وطنكم؛ بينما كنتم تلتقون وتتحدثون خلف الأبواب الموصدة كان الشعب يتحدث في ميدان “تشانكيري” في أنقرة. لماذا تدخلون من الأبواب الخلفية؟ ادخلوا من الأبواب الأمامية إن كنتم شرفاء ولا توجد هناك مواقف تخجلون منها، لماذا يدخل رجل – دومانلي – جاء لزيارة مجاملة من باب الجراج؟ هل من عادتكم إذا ذهبتم في زيارة مجاملة أن تدخلوا من الأبواب الخلفية وهامتكم منتصبة دون خجل”.
بينما علّق أردوغان في كلمة له على هذه الزيارة قائلا “إن عصابات الخيانة” الكيان الموازي” تقدم على مخططات وألاعيب جديدة بالتعاون مع المنظمات الانفصالية. إنهم يكيلون المديح في الميادين على الأحزاب التي تديرها منظمات انفصالية. إنهم يدخلون من الأبواب الخلفية ويلتقونهم. إنهم يسعون لخدمة هدف واحد، فأحدهما يعمل مع الإرهابيين المسلحين والآخر يتعاون مع المتشددين الذين تسربوا إلى أجهزة القضاء والأمن وكافة مؤسسات الدولة”.
[button color=”blue” size=”medium” link=”http://www.zamanarabic.com/%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%BA%D8%A7%D9%86-%D8%B3%D9%86%D8%A8%D9%86%D9%8A-%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85%D8%A7%D9%8B-%D8%B1%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D9%8B-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D9%8B-%D8%AA/” target=”blank” ]أردوغان: سنبني نظاماً رئاسياً جديداً تنفرد به تركيا[/button]
إساءات لعصمت أينونو
وأساء داود أوغلو لكل من كمال كليتشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة في البلاد حيث قال: “هل كليتشدار أوغلو عنده ضمير؟ فرئيسه عصمت إينونو، ثاني رؤساء الجمهورية التركية، أعاد 146 آذارياً للروس من بوابة “إغدير” الحدوية وهم يبكون. وبمجرد أن عبروا الجسر استشهدوا جميعًا. وانتحر الضابط الذي رأى هذا المشهد لأنه اضطر إلى تنفيذ الأمر الصادر له”.
وكرر أردوغان الانتقاد نفسه قائلاً: “الروس قتلوا 144 من إخواننا الآذاريين، لكن عقلية إينونو، في إشارة لحزب الشعب الجمهوري الذي كان يحكم تركيا آنذاك، اكتفت بموقف المشاهد أمام ذلك المشهد. والآن لا تزال هذه العقلية – الحزب – مستمرة، إن أفكارنا ورؤانا مختلفة اختلافًا كبيرًا؛ فعندما نطالب بالنظام الرئاسي يبدو أنه يتبادر إلى ذهنهم الزعيم الوطني للشعب الجمهوري – إينونو -. إن البرلمان هو آلية الرقابة التي ستحدد ذلك”.
النظام الرئاسي
وعن النظام الرئاسي قال داود أوغلو: “في الوقت الذي تحرز فيه حكومة حزب العدالة والتنمية تقدمًا نحو مفهوم “تركيا الجديدة”، ستتخذ تركيا مكانتها بين أهم وأقوى الدول في العالم. هل ترغبون في النظام السياسي الجديد والدستور والنظام الرئاسي الجديدين؟ هل أنتم مستعدون لتقديم أصواتكم للعدالة والتنمية لتغيير الدستور؟”
وكذلك ردد أردوغان كلمات مشابهة قائلا “إن هذا القميص بات ضيقًا على هذا الجسد، في إشارة إلى طلبه بتطبيق النظام الدستوري الذي بدأ يدعو له عقب توليه منصب رئاسة الجمهورية. إن المنزعجين من مفهوم” تركيا الجديدة” الذين يهتزون خوفًا عند سماعهم “النظام الرئاسي” هم الذين لا يشاركوننا الهدف نفسه”.