إسطنبول (زمان عربي) – تناول أكرم دومانلي رئيس تحرير صحيفة” زمان” التركية خلال مشاركته في برنامج على قناة “سامان يولو” الإخبارية التركية أعمال الفساد والأعمال غير القانونية التي أقدمت عليها حكومة حزب العدالة والتنمية والرئيس رجب طيب أردوغان في تركيا.
وجاء في حديث دومانلي مايلي:
قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: “لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها”
لقد عُلّق القانون في تركيا وأصبح ينتهَك من قبل الجميع. إن إدارة الدولة باتت بين شفاه السادة والسيدات، وتابعة لأوامرهم التعسفية، ورسخ في أذهان المواطنين أن اللصوص بالخارج ورجال الأمن في السجون؛ فالذين قبضوا على اللصوص أصبحوا في السجون، أما اللصوص فيتجولون أحرارا طلقاء كما يشاؤون بالخارج.
لقد تم تغيير القضاة والمدعين العموم حتى المحاكم. ولم يحضر أعضاء الحكومة أو المسؤولون الموالون للحكومة، ومعظم رجال الأعمال المتهمين بالتورط في أعمال السرقة والفساد والرشوة إلى المحاكم للإدلاء بأقوالهم.
وكما قال الرسول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام: “إنَّما أهْلَكَ الَّذينَ من قبلِكُم أنَّهم كانوا إذا سَرقَ فيهمُ الشَّريفُ ترَكوهُ وإذا سرقَ الضَّعيفُ أقاموا عليهِ الحدَّ .وأيمُ اللَّهِ لَو أنَّ فاطمةَ بنتَ محمَّدٍ سرَقَت لقطعتُ يدَها”.
عبد الله جول زعزع الأوساط السياسية باعتراضه على اعتقال أحد المقربين منه
كيف تم الإفراج عن رئيس مؤسسة الأبحاث العلمية والتكنولوجية “توبيتاك” بعد اعتقاله في الأيام السابقة؟ وكيف تم إطلاق سراحه؟ عندما تم اعتقاله أشعل الأشخاص الذين عينوه الأوساط السياسية، وسأكون صريحًا في كلامي وأقول لكم إن عبد الله جول هو من اعترض على ذلك. وقال لهم “لماذا تتهمون هذا الرجل بالانتماء إلى اكيان الموازي؟” (إذ كان جول هو من عينه في ذلك المنصب)، وبعدها تم إطلاق سراحه مباشرة.
بالله عليكم أخبروني في أية مادة من مواد الدستور التركي يرد نص يتحدث عن “الكيان الموازي” الذي لا يعرفه إلا أردوغان وبعض أعضاء الحكومة. وإن الذين يتهمون الناس بالانتماء إلى الكيان الموازي نرد عليهم بالقول نفسه: “أنتم الكيان الموازي الحقيقي”. وإن الذين يطلقون على صحيفتي “زمان” أنها صحيفة “الكيان الموازي” أقول لهم إنكم أنتم الكيان الموازي في الحقيقة ولا يفوقكم أحد في هذا. وما هو أصلا “الكيان الموازي” الذي يروجون له ليل نهار يا سادة؟ إن كانت هناك جريمة فلا بد من تعريفها في عُرف القانون؟ أما عبارة “الكيان الموازي” هذه فليست عبارة ترد في القوانين شرح لها. والحقيقة أنه تعبير سياسي اختلقته حكومة العدالة والتنمية وأردوغان، لكن عليهم أن يفهموا جيدًا أن الإجراءات القانونية لا تبنى على تعريفات سياسيّة.
لقد قال أحد القضاة الموالين للحكومة للكاتب الصحفي فاتح ألطايلي: “بامكاننا اعتقال 500 ألف شخص”. لكن أقول لهم هل شهدت تركيا انقلابا عسكريًا مثل انقلاب 12 سبتمبر/ أيلول 1980 ولا ندري نحن؟ هل السيارات المدرعة تصول وتجول في الشوارع وليس لنا علم بذلك يا تُرى؟! ما هذا المنطق والفهم الخارج على القانون؟”.
[button color=”blue” size=”medium” link=”http://www.zamanarabic.com/%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7-%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%BA%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%AF%D8%B9%D9%8A-%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%AF%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%84/” target=”blank” ]تركيا: إعلام أردوغان يدعي زيارة” دومانلي” لمسؤولة كردية سرا[/button]
هل داود أوغلو مؤلف كتاب “العمق الاستراتيجي” هو نفس الشخص الذي نراه اليوم يتحدث في الميادين الانتخابية؟
هل داود أوغلو مؤلف كتاب “العمق الاستراتيجي” الذي حظي بأصداء واسعة في تركيا والعالم العربي هو داود أوغلو نفسه الذي يشنّ أبشع الافتراءات والأكاذيب اليوم في الميادين استعدادًا للانتخابات البرلمانية التي ستجرى في السابع من يوينو/ حزيران المقبل؟ هل تعلمون أن سيادته من أقدم الكتّاب في مجموعة “زمان”؛ إذ كتب مقالات على مدى سنوات طويلة في مجلة “أكسيون” التركية أحد إصدارت مؤسسة زمان، لكن دعوني أسأل ما الذي يحدث لهؤلاء عندما يصبحون سياسيين؟ إن لقب “الأستاذ الجامعي” الذي كان يلقب به داود أوغلو طار وتلاشى، وتحوّل إلى شخص يهاجم هذا وذاك في الميادين ويصفهم بأبشع الألفاظ وأصبح للأسف الشديد أسيرا للتكبر والغطرسة.
ليس هناك أحد من حقه شن الافتراءات ضد الأستاذ كولن!
ليس لديهم الحق في الحديث بهذه الصورة البشعة عن الأستاذ محمد فتح الله كولن. نعم! ليس لديهم الحق في ذلك حتى لو كان أحدهم رئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية أو سلطانا؛ ليس لديهم الحق في الإهانة والكذب وشنّ الافتراءات ضد مفكر وعالم يحترمه الناس. وأيًّا كانت صفتهم أو مناصبهم، فإن ما يفعلونه عيب وعار يا أخي.
والعجيب أن أعضاء حكومة العدالة والتنمية يشنون أبشع الافتراءات والإساءات ضد الأستاذ فتح الله كولن الذي يتابعه الناس من كل حدب وصوب بإعجاب وحب وغبطة شديدة.
يجب على أي واحد أن ينتبه إلى ما يقوله وما يلفظه من فمه فالتاريخ سيسجل في صفحاته الأقوال البشعة التي يكتبها بعض الصحفيين الموالين لأردوغان والحكومة ولن يمر عليها مرور الكرام. إن زعيمهم أردوغان وصف الأستاذ كولن بأنه “نسخة مسودة للعالم (وليس عالما حقيقيا)” ولكن الأستاذ لم يرد عليه بمثل ما قال فيه يوما من الأيام ولم يلفظ بما يسيئ لزعيمهم؛ فكفى السكوت جوابا لهم!.
كفاهم من الأكاذيب والخرافات التي يرددونها ويزعمون أن حركة الخدمة التي تستلهم فكر الأستاذ كولن تدير وتسيطر على القضاء عن بعد. لكن الحقيقة اتضحت للشعب جليا خلال الـ 24 ساعة الأخيرة وعرف الجميع، من الذي يدير القضاء ويسيطر عليها، (في إشارة إلى تصريحات وتوجيهات أردوغان للمجلس الأعلى للقضاة والمدعين العامين الذي أصدر قرارا بالتحقيق مع القاضيين بعد فصلهما عن العمل بسبب إصدارهما قرار الإفراج عن الصحفيين والقيادات الأمنية). إن ما تفعلونه هو الظلم. وهل نعيش نحن في إحدى الدول التي تعرف بجمهوريات الموز؟ هناك مسؤولون في الحكومة يقولون “إننا لا نعترف بالدستور”. وهذه جريمة واضحة للقاصي والداني. لا يوجد أي مسؤول في دولة ما يقدر على أن يقول لا أعترف بدستور الدولة الموجود فيها.
وقد يعتقد البعض أنهم سيطروا على المحكمة الدستورية أيضا؛ ولكن المحكمة الدستورية إن أصدرت قرارات سياسيّة باستمرار ستكون قد قضت على نفسها بنفسها.
أخاطب أعضاء الحكومة وأدعوهم للكشف عن ممتلكاتهم ولنكشف نحن أيضًا
الناس في تركيا باتوا مصابين باضطرابات نفسية، ويقولون إن أصحاب السلطة في تركيا حرضوا الشعب في سوريا. وقالوا إن الخط الأحمر لديهم لاستقبال اللاجئين هو 50 ألف لاجئ ولكن تم تشريد 5 ملايين شخص من أوطانهم بسبب الحرب. والبطالة في بلادنا وصلت إلى أعلى مستوياتها ولكن المسؤولين يخرجون على الناس ويزعمون أن كل ما يحدث في البلاد من مشاكل سببها بنسلفانيا وليس هناك مشكلة غير بنسلفانيا.
ليكشف الجميع عن ممتلكاتهم وستظهر عندئذ خفايا الأمور، وليرى الناس من هم الذين يلهثون وراء كرسي السلطنة. لكن الغريب في الأمر أنهم يبرئون العصابات الإرهابية ويعتقلون أناسا لم يؤذوا أحدا ولم يسحقوا بأقدامهم ولو نملة ولم يوافقوا أبدا على الأعمال الإرهابية بتهمة إدارة تنظيم إرهابي. اتقوا الله ولا تصروا على ارتكاب هذه الجرائم الشنيعة، عار عليكم أيما عار!
إن أنجزت هذه الحكومة عملا إيجابيا سنكون أول المصفقين لها
إذا أقدمت هذه الحكومة على عمل إيجابي سنكون نحن أول من يصفق لها، ولكن لم تعد لديهم أية إجراءات إيجابية ينجزونها. إنهم يثورون غضبا تجاه الدول التي تنتقد تركيا بشأن ادعاءات إبادة الأرمن. مع أن الذين يحكمون البلاد هم المسؤولون عن وصول الموقف إلى هذه المرحلة الحرجة، والأدهى من ذلك أن وزارة الخارجية تقول إن “الكيان الموازي” وراء كل واقعة تحدث ضد تركيا. لقد تركوا أعمالهم وبات شغلهم الشاغل ترديد هراء “الكيان الموازي”؛ فاتّهموا الناس وأقرب رجالهم بالانتماء للكيان الموازي. ولذلك لا بد من وضع حدّ لهذا الجنون وإيقافه.
كانوا بالأمس القريب ينتقدون القوات المسلحة التركية بسبب أعمال التمييز. لكن الحقيقة هي أنها كانت من هذه الجهة أفضل منهم ألف مرة، فهم لم يفعلوا ما فعلوه هؤلاء. إن هؤلاء يشنون أبشع الافتراءات كل يوم، ونطالع في عناوين الصحف الموالية عبارة “الكيان الموازي” على مدار 360 يوما. هذه جريمة يا سادة، ويجب علاج هؤلاء في مستشفى المجانين.
تركيا تحوّلت إلى إمبراطورية خوف
تركيا أصبحت محبوسة في طوق من الخوف والذعر؟ ورجال الأعمال صاروا تحت ضغط وقمع مفتشي المالية بسبب أفكارهم وآرائهم. إن لم يكن أحدهم مؤيدا لحزب العدالة والتنمية فلن يبرح مفتشو المالية بابه. هناك آلية تكذيب غريب، وأنا لم أر في حياتي شيئا كهذا من قبل. إذ يتم إرسال قرارات تكذيب مخالفة لقانون التكذيب. ليس لأحد حق في إهانة الآخرين والإساءة لهم، ولا يمكن سوء استغلال القضاء وانتهاك القوانين إلى هذا الحد.
بنسلفانيا تعقد فيها دروس التفسير يوميًا
أندهش عندما أرى أعضاء حكومة العدالة والتنمية وأردوغان وهم يشنون أبشع الافتراءات ضد الأستاذ كولن عن طريق تلميحهم إليه بذكر” بنسلفانيا” ،عليهم أن يعلموا أن أحدًا لا يتحدث عن السياسة هناك (في بنسلفانيا) يا أخي. بل على العكس يتم عقد دروس في تفسير القرآن الكريم وفي الأحاديث النبوية وتعليم اللغة العربية. وبالطبع لا يمكن لأشخاص شغلهم الشاغل هو تمثيل مسرحيات وتصوير أفلام وليس لهم أي اهتمام بالعلم أن يفهموا هذه الحقيقة.
والآن إذا كنتم مولعين بما يفعله كولن في بنسلفانيا فاذهبوا وشاهدوا بأم أعينكم ماذا يحدث هناك. قد تكون نائبًا أو وزيرًا، فلا يقول أحد لك “تعال”، ولكن لا يقول أحد كذلك “لا تأت” إذا أردت الذهاب إلى هناك.. اتقوا الله قليلا يا سادة.