ميلانو (ايطاليا) أول مايو أيار (رويترز) – أطلقت الشرطة الإيطالية الغاز المسيل للدموع على متظاهرين اليوم الجمعة حيث خيمت الاحتجاجات على افتتاح معرض اكسبو ميلانو وهو المعرض العالمي الذي كانت تأمل الحكومة أن يغير وجه إيطاليا بعد أعوام من التراجع الاقتصادي.
وغطت سحب كثيفة من الدخان المنبعث من السيارات المحترقة أجزاء من وسط ميلانو مع إلقاء مجموعات من المحتجين -الذين وضعوا على وجوههم أقنعة للحماية من الدخان – الحجارة على صفوف من شرطة مكافحة الشغب.
وحدثت المواجهة بعد ساعات من مراسم افتتاح باهرة بموقع المعرض حيث أشاد رئيس الوزراء ماتيو رينتسي بانطلاق المعرض العالمي للثقافة والتكنولوجيا الذي يركز على مدى ستة أشهر على فكرة انتاج الغذاء المستدام.
ويأتي المعرض بعد معرض إكسبو شنغهاي في 2010. واحتشد ضد معرض ميلانو مجموعات متفرقة من المحتجين اليساريين والنشطاء المناهضين للعولمة ودعاة الحفاظ على البيئة وصولا إلى الطلاب والنشطاء المناهضين لإجراءات التقشف حيث يعتبر هؤلاء جميعا المعرض رمزا للفساد وإهدار الموارد.
وانتشر الآلاف من أفراد الشرطة للتصدي لتهديد العنف قبيل المعرض الذي يعول عليه رينتسي لتعزيز المؤشرات الهشة على تعافي الاقتصاد بعد سنوات من الجمود والركود.
وقال خلال الافتتاح الذي شهد تحليق طائرات أطلقت خلفها دخانا بألوان العلم الإيطالي “اليوم نشعر كما لو أن إيطاليا تعانق العالم… يطيب لي أن أعتقد بأن غدا يبدأ اليوم.”
لكن على خلاف ذلك تحول وسط ميلانو الراقي إلى ساحة معركة إذ دوت أبواق سيارات الشرطة وفرقعات متفرقة للقنابل الضوئية وأصوات الألعاب النارية على خلفية هتافات المحتجين.
ونجحت سيارات الشرطة في وقف الجزء الأساسي من الاحتجاج بإغلاق الطريق لكن مجموعات محتجين انفصلت عن الحشد وخاضت معارك كر وفر تحت الأمطار حيث امتلأت الشوارع بالحواجز الحديدية والحجارة.
واحتجزت الشرطة عددا من المتظاهرين لكن لم يرد على الفور تقدير رسمي للأضرار التي تضمنت نوافذ محطمة وسيارات محترقة.
ومع انحسار العنف في المساء أغلقت الشرطة المنطقة المحيطة بدار أوبرا لا سكالا حيث اختتمت مراسم اليوم الافتتاحي بعرض أوبرا توراندو لبوتشيني.
ورفض رينتسي التعليق لدى دخوله لا سكالا بملابس السهرة لحضور العرض.
ولم يتضح بعد إلى أي مدى ستؤدي هذه الاحتجاجات إلى تشويه صورة المعرض لكن من المرجح أن تكون مصدر حرج بالغ للحكومة بعد أجواء التفاؤل التي سادت مراسم الافتتاح.
وتم بالفعل بيع عشرة ملايين تذكرة ويعول المسؤولون على حضور نحو 20 مليون شخص ويأملون في جني إيرادات إجمالية بما يتجاوز عشرة مليارات يورو (10.75 مليار دولار) نصفها من الزوار الأجانب الذين سيتدفقون على ميلانو.
وقال ماتيو سالفيني زعيم حزب رابطة الشمال المناهض للهجرة والمنافس السياسي الرئيسي لرينتسي إنه ينبغي لوزير الداخلية أنجلينو ألفانو المسؤول عن حفظ النظام أن يستقيل.
وقال في بيان “رينتسي وألفانو.. هل ستتحملان تكلفة الأضرار التي تكبدها المواطنون؟”
لكن الحدث الكبير شوه بالفعل بسبب تحقيق فساد اعتقل خلاله عدد من كبار المسؤولين وبسبب تجاوز التكاليف المقررة وتأخر إنشاءات. وكانت اجزاء كبيرة من المعرض غير جاهزة ليوم الافتتاح.
وأشار البابا فرنسيس في كلمة لمراسم الافتتاح بثت عبر دائرة تلفزيونية إلى المفارقة في تخصيص معرض عالمي هائل يعتمد على صفقات الرعاية من الشركات للتنمية المستدامة وإطعام الفقراء.
وقال “بشكل ما يعتبر المعرض في حد ذاته جزءا من مفارقة الوفرة هذه إذ أنه يجسد ثقافة الاسراف ولا يساهم في خلق نموذج للتنمية العادلة والمستدامة.”
وتابع قوله أن البطل الحقيقي لهذا الحدث ينبغي أن يكون “وجوه الرجال والنساء الجائعين والمرضى بل والذين قد يلقون حتفهم بسبب عدم وجود غذاء كاف أو ضار.”
وتشارك في المعرض إجمالا أكثر من 140 دولة. وتشارك الصين بتمثيل جيد للغاية مع تزايد حضورها في إيطاليا بعد سلسلة من عمليات الاستحواذ البارزة على شركات هناك.