إسطنبول (زمان عربي) – بدأت تركيا التي تشهد مشكلات مع جميع دول الجوار تعاني حالة توتر مع جمهورية شمال قبرص التركية التي لاتحظى سوى باعتراف دولي والتي تعد الجار الوحيد الذي تتمتع تركيا بعلاقات جيدة معه.
وخرج مصطفى أقينجي المرشح المستقل الذي فاز بانتخابات الرئاسة وتولى رئاسة شمال قبرص أمس بعد فوزه في الجولة الثانية من الانتخابات التي جرت أول من أمس الأحد بتصريحات من شأنها تمكين القبارصة الأتراك من إدارة مؤسساتهم بأنفسهم، وخفض علاقات “أنقرة ونيقوسيا الشمالية (لفكوشيا)” من مستوى “الوطن الأم والوطن الصغير” إلى مستوى “دولتين شقيقتين”.
من جانبه أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ردة فعل على تصريحات أقينجي قائلا “عليك أن تعي جيدًا ما تقول ويجب على أذنيك أن تسمع ما يخرج من فمك”. فيما رد عليه أقينجي الذي لم يتراجع عن تصريحاته قائلا: “أنا وراء ما أقول ولم أتراجع عنه”، على حد قوله.
وكان أقينجي قال في تصريحاته: “لقد حان الوقت إلى أن ننحي جانبًا الشعارات التي ترددها تركيا عن قبرص بأنها” الوطن الصغير” الذي تستغله لسنوات طويلة وأن نؤسس علاقات صداقة فقط معها”.
إلا أن هذه التصريحات لم ترق للرئيس أردوغان، الأمر الذي جعله يقوم هو الآخر بالرد على أقينجي في تصريح صحفي قبل أن يغادر أنقرة في زيارة إلى الكويت مساء أمس، أوضح فيه أن تركيا دفعت ثمنًا غاليًا في قبرص التي تعتبرها أنقرة حتى الآن الوطن الأصغر.
فيما رد أقينجي على تصريحات أردوغان في برنامج تليفزيوني قائلا “أجد صعوبة في فهم السبب الذي يجعل تركيا تشعر بانزعاج من علاقة “دولتين شقيقتين”، هل تركيا لا تريد أن يكبر صغيرها، قاصدًا قبرص الشمالية التي تصفها تركيا بالوطن الصغير؟”.
وأضاف أقينجي: “لا شك في أن الشعب التركي القبرصي سيستمر في حمل محبة الوطن الأم في قلبه إلا أن هذه الدولة يجب أن تؤسس استقلاليتها الذاتية وتقف على أقدامها وتتخلص من مفهوم” الوطن الصغير” لإثبات شخصيتها الخاصة ومواجهة المجتمع اليوناني على هذه الأرض أيضًا. وليس ثمة طريق آخر للتأصيل والرسوخ على هذه الجزيرة غير ذلك. وأقول بشكل أكيد إن ذلك سيصب في مصلحة تركيا أيضا، إذ لا أعتقد أن النظر إلى قبرص على أنها الوطن الأصغر ستكون سياسة صحيحة، فهناك دولة تركيا تعترف بها. كما أن مفهوم “الوطن الصغير” ينبغي أن يكون في القلوب فحسب، ويلزم أن تكون هناك علاقات متساوية بين الدولتين”، على حد تعبيره.
تهاني حارة من القبارصة اليونانيين
وهنّأ نيكوس أناستاسياديس زعيم القبارصة اليونانيين مصطفى أقينجي النائب المستقيل من الحزب الديمقراطي الاجتماعي الذي استخدم شعار” التغيير” و”الحل” خلال حملته الانتخابية بمناسبة توليه منصب رئاسة الجمهورية في البلاد.
وقال أناستاسياديس في كلمة نشرها على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي” تويتر” إن انتخاب مصطفى أقينجي كرئيس للجمهورية يعد تطورا واعدًا لوطننا المشترك، وأترقب بفارغ الصبر اللقاء معه.