إسطنبول (زمان عربي) – دارت معركة جاليبولي، Gallipoli إحدى أكثر الحروب دموية في التاريخ بين عامي 1914و1916 في منطقة جناق قلعة في تركيا.
وأسفرت الحرب التي خاضتها قوات التحالف المشترك المكون من بريطانيا وفرنسا ضد القوات العثمانية عن مقتل نحو 500 ألف جندي، وإصابة أو فقدان مئات الآلاف الآخرين، وباءت الحملة التي كانت تخطط لاحتلال العاصمة العثمانية إسطنبول آنذاك، بهدف العبور من مضيق البسفور وتقديم العون لروسيا، بالفشل أمام المقاومة الشديدة من الجنود العثمانيين.
1– متى دارت المعركة؟
دارت المعركة بين الدولة العثمانية التي كانت في تحالف مع ألمانيا ضد تحالف إنجلترا، نيوزلاندا، فرنسا، أستراليا، الهند وروسيا، في الفترة بين 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 1914 و9 يناير/ كانون الثاني 1916 في شبه جزيرة جاليبولي، في البر والبحر؛ لذلك سميت معركة جاليبولي أو جناق قلعة لوقوعها في منطقة جناق قلعة التركية.
2– من السلطان في ذلك الوقت؟
كانت الدولة العثمانية في ذلك الوقت تحت حكم السلطان العثماني الخامس والثلاثين والخليفة الإسلامي المائة وأربعة عشر، السلطان محمد الخامس (محمد رشاد).
3- من رئيس أركان الجيش العثماني في أثناء الحرب؟
كان أنور باشا، أحد مؤسس جمعية الاتحاد والترقي، على رأس هيئة أركان الجيش العثماني في ذلك الوقت. وفي عام 1914 أصدر قرارا بالمشاركة في الحرب العالمية الأولى بجانب ألمانيا.
4– من القائد العام لحرب جناق قلعة؟
كان ليمان فون ساندرز باشا القائد العام لحرب جناق قلعة (جاليبولي). وتم تعيين هذا القائد الألماني، الذي عمل مستشارا وضابطًا لدى الدولة العثمانية، رئيسا للمجلس الاستشاري الألماني لدى الدولة العثمانية عام 1913، من قبل أنور باشا. وفي عام 1914 أصبح قائدا للفيلق الأول بالجيش العثماني. بعد ذلك تمت ترقيته إلى منصب مارشال (مشير)، بموجب الاتفاق المبرم بين الدولة العثمانية وألمانيا. وفي مارس 1915 تم تعيينه على رأس قيادة الجيش الخامس للدولة العثمانية بجبهة جناق قلعة.
5– ماذا كانت مهمة مصطفى كمال أتاتورك في معركة جناق قلعة؟
كان مصطفى كمال أتاتورك قائدا لجبهة “آنافارتالار” التي كانت تعد الجبهة الثالثة في معركة جناق قلعة (جاليبولي).
6– ما عدد الجبهات التي دارت الحرب فيها أثناء معركة جناق قلعة؟
دخل الجيش العثماني المعركة من خلال جبهتين: آريبورنو، وآنافارتالار؛ بدأ القتال في جبهة آريبورنو في 25 أبريل/ نيسان 1915 واستمرت حتى 6 أغسطس/ آب من العام نفسه. وكانت عملية فيلق “آنزاك الأسترالي” من أشهر العمليات التي شهدتها المعركة. بينما دخلت جبهة آنافارتالار المعركة في 6 أغسطس/ آب بالقرب من خليج “صوفلو”، إلى أن اتحدت مع جبهة آريبورنو.
7– كم عدد شهداء المعركة؟
أسفرت المعركة التي استمرت لأكثر من عام، ودونت في سجلات تاريخ الحروب المختلفة، عن خسائر هائلة في الأرواح وإصابة مئات الآلاف من الجنود سواء كان في صفوف العثمانيين أو قوات التحالف التي تكونت من عدة دول أبرزها إنجلترا وفرنسا. كانت قوات التحالف قد أرسلت نحو 410 آلاف جندي إنجليزي، و79 ألفا آخرين من فرنسا لاحتلال العاصمة العثمانية (إسطنبول)؛ إلا أن المعركة أسفرت عن مقتل 213 ألفا و980 جنديا إنجليزيا. بينما وصل عدد القوات المسلحة العثمانية المشاركة في المعركة إلى 700 ألف شخص. وتتراوح خسائر الدولة العثمانية في المعركة بين 190 و350 ألف جندي.
8– ماذا حدث بعد الانتصار؟
باءت مساعي دول التحالف للسيطرة على مدينة إسطنبول بالفشل في غضون شهر واحد، أمام صمود وعزيمة الجنود العثمانيين. وبانتهاء الحرب، انهار حكم القيصر في روسيا، بعد عجز إنجلترا وفرنسا عن تقديم العون له، وقامت الثورة البلشفية في البلاد. وكانت المعركة بمثابة كبسولة الإنعاش لجيش الدولة العثمانية الذي فقد روحه المعنوية في حروب البلقان. كما بدأت روح النضال الوطني تظهر في الأفق بفضل تلك المقاومة المستميتة التي وقفت أمام الإمبريالية. وأصبحت نقطة التحول في تاريخ عدد من بلاد المسلمين التي ظفرت باستقلالها فيما بعد.