لندن (زمان عربي) – قالت صحيفة” فاينانشال تايمز” البريطانية إن تركيا لم يعد يُنظر إليها على أنها دولة يمكن الثقة بها موجهة في مقال لأحد كتابها انتقادات حادة إلى سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي قادت تركيا إلى هذا المصير.
وقال الكاتب ديفيد جاردنر، وهو محرر العلاقات الدولية في الصحيفة، في مقال له حمل عنوان “أنقرة لم تعد موثوقًا فيها”؛ إن تركيا كان يُنظر إليها قبل أربع سنوات على أنها حجر الزاوية الأساسي لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. وكانت عضوًا مخلصًا في حلف شمال الأطلسي” ناتو” في ظل إدارة حكومة براجماتية ترتكز مرجعيتها على الإسلام السياسي، وكانت مرشحة للانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، وأن رئيس الوزراء آنذاك رئيس الجمهورية الحالي رجب طيب أردوغان كان أكثر الزعماء الذين يوثق بهم في المنطقة لدى الغرب لاسيما بسبب معارضته مساعي القوى الخارجية الرامية لتشكيل المنطقة؛ لكن كل ذلك حدث قبل فترات طويلة جدًّا”.
وأوضح جاردنر أن سياسة “صفر المشاكل مع دول الجوار” لصاحبها وزير الخارجية السابق رئيس الوزراء الحالي أحمد داودأوغلو حظيت على تقدير وإعجاب كبيرين جدًّا من قبل الجميع في تلك الفترة، لافتًا إلى أن الوضع تغير في الوقت الراهن ولم تعد هناك دولة جارة لتركيا إلا ودخلت معها في مشاكل؛ واستشهد ببعض الدول منها إسرائيل ومصر وسوريا والعراق إلى جانب أنها تشهد خلافات على نطاق أقل إلى حد ما مع كل من السعودية وإيران.
وواصل جاردنر قائلا:” إن معظم المراقبين والسياسيين الذين كالوا المديح لتركيا في السابق أصبحوا الآن يشعرون بخيبة أمل كبيرة وينظرون إليها بعين الريبة والشك”.
وأضاف: “سمحت تركيا للجهاديين المتطوعين الراغبين في الذهاب إلى سوريا لاستخدام أراضيها وعبور حدودها حتى العام الماضي. وكان من المحتمل أن يفقد تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي “داعش” القدرة على السيطرة والهيمنة على حركة مقاومته في كل من سوريا والعراق دون خط الجهاد المفتوح عبر تركيا، على الرغم من أن تركيا قامت بحماية المجموعات الإرهابية باستثناء داعش”.
ورأى جاردنر أن الرئيس أردوغان نجح في أن يعطي انطباعًا بأن تركيا ليست لاعبًا في فريق ما، وأن احتمال دعمها لداعش قائم، وأن حلفاء أنقرة الغربيين باتوا يشعرون بقلق من تقدير أردوغان بوضوح للزعيم الروسي فلاديمير بوتين ومغازلته للصين.