إسطنبول (زمان عربي) – وصف الكاتب الصحفي التركي البارز المتخصص في شؤون الشرق الأوسط جنكيز تشاندار السياسةَ الخارجية لتركيا بأنها تترنح مثل” الدجاجة المذبوحة”.
جاء ذلك خلال كلمته في ندوة حوارية أقامتها جامعة “قدير هاس” الخاصة في إسطنبول بعنوان: “عندما تعود إيران إلى المجتمع الدولي: هل سلام ينهي التوترات أم عودة لسياسات فرد العضلات”، حيث تطرق إلى التذبذب الذي تعرضت له السياسة الخارجية التركية في السنوات الأخيرة.
وأكد تشاندار أن عزلة تركيا تزداد يوما بعد يوم، مشيرًا إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان توجه إلى العاصمة الإيرانية طهران الأسبوع الماضي من أجل تحقيق التوازن مع إيران. وأضاف: “لم يقل أردوغان هناك قطّ ما قاله قبل أسبوعين من تصريحات ناقدة لإيران. بل بعث برسائل إلى طهران حول إمكانية التحرك والمبادرة سويًا فيما يخص ملف اليمن“.
وأشار تشاندار إلى أن موقف أنقرة من ملف اليمن يعد من أبرز الأمثلة على ما تشهده السياسة الخارجية التركية من تذبذب وانزلاقات وتخبط، قائلا: “هل سنشكّل تحالفاً مع السعودية؟ أم سنتحرك مع إيران؟ فكل منهما يلعب دوراً مخالفاً للآخر. إذا دخلتم السياسة عن طريق الصراعات المذهبية الطائفية، ستجدون صعوبة في توازن القوى، وستتعرضون مرة أخرى للتخبط. على تركيا ألا تنجرف وراء المحاور الطائفية وتتصرف ك”تركيا” في المنطقة”.
وأوضح تشاندار أن الاتفاق النووي الذي توصلت إليه إيران مع الدول الكبرى سيعود بالنفع على استقرار المنطقة، واستدرك قائلاً: “لكن إذا لم تفِقْ تركيا من كبوتها فسوف تفتح مجالاً أكبر أمام إيران في المنطقة”.
من جانبها، زعمت الكاتبة الصحفية المتخصصة في شؤون السياسة الخارجية بصحيفة “ميللّيت” أصلي آيدن طاشباش أن النموذج “الإسلامي الديمقراطي” الذي ظهر في الإعلام الغربي قبل 5 إلى10 سنوات لوصف التجربة التركية سيتجه نحو إيران إن استمر الأمر على هذا المنوال.
وأكدت آيدن طاشباش أن المكانة الدولية لتركيا في تراجع، بينما بدأ نجم إيران يصعد على الساحة الدولية، موضحة أن وصف تركيا المتمثل في “الحليف القديم للدول الغربية في المنطقة” سيتعرض للخطر إذا لم تقم بما يتعين عليها وإذا لم تجد حلولاً عاجلة لمشاكلها الداخلية.