لندن (زمان عربي) – أدّت الادعاءات المروَّجة التي روجتها وسائل الإعلام الموالية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان كـ”محاولة اغتيال ابنته سُمية أردوغان” على سبيل المثال إلى جعل الصحف الأجنبية تفسّر هذا الموقف بأن الحكومة التركية باتت تلوذ إلى “نظريات المؤامرة” للتستر على فضائحها.
وأوضح الكاتب دانيال دومباي في مقال له بصحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية أنّ ثمة ازدياداً في اللجوء إلى استخدام نظرية المؤامرة في تركيا، واستدلّ على ذلك بالادّعاء الذي روّج له الإعلام الموالي لأردوغان بخصوص محاولة اغتيال سمية أردوغان. كما لفت في مقاله إلى تعليقات لافتة للانتباه عن تركيا.
واستهلّ دومباي مقاله بقوله: “تهبّ في تركيا خلال الأشهر الأخيرة عواصف نظريات المؤامرة ضد الدول الغربية“، ثم ذكر عديداً من الأمثلة للاستشهاد على آرائه، بينها ما يتعلق بنظرية المؤامرة التي طرحها الرئيس أردوغان وبعض المؤسسات الإعلامية في تركيا.
وقال دومباي: “زعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الشهر الماضي أن القوات الغربية التي احتلت جناق قلعة إبان الحرب العالمية الأولى ما زالت لديها الرغبة في تحويل تركيا إلى “أندلس ثانية”. وكانت آخر مزاعم وسائل الإعلام الموالية للحكومة التركية هو أن تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي «داعش» أحد مشاريع القوى الخارجية لعرقلة نجاح تركيا في المنطقة، وهي بالضبط مثل مزاعمهم عن مظاهرات متنزه “جيزي بارك” في ميدان تقسيم بإسطنبول التي اندلعت ضد الحكومة في عام 2013، وكذلك ادعاءاتهم في تحقيقات الفساد التي طالت رموزًا كبيرة من المقربين من أردوغان في العام نفسه، وأنها جميعها لم تستهدف إلا الإطاحة بالحكومة“.
وأضاف دومباي أن رحى سباق الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في السابع من يونيو/ حزيران المقبل بدأت تدور. وأعاد إلى الأذهان أن حظر الحكومة الوصول إلى موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” و”يوتيوب” يوم الاثنين الماضي هو الثاني من نوعه خلال عام واحد في البلاد.
ولفت دومباي في مقاله إلى أن أصحاب نظرية المؤامرة، وفي مقدمتهم أردوغان، يسعون لإظهار تركيا وكأنها تعارض القوى الخارجية – الدول الغربية عمومًا، واليهود في بعض الأحيان-، ويحاولون إظهار هذه القوى الخارجية باعتبارها “العقل الجمعي المدبر”، وأنها تقف وراء العديد من المشكلات في تركيا.
كما تطرق الكاتب إلى الهجوم المسلّح الذي وقع الأسبوع الماضي داخل القصر العدلي في منطقة تشاغلايان في إسطنبول الذي أسفر عن استشهاد المدعي العام محمد سليم كيراز في غرفته بعدما قام إرهابيان باتخاذه كرهينة وقتله بالرصاص. وأوضح أن هناك صحيفتين مواليتين للحكومة تزعمان أن ألمانيا لها دوراً في هذه الواقعة.
كما أشار الكاتب دومباي إلى أحد الأخبار الصادرة في وكالة الأناضول للأنباء واستدل به في مقاله قائلًا: “أفردت وكالة الأناضول التي تسيطر عليها الدولة في أخبارها مساحة لآراء الخبراء السياسيين الذين يزعمون أن تنظيم بوكو حرام الجهادي في نيجيريا هو أداة يستخدمها الغرب لعرقلة تقدم الدول الإفريقية“.
كما أوضح دومباي أن هذه المؤسسات الإعلامية تستهدف “الأعداء الداخليين” كذلك، معيدًا إلى الأذهان أن الإعلام الموالي للحكومة اتّهم في شهر فبراير/ شباط الماضي أوموت أوران النائب عن حزب الشعب الجمهوري أكبر الأحزاب المعارضة في تركيا بالتخطيط لاغتيال سمية أردوغان ابنة أردوغان.