طهران، إيران (أ ب)- قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بزيارة لإيران وسط خلافات حادة بين البلدين بشأن الصراعين في اليمن وسوريا.
كان اردوغان قد أعلن تأييده للحملة الجوية التي تقودها السعودية ضد المتمردين الشيعة في اليمن، الذين سيطروا على العاصمة صنعاء وأجبروا الرئيس المدعوم من الغرب على الفرار من البلاد. ودعت إيران، التي تدعم الحوثيين وتنفي توفير أي دعم عسكري لهم، مرارا إلى إنهاء حملة “عاصفة الحزم”.
كما يختلف موقف الدولتين تماما حيال الأزمة السورية؛ فايران تدعم الرئيس السوري بشار الأسد بقوة وتوفر له مساعدات عسكرية مباشرة، في حين تسعى تركيا علنا لتغيير النظام في دمشق. وانتقد اردوغان إيران الشهر الماضي، متهما إياها بمحاولة “الهيمنة على المنطقة”.
وقلل أردوغان والرئيس الإيراني حسن روحاني من خلافاتهما اليوم الثلاثاء.
وقال روحاني في تصريحات أذاعها التلفزيون الايراني الرسمي “أجرينا نقاشا شاملا حول اليمن. بيننا نقاط مشتركة؛ يجب إنهاء الحرب وسفك الدماء في اليمن في أقرب وقت ممكن”.
ودعا روحاني كذلك إلى إنهاء حملة القصف الجوي بقيادة السعودية في اليمن، والتي دخلت يومها الثالث عشر، كما طالب جميع دول الشرق الأوسط “بمحاربة الإرهاب والتطرف”.
من جانبه قال اردوغان “المنطقة تحترق بالنار”، ودعا إلى اتباع نهج إقليمي شامل لإنهاء الأزمات في اليمن والعراق وسوريا.
وأضاف الرئيس التركي “ناقشنا الوضع في العراق، لقد قتل 100 ألف شخص هناك. وحتى الآن، قتل أكثر من 300 ألف شخص في سوريا. جميعهم مسلمون ولا نعرف من يقتل من. يجب علينا أن نتحد ونمنع القتل وسفك الدماء. يجب علينا جمع الذين يتقاتلون وقد نصل إلى نتيجة”.
ووقع مسؤولون من كلا البلدين ثماني اتفاقيات جديدة في التعاون الاقتصادي والتجاري والصناعي. ويبلغ حجم التجارة بين الدولتين حاليا نحو 14 مليار دولار سنويا، حيث يباع أغلب المنتجات النفطية الإيرانية لتركيا، وقال كلا الرئيسين إنهما يرغبان في زيادة هذا الرقم إلى نحو 30 مليار دولار سنويا. وطالب أردوغان طهران بتخفيض أسعار الغاز الطبيعي الذي يصدر إلى بلاده.
وفي وقت لاحق من اليوم، التقى أردوغان بالزعيم الإيراني الأعلى، آية الله علي خامنئي، الذي له القول الفصل في جميع شؤون الدولة. وقال خامنئي إنه يعارض التدخل الأجنبي في أي دولة بما فيها اليمن.
وأضاف “من وجهة نظرنا، وقف الغارات الجوية والتدخل الأجنبي ضد الشعب اليمني هو الحل هناك.”
وتابع أن إيران منفتحة على تبادل الآراء بشأن كيفية حل مشكلة المنطقة. لكنه وجه انتقادا شديدا “لخيانة” حكومات إسلامية لم يسمها والتي قال إنها مشتركة في الهجمات على دول إسلامية أخرى.
وقال “حكومات بعض الدول الإسلامية تمارس الخيانة وتضع أموالها وقدراتها في خدمة العدو.”
ولم يذكر مزيدا من التفاصيل.
AP