شاهين ألباي
أصدر رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو بيانا فتح الطريق للنقاش حول إمكانية ترشح الرئيس الحادي عشر لتركيا (السابق) عبد الله جول للانتخابات البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية في 7 يونيو/ حزيران المقبل.
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ] إن عودة عبد الله جول للحياة السياسية في 7 يونيو/ حزيران سواء نجح في الانتخابات البرلمانية أو لا تسببت في حدوث تموجات في صفوف العدالة والتنمية. ولمَ لا؟ فالعقلاء من حزب العدالة والتنمية يرون أن تركيا لن تبقى طويلا تحت حكم أردوغان، وإلا ستصبح غير قابلة للحكم.[/box][/one_third] ولدى عودته من باكستان قال داود أوغلو في معرض إجابته عن أحد الأسئلة المطروحة عليه: “تحدثنا معه الأسبوع الماضي رئيس جمهوريتنا أيضا يتحدث معه. ولكن ليس هناك طلب كهذا. أي إن الحديث عن هذا الموضوع الآن سابق لأوانه أو على الأقل مثل هذا الطلب أو الوضع لم يتحقق بعد”. (19 فبراير/ شباط)
وفي اليوم التالي وعند الخروج من صلاة الجمعة رد عبد الله جول على داود أوغلو قائلا: “الكل يعلم أنني من مؤسسي حزب العدالة والتنمية. وأكثر من ذلك هو أنني من الأوائل الذين بدؤوا بمسيرة تأسيس الحزب. وقد قمنا معا بالأعمال الإصلاحية في تركيا والتغييرات الهيكلية الكبرى. وقد حققنا نجاحات باهرة في الداخل والخارج. وقد حاولت أن أترفع عن الحزبيات طيلة بقائي في منصب رئيس الجمهورية. وحين مغادرتي أنقرة واكتمال وظيفتي كرئيس للجمهورية صرحت بأنني أريد العودة إلى حزبي”. وأردف جول في التصريح نفسه أنه يجب إعادة النظر في مشروع قانون الأمن الداخلي. وذكر أنه يعارض النظام الرئاسي الذي لا يفصل بين السلطات كما يقترح ويقال إنه سيكون “نوعا خاصا بتركيا”. (20فبراير /شباط).
فسر الرأي العام أقوال جول بأنه قد يعود إلى الحياة السياسية مجددا من خلال ترشحه لعضوية البرلمان عن حزب العدالة والتنمية، وهم محقون في فهمهم هذا.
ولا ندري ما الذي دعا نائب رئيس حزب العدالة والتنمية والناطق الرسمي باسم الحزب بشير أطالاي ليقول حاسما الموضوع: “لم يجر الحديث عن ترشحه…”. (27 فبراير/شباط) .
وبعد أسبوع واحد جاء الرد بشكل غير متوقع على داود أوغلو وأطالاي، من رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان مخالفا لما قال كل منهما: “اتخاذ القرار في الترشح أمر يخص السيد عبد الله جول نفسه… وبالنسبة لي إذا قرر الترشح فذلك أمر جيد وفيه الخير”. (6 مارس/ آذار).
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ] واضح أنه حان وقت تجديد حزب العدالة والتنمية وبعبارة أدق اليمين الوسطي. وإذا تساءلنا من هو الذي يمكن أن يقود هذا التجديد فلا يتبادر إلى الذهن سوى اسم عبد الله جول. وإنني أرى أنه حتى أردوغان نفسه قد يكون يعقد الأمل على ترشح جول كي لا يفسد عليه تنعمه بالعيش في القصر في المستقبل.[/box][/one_third]وبناء عليه سارع نائب رئيس الوزراء بولنت آرينتش: “كلام رئيس جمهوريتنا يبعث الأمل وينير الدرب، والأفضل أن يقوم شخصيا بدعوة جول للترشح… وإن لم يفز بمنصب رئاسة الوزراء فأنا أتمنى له أن يفوز بمنصب رئاسة البرلمان”. وبذلك تغيرت تصريحات داود أوغلو على الفور، ففي نفس اليوم صرح في نيويورك: “إن أبواب حزب العدالة والتنمية مفتوحة له دائما متى شاء…”
وأضاف لدى عودته في الطائرة: “نحن دعوناه أمام الرأي العام. ولن نتوانى عن تقديم دعوة خاصة…”.
النتيجة التي توصلت إليها من كل ما سبق هي أن عودة عبد الله جول للحياة السياسية في 7 يونيو/ حزيران سواء نجح في الانتخابات البرلمانية أو لا تسببت في حدوث تموجات في صفوف العدالة والتنمية. ولمَ لا؟ فالعقلاء من حزب العدالة والتنمية يرون أن تركيا لن تبقى طويلا تحت حكم أردوغان، وإلا ستصبح غير قابلة للحكم (وخصوصا أن أرينتش لم يتردد في التعبير عن ذلك) .
لا أعرف أيًا منهم بشكل شخصي، لكنني متأكد من أنهم يرون الأمل في عودة جول للحزب. ولمَ لا؟ فهو الإصلاحي والمجدد الذي خسر بفارق ضئيل رئاسة حزب الفضيلة أمام أربكان وأنصاره من التيار المحافظ. وكان له دور بارز لا يقل عن دور أردوغان في تجديد التيار اليميني الوسطي وتأسيس حزب العدالة والتنمية. والكل يعلم مدى ثقله في السياسة الإصلاحية في الدورتين الأوليين من حكومة العدالة والتنمية. وكان هو الذي يوازن أردوغان ويكبح جماحه. وكانت استقالته من الحزب ليصبح رئيسا للجمهورية من بداية المآسي التي مرت بها تركيا. وكان رئيسا ناجحا احتضن الشعب كله رغم أنه وُصف بأنه كاتب العدل في القصر الرئاسي في أواخر فترة رئاسته. وواضح أنه حان وقت تجديد حزب العدالة والتنمية وبعبارة أدق اليمين الوسطي. وإذا تساءلنا من هو الذي يمكن أن يقود هذا التجديد فلا يتبادر إلى الذهن سوى اسم عبد الله جول. وإنني أرى أنه حتى أردوغان نفسه قد يكون يعقد الأمل على ترشح جول كي لا يفسد عليه تنعمه بالعيش في القصر في المستقبل.