إسطنبول (زمان عربي) – يعجز حزب العدالة والتنمية الحاكم على مدى حوالي ثلاث سنوات عن وقف سقوط وتدهور شركة “إخلاص” التركية القابضة الموالية له وأكبر حلفائه والتي حققت أرباحًا ريعيّة طائلة من الدولة عن طريق إقامة علاقات حميمة مع الحزب الحاكم في كل فترة حكم وزادت من رأسمالها بهذه الصورة.
وشركة إخلاص القابضة “İhlas Holding” ،التي طبعت في أذهان الشعب صورة الشركات القابضة الإسلامية وجمعت من الفئات المتدينة في تركيا وأوروبا أسهما مالية عن طريق تأسيس شركة “إخلاص المالية” التي تعتبر رائدة العمل المصرفي الإسلامي في تركيا، تنشغل في الفترة الأخيرة بالدعاوى القضائية التي رفعها المودعون بعدما تعثرت في سداد أموالهم التي جمعتها منهم منذ سنوات.
وازداد انهيار شركة إخلاص القابضة، التي لم تسدد مستحقات تبلغ مئات ملايين الدولارات لنحو 75 ألف مودع، خاصةً بعد وفاة مؤسس الشركة أنور أورين في 22 فبراير/ شباط 2012 وتولي ابنه مجاهد أورين رئاسة الشركة.
وتسعى شركة إخلاص القابضة، التي تضم بين مؤسساتها صحفا وقنوات تليفزيونية وراديو وشركات إنشائية وعقارية ومنتجعات سياحية ومناجم تعدين وشركات تسويق، لإنقاذ نفسها من الغرق والإفلاس بعدما اضطرت لبيع العديد من شركاتها.
إلا أن هذه الشركة، التي تسعى للحصول على بعض المناقصات من حكومة العدالة والتنمية عن طريق التستر على أعمال الفساد التي طالت رموزًا كبيرة من الحكومة من خلال وسائل الإعلام التي تضلل الرأي العام، بدأت تتراجع أسهمها في البورصة حيث خسرت قيما بمعدل 70 في المئة في السنوات الثلاث الماضية.
وشركة إخلاص القابضة، التي جمعت أموالا طائلة من الشعب بعدما قدمت لهم وعودًا بسدادها بأرباح عالية مستغلة في ذلك الصورة الإسلامية في تعاملاتها وتعثرها لاحقًا في سداد الأموال التي جمعتها، تأتي على رأس الشركات التي تسببت في تراجع إحساس الشعب بالثقة تجاه الشركات الإسلامية.