بقلم: دانيال حنفي
القاهرة (زمان التركية)ــ لا شك في كون الرئيس دونالد ترامب رجلًا عظيمًا ناجحًا، وقد حقق الكثير لنقسه ولبلده عبر سنوات وعقود طويلة من العمل الخاص والعام. ولكن كل هذا النجاح لا يعطى الحصانة لأحد ضد الوقوع في الخطأ أو في سوء التقدير أو في الفشل حتى. فكل الفرص متاحة في جميع الأحوال تقريبًا أمام كل الناس، مع اختلاف الإمكانات الفردية واختلاف التصورات وإمكانيات الرد ولتصرف.
ولذلك، فعلى الكل أن يواصل الاجتهاد والصبر والابتكار في كل عمل جديد وفى كل مرحلة جديدة، وإلا وقع المرء في سوء التقدير ووقع في أخطاء تستوجب العلاج والإصلاح وتحمل المسؤولية المرتبة عليها وربما فشل رغم نجاحاته السابقة في مساره المهني أو الحياتي. والوقت من سيف، والرئيس ترامب يرى هذه الجملة طوال الوقت أمام ناظريه واضحة قوي، وهو ما دفعه -في الغالب الأعم- إلى فتح كل الجبهات التي فتحها في آن واحد.
ففترة أربع سنوات ربما لا تكفي لتحقيق بعض من الأهداف المنفردة الكثيرة التي أعلنها الرئيس ترامب، خاصة وأنه يصعب حصر ردود الفعل -من مختلف أنحاء الدنيا- ويصعب توقع مدى ومنتهى هذه الردود الآن وفي المستقبل. ففي الغالب، ستستغرق الدول والقادة وقتًا طويلًا لاستيعاب تحولات الولايات المتحدة واستيعاب ما صدر عنها وفهم فكرها الجديد وإدراك ما يترتب على هذه التحولات ومعرفة ما يحب عمله وما يتطلبه وكيفية عمله. وستكون هناك ردود فعل أولية -لعلاج المواقف الراهنة أو الأعراض المستجدة- وردود فعل لاحقة أكبر وأشد وأبعد أثرًا، لعلاج مشاكل الحاضر وتفادى الأزمات المماثلة في المستقبل القريب والبعيد أيضًا. فمن لا يتعلم ويطور نفسه ويستعد يستأهل ما قد يحيق به في الحاضر وفي المستقبل.
وبرؤية هذا المشهد، يتضح لنا أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تواجه موجات كثيرة كبيرة وصغيرة قادمة -من كل الدنيا- في مواجهتها اليوم وكل يوم وحتى بعد رحيل الرئيس ترامب عن السلطة بسنوات طويلة. فالرئيس ترامب لا يتحدث ولا يقرر لنفسه ولا لصالحه الخاص، وإنما لصالح بلده وشعبه وباسمهما. وما يتخذه الرئيس من قرارات تنتفع بها بلده وتدفع ثمنها بلده أيضًا كما هو الحال في الحياة -ولو طال الوقت- إذ لا مهرب من المسؤولية ولا ضياع للحقوق أبدًا. والسؤال هو: ما هي حسابات الرئيس ترامب للتعامل مع هذه الموجات الرهيبة المتوقعة في مواجهة قراراته في الداخل الأمريكي وفي الخارج؟ من أين يمكن للرئيس ترامب المجيئ بمزيد من الطاقة النفسية والجسدية والنفسية والذهنية لعلاج ما قد يهب صوبه من أمواج الصعوبات المقابلة؟ كيف يمكن للرئيس ترامب أن يفرغ الصبر على الداخل الأمريكي الذي ولا شك سيحتاج إلى بحر من الصبر والتحمل لمواصلة الحياة في ظل التغيرات السريعة الكبيرة غير المستساغة أحيانًا في ظل المواجهات مع مختلف دول العالم؟ هل يمكن للشعب الأمريكي المرهف المرفه أن يخوض غمار الخشونة في الحياة ويقبل بها ويتعايش معها في الداخل وفى الخارج؟ فما قد يلقاه الغير من معاملة لا يحبها في الولايات المتحدة الأمريكية سوف يلقاها أبناء السعب الأمريكي في دول هذا الغير. إن الواقع الحالي ربما شابه ورطة درامية ذات حبكة واضحة، ولكنها للعجب صيغت وكتبت بيد بطل الدراما نفسه.