أنقرة (زمان التركية) – جدد الرئيس، رجب طيب أردوغان، الحديث عن ضرورة حصول تركيا على عضوية الاتحاد الأوربي، معتبرا أن في ذلك إنقاذا لمستقبل القارة الأوروبية، وذلك بعد يوم من اتهام وزير الخارجية الكتلة الأوروبية برفض منح بلاده عضوية الكتلة الأوروبية لكونها دولة مسلمة.
وصرح أردوغان عقب اجتماع مجلس الوزراء مساء أمس الاثنين، بأن أوروبا تتحول لقارة عجوز بوتيرة متسارعة، مفيدا أن تركيا فقط من سينقذ أوروبا من المأزق بعضويتها الكاملة في الاتحاد الأوروبي.
وقال أردوغان: “إن تركيا هي التي ستعطي الحياة لأوروبا التي تتقدم في السن بسرعة. عندما تحصل على العضوية الكاملة. كلما واجه الاتحاد الأوروبي هذا الواقع في أقرب وقت، كان ذلك أفضل بالنسبة له. نحن نرغب في تعزيز مفاوضات العضوية”. وأضاف أن “تركيا وحدها قادرة على إنقاذ الاتحاد الأوروبي من الطريق المسدود”.
تصريح أردوغان، يأتي بعدما قال وزير الخارجية هاكان فيدان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في أنقرة، إن بلاده حصلت على عضوية البريكس بينما لم تحصل على عضوية الاتحاد الأوربي بسبب أنها دولة مسلمة، قائلا: ”لدينا مغامرة طويلة الأمد في العضوية مع الاتحاد الأوروبي، الذي يقع بجوارنا مباشرة وهو مؤسسي تمامًا. ومع ذلك، على الرغم من عدم التعبير عن ذلك علانية في السنوات الأخيرة، فقد تجمدت مفاوضات العضوية في مرحلة ما بسبب سياسات الهوية التي يتبعها الاتحاد الأوروبي وعدم ارتياحهم لضم دولة مسلمة كبيرة إلى حظيرتهم. وعلى عكس الاتحاد الأوروبي، فإن تركيبة بريكس أكثر شمولاً“.
وفي سياق آخر، شدد أردوغان في كلمته على ضرورة دعوة أوكرانيا لمفاوضات إنهاء الحرب الأوكرانية الروسية، قائلا: “متفائلون من حيث المبدأ بإرادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإنهاء الحرب عبر التفاوض، لكن لابد من عدم إغفال حقيقة أن الطريق إلى سلام دائم وعادل يمكن فتحه بمعادلة تمثِّل جميع الأطراف المعنية. تم إقصاء روسيا من جميع طاولات التفاوض التي أقيمت حتى اليوم باستثناء مفاوضات إسطنبول ولم يسفر الأمر عن النتيجة المروجة. لهذا يجب دعوة أوكرانيا أيضا إلى المفاوضات. وقد أبلغنا زيلينسكي ولافروف بموقفنا المنصف بهذا الصدد”.
وتطرق أردوغان إلى استضافة تركيا للرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، خلال الأسبوع الماضي والتقائه بوزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، بالأمس في أنقرة قائلا: “نذرك أهمية هذه الزيارات في الفترة التي تتكثف فيها الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية. طورنا علاقات جيدة مع البلدين دون السقوط في الفخ الذي سعت المعارضة لإسقاطنا به”.
وأكد أردوغان على استضافة تركيا للمفاوضات المباشرة بين البلدين في مارس/ آذار عام 2022 بمدينة إسطنبول وتنفيذ مبادرة ممر الحبوب بالبحر الأسود ما ضمن وصول نحو 33 ألف طن من الحبوب إلى الأسواق العالمية عبر المضائق البحرية التركية وهو ما منع حدوث أزمة غذاء عالمية.
وأشار أردوغان إلى أن حركات اليمين المتطرف أصبحت اليوم عناصر محددة للسياسة في أوروبا وأن أحد الأسباب الرئيسة لهذا هو إخطاء السياسة المركزية الأوروبية في قراءة روح العصر قائلا: “تعاني الديمقراطية الليبيرالية من أزمة خطيرة. هذه الطريقة التي تم إبرازها في مرحلة ما كحل لجميع المشكلات فقدت قوتها السابقة وتأثيرها وأصبحت غير كافية لرسم مسار المجتمع وبعث الأمل والأمن لدى المواطنين. السياسة لا تقبل الفراغ كما هو حال الحياه. هذا هو الوضع الذي يشهده الغرب اليوم”.
وذكر أردوغان أنه يتوجب إضافة موقف الغرب المتناقض تجاه الإبادة التي شهدتها قطاع غزة لنحو471 يوما إلى هذه الأسباب مفيدا أن المؤسسات والقادة الغربيين فشلوا في اختبار الإنسانية بقطاع غزة.