بقلم: دانيال حنفي
القاهرة (زمان التركية)ــ من المفجع والمحزن بأعمق كلمات الحزن أن يقدم أحد – فى أى مجتمع من المجتمعات البشرية القريبة والبعيدة – على قتل أناس أبرياء مسالمبن دونما ذنب ودون تمييز حتى بين صغير وكبير وطفل لا يعلم من أمر الدنيا شيئا . فلا يوجد أسباب من أى منطق تدعو إلى مثل هذا العمل الإجرامي الأثيم العظيم، ولا يمكن لمثل هذا الاجرام المساعدة فى تحقيق هدف أو أهداف نبيلة لآية شعب أو طائفة أو قضية مهما ان كانت.
فمثل هذا العمل الوحشى لا يقبله الوحش الضارى فى حياته ، حيث لا يصب الوحش وحشيته الا على صيد مما يعينه على الحياة . وما حدث من دهس جموع المارة فى مدينة مجدبرج فى ألمانيا على يد طبيب لاجىء سياسى سعودى الجنسبة – وفقا للسلطات الألمانية – مقيم بألمانيا منذ سنوات طويلة بعيدة هو عمل من أعمال الجنون الخالى الوفاض من كل قصد شريف سواء سياسى أو غير سياسى فى اغلب الظن والتقدير . فالرجل المتهم الذى قبضت عليه السلطات الألمانية طبيب سعودى انتقل الى ألمانيا قبل حوالى عشرين عاما طالبا اللجوء السياسى الى ألمانيا ” للهروب من خطر الاضطهاد والتعذيب فى بلده ” بسبب ميوله الدينية -وفقا للتقارير الإعلامية الألمانية- حيث نبذ الرجل الإسلام علانية . وانضم المتهم الى حزب يمينى ألمانى متطرف يعرف باسم ” حزب التغيير من أجل ألمانيا “، وهو حزل يعتقد أنه حزب نازى التوجهات . وداب الرجل المتهم على مهاجمة الاسلام علانية على صفحات الانترنت ومهاجمة السلطات الألمانية ” لتقصيرها فى مواجهة انتشار الاسلام فى أوروبا ” . ووصل العنف الفكرى بالمتهم الى التحريض على قتل المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل علانية.
ان كل المواساة لا تشفع في مأساة مقتل واصابة ضحايا مدينة مجدبرج الذين وصل عددهم الى ما يزيد على المائتين بينهم أربعة أشخاص وطفل فقدوا حياتهم وحوالى أربعين شخصا فى حالة خطرة. وقد ترك العمل الأثيم ألمانيا فى حالة صدمة، حتى أن االبعض فى ألمانيا سارع الى اتهام الاسلام والحديث عن خطر الاسلام والعنف الدينى والعنف الاسلامى قبل أن تصله تقارير الجهات الألمانية الأمنية التى بينت كيف أن المتهم ليس مسلما، بل وكاره ومعاد للإسلام والمسلمين ولم يتحرك باسم الاسلام ولا لحماية الاسلام ولا باسم القرآن الكريم ولا لأى سبب يتعلق بصالح الاسلام والمسلمين من أية ناحية .
وأسقط فى يد الرأى العام الألمانى الآن، بحيث برى الاعلام الألمانى أهمية مراجعة النظربة الأمنية ككل فى ألمانيا . وقدر مشاركة الشعب الألمانى الصديق فى مصابه وحزنه ، قدر احساس المرء بالراحة لاكتشاف السلطات الألمانية بعد الاسلام والمسلمين عن الجريمة الآثمة المفجعة وعدم اتصال مسلم بها. فما أسهل اللوم وما أسهل تأجيج المشاعر عبر صفحات الإنترنت على يد أشخاص مرضى بالكراهية أو مخدوعين أو ذووى أسباب ودوافع خاصة – كما حدث فى المملكة المتحدة منذ أشهر – رغم أن جريمة القتل هناك أيضا لم تكن ذات صلة بالاسلام ولا بالمسلمين . الاسلام من السلام ومن الأمن ومن المحبة للجميع وليس الاسلام من الاعتداء على أموال الناس ولا على أنفسهم ولا على أرضهم، والواقع لا يكذب.