واشنطن (زمان عربي) – في حوار له مع صحيفة “هافينجتون بوست” الإلكترونية الأكثر قراءة في الولايات المتحدة قال أكرم دومانلي رئيس تحرير صحيفة” زمان” التركية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يُسكت المثقفين والصحفيين عن طريق تهديدهم واعتقالهم.
وأفاد دومانلي أن حكومة حزب العدالة والتنمية كانت ترغب في خلق حالة من الخوف والذعر ضد وسائل الإعلام والصحفيين عن طريق عملية الانقلاب على الإعلام الحر التي شنّتها سلطات الأمن في 14 ديسمبر/ كانون الأول 2014.
ولفت إلى أن مداهمة المقر العام لصحيفة زمان واعتقال رئيس تحريرها أمر لم تشهده تركيا من قبل. كما أوضح أن الحكومة تقوم باستمرار بترهيب الصحفيين وأن أعمال القمع والضغط على الإعلام تتزايد يوما عن يوم.
وأضاف دومانلي ليهورو وليامز أحد كتّاب “هافينجتون بوست” وأستاذ التاريخ بجامعة فيرفيلد ونائب رئيس العلاقات الأكاديمية أنه تم اعتقاله بسبب خبر نشرته الصحيفة ضد شخص متعاطف مع تنظيم القاعدة الإرهابي إلا أن الهدف الحقيقي وراء اعتقاله هو تخويف الإعلام.
وحول سؤال عن انتهاج حركة الخدمة لسياسة موالية لحكومة العدالة والتنمية في السنوات العشر الأخيرة قال دومانلي: “إن حركة الخدمة كانت موجودة قبل ظهور حزب العدالة والتنمية. فالحزب تأسس في عام 2002، وحركة الخدمة نشطة منذ عقد ستينيّات القرن الماضي. كما أن الدعم الذي قدمته الخدمة للعديد من الأحزاب قبل ظهور العدالة والتنمية كان من أجل المضي قدمًا في إرساء الديمقراطية. وهذا الموقف استمر بعد 2002، أي مع بزوغ نجم العدالة والتنمية”.
وأضاف: “لكن عندما بدأ في اتخاذ مواقف قمعية بعد تخليه عن الإصلاحات الديمقراطية سحبت حركة الخدمة دعمها للحزب. واستطاعت سحب دعمها له لأنه لا تربطها بالحزب أية مصلحة قط. لكن إذا كانت واصلت الخدمة دعمها للحزب بالرغم من السياسات الخاطئة والمسار الخاطئ للحزب لكانت تضررت هيبتها وسمعتها”.
وأدلى دومانلي بتصريحات غاية في الأهمية بخصوص أسباب اتهام مؤسسات مختلفة مثل الجيش والمؤسسات الإعلامية والحكومات السابقة لحركة الخدمة بتهم مشابهة على مدار ثلاثين عاما قائلا: “حركة الخدمة منظمة مجتمع مدني. ولعل كونها غير تابعة للدولة يزعج أصحاب السلطة. وللأسف الشديد تنظر الدولة بعين الريبة والشك للمؤسسات المستقلة في تركيا. لدرجة أنه في هذه الآونة قام الحزب الحاكم بتأسيس أوقاف وجمعيّات تابعة له مباشرة ولكنهم يطلقون عليها مؤسسات مجتمع مدني؛ وطبعًا هذا أمر سخيف جدًا”.
وتابع دومانلي: “حركة الخدمة تقدم فعاليات تعليمية منذ عشرات السنين ولها مدارسها داخل البلاد وخارجها، ويعمل المتخرجون في القطاع العام أو الخاص حسب رغبتهم الشخصية. ويتم إسناد جميع الأعمال المستقلة التي يقوم بها هؤلاء الأشخاص في حياتهم العملية لحركة الخدمة. كما تعمل مؤسسات الدولة المنزعجة من استقلالية الخدمة على إنشاء نظام دفاعي عن طريق نسب كل شيئ لا يروق لها إلى حركة الخدمة“.