القاهرة (زمان التركية)ــ افتتح المتحف المصري بميدان التحرير معرضًا جديدًا لمجموعة كاملة من الألواح الخشبية المكتشفة في منطقة سقارة.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها عرض المجموعة بأكملها من مصطبة حسِي رع منذ اكتشافها في القرن التاسع عشر، وقد تم ترميم ودراسة الألواح، التي تعد من بين أهم القطع الأثرية الخشبية من مصر القديمة، بالتعاون مع المعهد الفرنسي للآثار الشرقية في القاهرة.
حضر حفل الافتتاح عدد من كبار المسئولين ومنهم محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار وإريك شوفالييه السفير الفرنسي في مصر. كما استقطب الحدث شخصيات بارزة من عالم الآثار والدبلوماسية ومنهم وزيري الآثار السابقين زاهي حواس وممدوح الدماطي.
ويعيد المعرض تجسيد المشهد الأصلي للألواح الخشبية داخل المصطبة، بما في ذلك نسخة طبق الأصل بالحجم الكامل للممر الغربي من مقبرة حسائي رع في سقارة. وتُعرض الألواح الخشبية الأصلية في محاريب تحاكي سياقها التاريخي، مع جدار شرقي مزين بنقوش تشبه تلك التي وجدت في المقبرة القديمة.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد خالد أن هذا المعرض يعكس رسالة المتحف المستمرة في عرض التراث الثقافي الغني لمصر، على الرغم من قرب افتتاح المتحف المصري الكبير. وأشار إلى أن المتحف المصري بالتحرير يظل رمزًا عالميًا ووجهة رئيسية للسياح والعلماء، مسلطًا الضوء على خطط إحياء نظام التهوية المركزي الأصلي للمتحف، والذي تم تركيبه لأول مرة في عام 1897، كجزء من جهود أوسع لتعزيز تجربة الزائر. وفق صحيفة الأهرام ويكلي
وأشاد خالد بالشراكة الطويلة والمثمرة بين الهيئة والمعهد الفرنسي والتي أسفرت عن العديد من المشاريع الناجحة ومن بينها هذا المشروع.
من جانبه أشاد شوفالييه بالتعاون بين مصر وفرنسا، ووصف المشروع بالاستثنائي، وأشاد بجهود الخبراء المصريين والفرنسيين في ترميم وعرض اللوحات بنجاح.
وتتمتع ألواح حسي رع الخشبية، التي يرجع تاريخها إلى الأسرة الثالثة، بأهمية كبيرة لدى علماء المصريات ومؤرخي طب الأسنان، حيث كان حسي رع “رئيس أطباء الأسنان” في مصر القديمة. وتصور الألواح حسي رع في أوضاع مختلفة، وهو يحمل عصا أو أدوات كتابة، وتتميز بتفاصيلها الدقيقة وقيمتها التاريخية.
ويأتي هذا المعرض ضمن سلسلة من المشاريع الرامية إلى تعزيز عروض المتحف المصري والحفاظ على كنوز مصر الأثرية للأجيال القادمة.
اكتشاف مصطبة حسِي رع والألواح الخشبية
تم اكتشاف مصطبة حس رع وألواحها الخشبية لأول مرة بواسطة الأثريين الفرنسيين جاك دو مورجان وأوجست مارييت عام 1861 في مقبرة سقارة الشمالية. تم نقل الألواح إلى متحف بولاق عام 1868، ثم إلى قصر إسماعيل باشا بالجيزة، وأخيراً إلى المتحف المصري بالتحرير عام 1902 في القاعة 46 بالدور الأرضي. بين عامي 1911 و1912، اكتشف عالم المصريات البريطاني جيمس إدوارد كويبل لوحة إضافية، لم يتم عرضها حتى الآن. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها عرض المجموعة بأكملها معًا.
واستعرض مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف الخطوات الرئيسية للمشروع، من الدراسة المتعمقة للألواح الخشبية حتى ترميمها. وأقر عثمان بالتحديات التي واجهت المشروع، خاصة في تقديم الألواح بدقة بطريقة تعكس تخطيطها الأصلي في المصطبة. وجاء إعادة إنشاء مشهد المصطبة نتيجة لهذا العمل الدقيق. كما أكد على تبادل الخبرات القيم بين الفريقين المصري والفرنسي، معربًا عن أمله في أن يستمر هذا التعاون لتعزيز العمل الأثري في مصر.
مشروع ترميم الألواح الخشبية في حسِي رع
وأوضح علي عبد الحليم مدير عام المتحف المصري بالتحرير، أن مشروع هسي رع بدأ عام 202 تحت عنوان «الألواح الخشبية لمصطبة هسي رع: رؤى جديدة للدراسة والترميم وإعادة العرض بالمتحف المصري بالتحرير».
وضم الفريق المتعدد التخصصات 25 خبيرًا متخصصًا في الترميم وإدارة المتاحف وتصميم المعارض وكيمياء الأخشاب والتصوير العلمي وإعادة البناء المعماري.
وقد كشفت دراسة شاملة للقياسات الأثرية للألواح الخشبية أنها كانت مصنوعة من خشب الأكاسيا، على عكس الافتراضات السابقة بأنها كانت مصنوعة من خشب الأرز اللبناني. وقد ساعدت التحليلات المتعمقة للصبغات الحمراء والدراسات الميكانيكية والميكروبيولوجية في توجيه عملية الترميم لضمان الحفاظ على الألواح.