الخرطوم (زمان عربي) – عقد مركز الأولى للدراسات المالية والمحاسبية بالخرطوم ندوة تحت عنوان: التحديات الاقتصادية العالمية وأثرها على التنمية بهدف الاجابة على العديد من الأسئلة كأثر المؤسسات الاقتصادية على الاقتصاد العالمي وكيفية التحول من الصدمة للعلاج إضافة لتوضيح أثر الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص في النهضة الاقتصادية.
وذكر المتحدث الرئيسي البروفيسور جچيجوش دبليو كوودكو الاقتصادي المعروف نائب رئيس الوزراء وزير المالية الأسبق في بولندا أن الخطط الاقتصادية الصحيحة يمكن أن تصنع تنمية حقيقية إلا أن صناع السياسات سيئون.
وقال: “نحن كاقتصاديين نعرف كيف نُسيِّر الحركة التنموية بشكل أسرع إلا أن السياسيين لا يسمحون لنا. السياسيون يقولون إنهم يريدون تغيير الأوضاع نحو الأفضل لكنهم يغيرونها نحو الأسوأ”.
ولفت إلى أن بولندا بدأت بإعادة البناء وتعليم الشعب وإقامة المؤسسات والاتجاه نحو اقتصاد السوق، مبيناً أن ذلك تطلب 10 سنوات من 1994 إلى 2004 لتحقيق النمو الشامل وتطبيق شروط الانضمام للاتحاد الأوربي، ليتجاوز دخل الفرد 22 ألف دولار من إجمالي الناتج المحلي متوقعاً نموا متواصل.
وأضاف أن بولندا بلد الـ 40 مليون نسمة وجدت مكانها ونجحت تجربتها بإحداث تغيير نحو اقتصاد السوق وتخفيض التضخم في عالم ملئ بالتحديات، ومن جانب آخر أوضح أن بولندا والسودان جزء من قضية التنمية والتطور الاقتصادي في العالم، معتبراً أن اقتصاد السودان تحت النمو، وتأثيره على الاقتصاد العالمي قليل، لكنه مهم في مشاركة الآخرين اقتصاده بمواجهة بعض التحديات كالصراعات.
واشار إلى الفرق الكبير في التنمية بين الريف والعاصمة الخرطوم مما يوضح عدم المساواة، مؤكداً ضرورة الإنتباه لذلك في اطار المعالجات الاقتصادية. كما هاجم اقتصاد الولايات المتحدة، موضحاً تعارض رغبتها في أن تكون قائداً للعالم مع العمل من أجل مصلحتها فقط .
وتحدث د. بابكر محمد توم الخبير الاقتصادي رئيس اللجنة الاقتصادية السابق في البرلمان حول تعرض الاقتصاد السوداني لصدمات ثلاث، أولاها: ذهاب 50% من موارد الدولة لاقليم جنوب السودان بحسب اتفاقية نيفاشا للسلام في 2005، والثانية: تأثر السودان بالأزمة المالية العالمية بشكل غير مباشر في الفترة من 2008 إلى 2009، والثالثة: خروج 75% من الايرادات بعد انفصال الجنوب في 2011 لوجود أغلب الآبار النفطية فيه.
ووصف الوضع الحالي بالمعجزة الاقتصادية، مبيناً أن التضخم بلغ 25% وكان يتوقع له أن يتعدى ذلك بكثير بسبب السياسات غير العادلة للبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية وعدد من المنظمات الدولية مع السودان لارتباط قراراتها بأمريكا إضافة لتخوف العديد من البلدان من التعامل مع السودان بسبب الحظر الاقتصادي الجائر حتى لا يستفيد السودان من موارده الهائله واستغلالها في نهضته.
في الختام دعا بروفيسور جچيجوش دبليو كوودكو للتعاون في مواجهة التحديات الاقتصادية ومحاربة الفساد والبيروقراطية، إضافة لتحدى المشكلات البيئية الخطيرة، وتأسيس الحكم الرشيد والاهتمام بالعقل البشري في زيادة معدل النمو لاحتواء مشكلة البطالة.
جدير بالذكر أن البروفيسور جچيجوش دبليو كوودكو يُعد أحد المهندسين الرئيسيين للإصلاحات الاقتصادية في بولندا، وهو من قاد بولندا للدخول في الاتحاد الأوربي، شغل منصبي نائب رئيس الوزراء ووزير المالية في بولندا أربع مرات في الفترة من ١٩٩٤ وحتى ٢٠٠٣ في أربع وزارات مختلفة. عمل مستشارًا لدى صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والأمم المتحدة ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، أكاديمي وناقد للسياسات العالمية، وله مؤلفات عديدة عن الاقتصاد، وترجم كتابه حقائق أخطاء وأكاذيب السياسة والاقتصاد في عالم متغير للغة العربية، وله كتاب تحت الاعداد عن مستقبل الاقتصاد العالمي.