(رويترز) دعا السيد حسن نصر الله زعيم جماعة حزب الله اللبنانية لبنان أمس الإثنين (16 فبراير شباط) إلى تعاون وثيق مع الجيش السوري لردع الجماعات المتشددة النشطة على جانبي الحدود.
وقال نصر الله وهو حليف قوي للرئيس السوري بشار الأسد إن من المهم العمل قبل ذوبان الثلوج على الجبال الحدودية مما سيسمح للمتشددين بحرية حركة أكبر.
وقال لأنصاره في كلمة ألقاها أمس “أنا أدعو قبل أن يذوب الثلج على حدود السلسلة الشرقية إلى تنسيق بين الجيش اللبناني والجيش العربي السوري. وأنا أدعو الحكومة اللبنانية إلى التنسيق مع الحكومة السورية في ملف اللاجئين أو المهجرين وفي الملف الأمني. اليوم الخطر أكبر بكثير من كل الحسابات الحزبية والمذهبية والطائفية ونحن أيضا ندعو إلى نظرة شاملة على هذا الصعيد.”
وامتدت أعمال العنف من الصراع الدائر في سوريا منذ أربعة أعوام إلى لبنان وأدت إلى تعميق الانقسامات السياسية. وحارب لبنانيون أغلبهم أعضاء في حزب الله على جانبي الصراع مما زاد التوتر الطائفي.
ومع ذلك بدأ حزب الله وتيار المستقبل بزعامة سعد الحريري وهو أكثر الساسة السنة نفوذا في لبنان محادثات الشهر الماضي تهدف إلى تخفيف حدة التوتر.
وقال نصر الله أمس الإثنين إنه يؤيد هذا الحوار مع الحريري رئيس الوزراء السابق لكنه رفض دعوات لحزب الله بسحب رجاله من سوريا. وانتقد الحريري في كلمة نادرة من نوعها في لبنان يوم السبت (14 فبراير شباط) تدخل حزب الله في سوريا لكنه أكد على ضرورة الحوار.
وقال نصر الله في كلمته إن دول الخليج التي تدعم معارضين في سوريا يجب أن تسمح لمقاتلي المعارضة غير الجهاديين بالمشاركة في حل سياسي قائلا إن الحكومة السورية مستعدة لذلك.
وأدت مشاركة حزب الله في الصراع في سوريا إلى تحسين وضع الأسد. وتشارك الجماعة الآن في هجوم كبير في جنوب سوريا إلى جانب الجيش السوري.
وأرسلت الجماعة كذلك العديد من قادتها إلى العراق لقتال تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على مساحات كبيرة من أراضي العراق وسوريا. ولم يعلن حزب الله دوره في العراق رغم فقده أحد قادته في القتال هناك.
لكن نصر الله أقر لأول مرة أمس بأن للجماعة “حضور متواضع” في العراق.
وقال فيما بدا أنه رد على دعوة الحريري “أقول لمن يدعونا للانسحاب من سوريا أدعوك لنذهب سويا إلى سوريا. بل أدعوكم.. نحنا مش حاكيين عن العراق سابقا. يعني لدينا حضور متواضع في المرحلة الأولى والمرحلة الحساسة في العراق وأقول أيضا تعالوا لنذهب إلى العراق بل تعالوا لنذهب إلى أي مكان نواجه فيه هذا التهديد الذي يتهدد أمتنا ومنطقتنا لأننا هكذا ندافع عن لبنان وهكذا ندافع عن شعب لبنان وهكذا تتصرف القوى الكبرى في العالم والدول المحترمة في العالم والجيوش القوية في العالم… بس مش ح نأخدكم على أوكرانيا.”
وفي بداية خطابه أدان نصر الله قتل تنظيم الدولة الإسلامية 21 مصريا في ليبيا ووصفه بأنه جريمة “نكراء وبشعة ووحشية”.
وقال “يجب أن نعبر باسمنا وباسمكم بقوة عن إدانتنا الشديدة للجريمة النكراء والبشعة والوحشية التي ارتكبها تنظيم داعش التكفيري في ليبيا بحق العمال المصريين المظلومين والتي لا يمكن أن يتحملها أو يطيقها عقل أو قلب أو ضمير أو دين أو أخلاق أو إنسانية.”
واقتيد 21 مسيحيا مصريا كانوا سافروا إلى ليبيا بحثا عن عمل في طابور على ساحل البحر وأجبروا على الجثو في الأرض ثم كبوا على وجوههم وقطعت رؤوسهم في تسجيل مصور نشر على موقع يؤيد تنظيم الدولة الإسلامية.