أكرم دومانلي
قال رجب طيب أردوغان (الرئيس التركي) لمجموعة من الصحفيين: “إن حركة الخدمة أسوأ من تنظيم حزب العمال الكردستاني”. الإنصاف!
وكأن حركة الخدمة ألحقت بالدولة ضراراً أكثر من منظمة إرهابية. إن هذه الجملة التي لا تعكس الحقيقة ولو بمثقال ذرة تحمل في طياتها ضغينة وكراهية وحقدًا لاخلاص منها، وتكشف عن عنف لاحدود له.
إن تنظيم حزب العمال الكردستاني تنظيم إرهابي مسلح. وفضلاً عن قتله جنوداً من الجيش وأفراداً من الشرطة فإنه قتل أيضاً الآلاف من المدنيين، بمن فيهم الأكراد أنفسهم. واتضح للجميع أن هناك مفاوضات تُجرى بصورة مستمرة مع العمال الكردستاني بتعليمات صادرة مباشرة عن أردوغان.
أما حركة الخدمة فهي حقيقة وظاهرة اجتماعية يعود ظهورها في هذا البلد حتى إلى ما قبل ظهور أردوغان نفسه. وخضعت على مدار عشرات السنين لآلاف من الاختبارات، وقدمت خدماتها في جميع ربوع المعمورة بهويتها المدنية والديمقراطية والسلمية. فلا داعيَ للحسد والغيرة والسعي لاستراق جهودها واستحداث كيانات مزوّرة كبديل لها. فكل الكيانات التي لم تفلح في التخلص من “حالة الإمساك” بشأن إنتاج قيم تبادر إلى استهلاك القيم الأخرى. ماذا كانت نتيجتها وعاقبتها؟ ليس إلا الفشل والخسران بطيعة الحال.
إن التقارير غير العقلانية حول حركة الخدمة والنشرات الرامية إلى غسل أدمغة الرأي العام لا تضر الحركة في الواقع وإنما على العكس تماما تؤدّي إلى وصولها إلى جمهور أوسع وتوسع قاعدتها ودائرتها على الساحة الدولية. فالمساعي المبذولة للتخويف والترهيب فارغة ولا جدوى منها. لايخاف أي من المتطوعين المرتبطة قلوبهم بحركة الخدمة من الظلم. ولكن النقطة التي لم تُدرك على حقيقتها هي: أن هؤلاء الشجعان لا يبدون هذا الموقف الصارم والصمود الشامخ من أجل التظاهر والاستعراض أمام الجميع؛ ولاينتظرون مكافأة ابتلائهم ومحنهم في هذه الدنيا..
ما قول أردوغان: “إن حركة الخدمة أسوأ من تنظيم حزب العمال الكردستاني” إلا تشخيص مشؤوم مؤسف. ولكن لا شكّ في أنه كما سيأتي يوم ليبدأ فيه تمحيص دقيق في هذه التصريحات غير الموزونة ويبدأ التحقيق ومحاكمة المتفوّه بها وفق المبادئ القانونية والديمقراطية، سيصرخ أصحاب الضمائر أيضا قائلين: الإنصاف!