أنقرة (زمان عربي) – أدّت النشرات غير المحايدة للتليفزيون الرسمي التركي” تي آر تي” (TRT) حول المرشحين لخوض الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في العاشر من أغسطس/ آب المقبل، إلى حدوث خلافات عميقة داخل المجلس الأعلى للإذاعة والتليفزيون (RTÜK).
وأدى تعاطي التليفزيون الحكومي للمرشحين الثلاثة الرئيسيين لخوض الانتخابات الرئاسية رجب طيب أردوغان، وأكمل الدين إحسان أوغلو، وصلاح الدين دميرطاش؛ إلى نشوب خلافات بين أعضاء المجلس الأعلى للإذاعة والتليفزيون، الذين تبادلوا الاتهامات والإهانات فيما بينهم خلال اجتماع لمناقشة تغطية التليفزيون الحكومي لتحضيرات الانتخابات.
وأوضح الأعضاء المعارضون، خلال اجتماع المجلس، أن التليفزيون الرسمي للدولة خصّص وقتًا أطول بكثير لمرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم رجب أردوغان مقارنة بنظيريه إحسان أوغلو ودميرطاش، مؤكدين أن هذا الأمر يعُد إخلالًا بقوانين المجلس.
وقدّم أعضاء المجلس من أنصار أحزاب الشعب الجمهوري والحركة القومية والسلام والديمقراطية، المعارِضة، نماذج من الفقرات التي خصّصها التليفزيون الرسمي لمرشحي الانتخابات الرئاسية، لافتين إلى أن إدارة التليفزيون خصّصت ساعة كاملة لأردوغان، في مقابل دقيقة واحدة لإحسان أوغلو، فيما لم تخصّص أي وقت للمرشح الثالث دميرطاش.
وبحسب صحيفة” حرييت” التركية ، استعرض أعضاء المجلس، الذين يجري اختيارهم على أساس نظام الحصص وفق عدد نواب الأحزاب في البرلمان، خلال الاجتماع تقريرا حول نشرات التليفزيون الرسمي للدولة، جاء فيه أنه في الوقت الذي خصّصت فيه قناة “تي آر تي تورك” (TRT Türk) يوم 3 يوليو/ تموز الجاري نصف ساعة لأردوغان، لم تخصّص أي وقت للمرشحَين الآخرين.
وأكد التقرير أن القناة نفسها خصّصت يوم 4 يوليو/ تموز الجاري ساعة و20 ثانية لأردوغان، فيما خصّصت دقيقة واحدة لإحسان أوغلو، ولم تخصّص أي وقت لدميرطاش.
وشدّد أعضاء المجلس من أحزاب الشعب الجمهوري، والحركة القومية، والسلام والديمقراطية على أن هذا البث للتليفزيون الرسمي للدولة مخالف للقانون، وأشاروا إلى أن المرشحين الثلاثة هم مواطنو الجمهورية التركية، وأن هذه الانتخابات هي سباق بين مرشحين وليس سباق بين أحزاب، قائلين: ” إن التليفزيون الرسمي ينبغي أن يكون محايدًا إزاء جميع المرشحين، لكن ما يحدث هو عكس ذلك، ففي الوقت الذي يخصّص فيه تليفزيون الدولة أوقاتًا طويلة لأردوغان، يتجاهل المرشحَين الآخرين”.
وطالب أعضاء أحزاب المعارضة في المجلس بتطبيق عقوبة على التليفزيون الرسمي، فيما عارض أعضاء المجلس من الحزب الحاكم، صاحب الأغلبية هذه الفكرة، مؤكّدين عدم وجود إجراء مخالف للقانون، على حد زعمهم.
وقد تحوّل النقاش بين أعضاء المجلس إلى شجار تبادلوا خلاله الإهانات فيما بينهم، وكشف عضو المجلس عن حزب الشعب الجمهوري علي أوزتونتش ما جرى من أحداث في اجتماع الأمس في تغريدة نشرها على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” قائلا: “نشبت خلافات شديدة بين أعضاء المجلس الأعلى للإذاعة والتليفزيون بسبب ما يبثه التليفزيون الرسمي للدولة، ففي الوقت الذي نرى فيه جميعًا بشكل جليّ أن التليفزيون الحكومي يبثّ نشراته فقط للترويج لرئيس الوزراء بصفته مرشحًا في الانتخابات الرئاسية، نرى البعض يكلِّف الخبراء بإعداد تقارير تنقذ التليفزيون من فرض عقوبات عليه، ويُفهم قبل الانتخابات الرئاسية أن المجلس الأعلى للإذاعة والتليفزيون تحت سيطرة السيد أردوغان، ومع الأسف لا يوجد حق أو ضمير أو عدل داخل المجلس”.
وبالرغم من الاعتراضات التي أعرب عنها أعضاء المجلس من أحزاب المعارضة، خرج المجلس بقرار مفاده أن التليفزيون الرسمي لم يخلّ بالقانون، وذلك بفضل أصوات الأغلبية التي يتمتع بها حزب العدالة والتنمية داخل المجلس.
ومن المنتظر أن يعقد أعضاء المجلس من أحزاب المعارضة مؤتمرًا صحفيًا خلال الأيام القليلة المقبلة لإعلان موقفهم مما حدث داخل المجلس .