أنقرة (زمان التركية) – قال السفير التركي السابق، أونال شفيكوز، إن على تركيا العودة مجددا إلى تبني السياسة الخارجية المتوازنة، في علاقتها مع الدول العربية.
وأشار شفيكوز السفير السابق لدى العراق ونائب رئيس حزب الشعب الجمهوري في مقاله، إلى أهمية الانتباه إلى سبب مغادرة الوفد السوري قاعة اجتماع مجلس وزراء خارجية الدول العربية أثناء كلمة وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان بالجامعة العربية، وذلك رغم جهود تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة.
وأوضح شفيكوز أن مغادرة الوفد السوري فور بدء كلمة فيدان يعكس عدم صدق دمشق في مبادراتها تجاه تركيا.
وحول العلاقات مع مصر، قال شفيكوز: “تمكنت تركيا ومصر من إجراء زيارات رفيعة المستوى بشكل متبادل بعد انقطاع دام 10 سنوات. ولعل هذا كان أحد أسباب المشاركة من جديد في الجامعة العربية، لأن مصر أحد أكثر العناصر تأثيرا بالعالم العربي”.
وبشأن أزمة غزة، قال: مصر والإمارات العربية والسعودية يواصلون جهودهم مع اسرائيل من ناحية ومع فلسطين من ناحية أخرى بطرق غير مباشرة دون قطع العلاقات مع حماس لحل الأزمة القائمة بقطاع غزة.
ولفت الدبلوماسي المتقاعد إلى أن سبب غياب التأثير التركي في قضية غزة، يكمن في أن: تركيا تعجز عن إبداء موقف على مسافة متساوية من جميع الأطراف، وتعجز عن لعب دور تيسيري، نتيجة لفشلها في فصل السياسة الخارجية عن السياسة الداخلية.
وذكر أنه: فيما يخص الحوار مع الأسد تبعث تركيا برسائل عبر الإعلام وتنتظر أن تساعد روسيا في هذا الأمر.
وسيشهد الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني الانتخابات الرئاسية الأمريكية وهى الانتخابات الأهم بعام 2024 الجاري التي يترقبها الجميع، والجميع متأكد من أن السياسة العالمية ستشهد عهدا جديدا عقب هذه الانتخابات.
وقال إنه: بات ينبغي عدم قراءة المنظومة الدولية كمنظومة أحادية القطب أو ثنائية القطب أو متعددة الأقطاب، وإدراك أن الأجواء الحالية تمتلك بنية تعددية متعددة المراكز.
وأضاف: التساؤلات حول ما إن كانت تركيا ستنضم فعليا لمجموعة البريكس التي تتصدر الرأي العام مؤخرا هى قضية يمكن تناولها في هذا الإطار. وتركيا تتمتع بإمكانية أن تصبح أحد مراكز هذه البنية الجديدة المتعددة المراكز،
ولعل سبب اهتمام جامعة الدول العربية بتركيا من جديد ينبع من علاقاتها المتواصلة مع الغرب والمؤسسات الأوروبية الأطلسية أكثر من هوس أن تصبح عضو بمجموعة البريكس.
وختم بالقول: “إن كان العالم العربي يظهر هذا الاهتمام فإنه من الصائب أن تعود تركيا إلى السياسة الخارجية المتوازنة والمتنوعة والمتعددة الأطراف غير الانحيازية، المعطلة منذ 13 عاما بمفهوم يستحق هذا الاهتمام”.