القاهرة (زمان التركية)ــ مع الزيادة الملحوظة في إنتاج المانجو في مصر هذا العام، أصبحت الأسواق مليئة بالألوان البرتقالية والصفراء والحمراء النابضة بالحياة لهذه الفاكهة الصيفية.
المانجو، تلك الجواهر الذهبية التي تزين أجواء الصيف، هي هدية الطبيعة لمصر. ولم يكن هذا أكثر صدقاً من هذا العام، حيث بلغ إنتاج البلاد من هذه الفاكهة الاستوائية وفرة كبيرة حتى أن سعرها انخفض إلى النصف مقارنة بالعام الماضي، ومع الإنتاج الوفير وزراعة أنواع مختلفة من المانجو، تمتلك مصر أيضًا وفرة من الفاكهة للتصدير.
وقال أيمن حمودة، مدير معهد بحوث البساتين في القاهرة، إن الظروف المناخية المواتية خلال مراحل النمو الحاسمة، بما في ذلك الإزهار والإثمار الأولي، هي السبب الرئيسي وراء جودة وكمية المانجو هذا العام.
وأضاف في تصريح لـ (الأهرام ويكلي)، إنه “لم تكن هناك شكاوى كبيرة من المزارعين بشأن مشاكل المحاصيل هذا العام، على عكس الآثار السلبية لتغير المناخ التي لوحظت في عام 2021 عندما انخفض إنتاج المانجو بنسبة تصل إلى 40 في المائة والرياح القوية التي أتلفت الفاكهة العام الماضي”.
وأضاف أن “ارتفاع درجات الحرارة أدى إلى تسريع عملية نضج معظم الأصناف، مما أدى إلى حصاد المحصول في نفس الوقت تقريبًا في جميع أنحاء البلاد وفائض في العرض، مما أدى إلى انخفاض الأسعار”.
وأشار إلى أن هذه الظروف تمثل فرصة ممتازة لتوسيع صادرات المانجو والمغامرة في تصنيع الأغذية لتحسين العائدات.
وفي منتصف أغسطس، أعلنت إدارة الحجر الزراعي، أن صادرات المانجو بلغت 37.038 طن، لتحتل المرتبة السابعة من إجمالي صادرات مصر الزراعية خلال الفترة من يناير إلى أغسطس 2024.
الدول المستوردة للمانجو المصري
وتشمل قائمة كبار مستوردي المانجو المصريين المملكة العربية السعودية وروسيا والإمارات العربية المتحدة والبحرين وعمان والمملكة المتحدة، وبلغ إجمالي صادرات المانجو إلى أوروبا من سبتمبر 2023 إلى فبراير 2024 نحو 68 ألف طن بقيمة 77 مليون دولار، بما يمثل 2% من صادرات مصر الزراعية.
وقال رئيس نقابة المزارعين حسين أبو صدام إن التزهير المبكر قبل موجات الحر هذا العام عزز من قوة أشجار المانجو وعزز قدرتها على الصمود والإنتاج.
وعزا انخفاض أسعار المانجو إلى عاملين، الأول الوفرة، حيث أصبح السوق مشبعا بالمانجو بسبب قرب نضج الأصناف المختلفة، حيث إن بعض الأصناف التي يتم حصادها عادة في نوفمبر/تشرين الثاني تكون متاحة بسهولة في بداية الصيف.
أما العامل الثاني فهو توافر المانجو مع فواكه الصيف الأخرى مثل العنب والبطيخ والتمر في نفس الوقت، ما أدى إلى انخفاض الطلب على المانجو مقارنة بالمواسم التي كانت تباع فيها المانجو إلى جانب العنب فقط في نهاية الصيف، بحسب أبو صدام.
وترجع وزارة الزراعة ارتفاع صادرات المانجو في السنوات الأخيرة إلى الجهود التعاونية مع المجالس التصديرية للوصول إلى أسواق جديدة، والاستفادة من سمعة المانجو المصرية في الخليج وشرق أوروبا.
أسواق تصديرية جديدة للمانجو المصري
وكان أحدث الإضافات إلى هذه الأسواق هو لبنان، الذي بدأ استيراد المانجو المصرية مطلع عام 2024.
قال عبد الحميد الدمرداش رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، إن فتح أسواق تصديرية جديدة يستغرق ما بين عامين إلى ثلاثة أعوام، ويبدأ بمبادرات القطاع الخاص من خلال مجالس التصدير والأعمال المشتركة.
وأضاف أن الخطوة التالية تتمثل في توقيع وزارتي الزراعة في البلدين مذكرات تفاهم يمكن أن تتطور بعد ذلك إلى بروتوكولات قابلة للتنفيذ لفتح قنوات تجارية. وخلال هذا الوقت، يتم تبادل شهادات سلامة الأغذية بين السلطات المعنية.
قال سيد خليفة، نقيب الزراعيين، إن هناك عامل آخر ساهم في زيادة الإنتاج وهو التوسع في استصلاح الأراضي المزروعة بالمانجو في الوجه البحري والصعيد.
وقال إن بعض المحاصيل تظهر نمطًا دوريًا حيث ترتفع إنتاجية العام الواحد خلال مرحلتي الإزهار والإثمار، يليها انخفاض في الإزهار في العام التالي.
وقال أحمد زكي الأمين العام لشعبة المصدرين بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن اتفاقيات التصدير عادة ما يتم الانتهاء منها قبل الموسم المعني، ولكن يمكنهم أيضاً الاستفادة القصوى من المنتجات الوفيرة وتصديرها بأسعار تنافسية.
وأوضح أن هذا التعاون يتم تسهيله من خلال وزارة الزراعة التي تنشئ بروتوكولات التصدير مع الدول المستوردة، وتقوم الوزارة بإبلاغ الدول الأخرى بالصادرات المتاحة بأسعار معقولة، مما يدفعها إلى الاستفادة من الفرص المتاحة.