إسطنبول (زمان التركية)ــ وقع وزيرا الدفاع التركي والعراقي، على “مذكرة تفاهم بشأن التعاون العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب” عقب الاجتماع الأمني التركي العراقي في أنقرة، وفي نطاق الاتفاق الذي يصفه الطرفان بـ«التاريخي»، سيتم إنشاء مركز التنسيق الأمني المشترك في العاصمة العراقية بغداد.
وتنص الاتفاقية على نقل القاعدة التركية في بعشيقة إلى القوات المسلحة العراقية، مع إقامة مركزين تركي عراقي مشترك للتدريب والتعاون.
ويعتبر الاتفاق مهما من حيث دفع التعاون الأمني، الذي عززه البلدان مؤخرا، وخاصة في “الحرب ضد الإرهاب”، وخطوة أخرى إلى الأمام.
ووصف وزير الخارجية فيدان الاتفاقية بأنها “ذات أهمية تاريخية”، وقال: “نعتقد أننا سننقل تعاوننا إلى المستوى التالي من خلال مراكز التنسيق والتدريب المشتركة المنصوص عليها في هذه الاتفاقية. وقال “نرغب في تعزيز وحدة التفاهم التي طورناها مع العراق بشأن الحرب ضد الإرهاب من خلال خطوات ملموسة على الميدان”.
وعقدت تركيا والعراق اجتماعات مماثلة في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي ومارس/آذار 2024، وقررتا أن يتعاون البلدان، خاصة في المجال الأمني.
وخلال زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى العراق في نيسان/أبريل، تم التوقيع على 27 اتفاقية ومذكرة تفاهم واتخذ الطرفان خطوات لتعميق الشراكة في مجالات أخرى مثل الاقتصاد والتجارة والمياه والطاقة والكهرباء والنقل، فضلاً عن الأمن.
واتفق الطرفان على المضي قدماً وإنهاء التطورات والتحضيرات في هذه المجالات من خلال اللجان الدائمة المشتركة التي أنشأوها.
مركز تدريب تركي عراقي مشترك
وبحسب المعلومات التي تم الحصول عليها من مصادر دبلوماسية، فإنه بموجب الاتفاقية، ستقوم تركيا والعراق بإنشاء مركزين مهمين على أراضي العراق، وتنفيذ التعاون المتضمن في الاتفاقية من هنا.
وسيقوم البلدان بإنشاء مركز تنسيق أمني مشترك في بغداد، وسيركز هذا المركز على “المكافحة المشتركة ليس فقط ضد الإرهاب، بل أيضا ضد منظمات الجريمة المنظمة العابرة للحدود مثل الاتجار بالبشر والمخدرات، كما صرح وزير الخارجية العراقي”.
أما المركز الثاني فسيتم إنشاؤه في قاعدة بعشيقة الواقعة بالقرب من الموصل والخاضعة لسيطرة الجيش التركي منذ عام 2015.
أرسلت تركيا جنودًا إلى هذه القاعدة للتدريب والدعم للقوات المسلحة العراقية خلال الفترة التي استولى فيها تنظيم داعش على جزء كبير من العراق، لكن فيما بعد أصبح وجودها هناك دائمًا.
وسبق أن طلبت الحكومات العراقية من تركيا إخلاء القاعدة، لكنها لم تتلق ردا إيجابيا.
وبموجب هذه الاتفاقية، سيتم إنشاء مركز التدريب والتعاون المشترك بين تركيا والعراق في قاعدة بعشيقة، لكن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أشار في المؤتمر الصحفي إلى أن السيطرة على هذه القاعدة ستنتقل إلى القوات المسلحة العراقية.
وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، في بيانه، إن “معسكر بعشيقة سيتحول إلى معسكر تدريب”، وأضاف “سنتوصل إلى تفاهم بشأن بعشيقة وستكون المسؤولية على عاتق القوات المسلحة العراقية”.
وفي معرض حديثه عن المركزين المزمع إنشاؤها، قال وزير الخارجية هاكان فيدان، إنها “ستسمح للبلدين بالعمل معًا في الحرب ضد الإرهاب، وخاصة حزب العمال الكردستاني”.
وصرح وزير الخارجية هاكان فيدان أنه نتيجة المحادثات الأخيرة بين البلدين، فقد شهدوا “تزايد الوعي” ضد حزب العمال الكردستاني الذي يستخدم الأراضي العراقية، وأشار إلى أهمية خطوة إدراج هذه المنظمة في قائمة المنظمات المحظورة، والتي تمت في بداية عام 2024.
كما أعرب فيدان عن ارتياح أنقرة لحظر أنشطة ثلاثة أحزاب تابعة لحزب العمال الكردستاني.
وتتمثل توقعات أنقرة الرئيسية من بغداد في تعريف حزب العمال الكردستاني بأنه “منظمة إرهابية”.
والأحزاب التي حظر العراق أنشطتها على أساس أنها تابعة لحزب العمال الكردستاني؛ حزب الديمقراطية والحرية الإيزيدية، حزب جبهة النضال الديمقراطي وحركة الحرية (تفجيرا آزادي).
وفي معرض إشارته إلى أن حزب العمال الكردستاني يشكل تهديدًا ليس فقط لتركيا ولكن أيضًا للمجتمع والعملية الديمقراطية في العراق، أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أنه تمت مناقشة قضايا التعاون المتعلقة بالأمن بين تركيا والعراق في الماضي، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها التوقيع على مثل هذه المذكرة. تم التوقيع على التفاهم.
تحرير التأشيرة التركية للعراقيين
وهناك قرار آخر تم الإعلان عنه للجمهور في المؤتمر الصحفي المشترك بين الوزيرين، وهو أن تركيا ستنفذ تحريرًا جزئيًا للتأشيرة للمواطنين العراقيين.
وقال وزير الخارجية هاكان فيدان في المؤتمر الصحفي: إن “تحرير التأشيرة لإخواننا العراقيين الذين تقل أعمارهم عن 15 عاما وما فوق 50 عاما سيبدأ في الأول من سبتمبر”.
وفي إشارة إلى سعادته بهذا التطور، قال حسين إنه يأمل أن يتوسع التعاون بين شعبي تركيا والعراق بشكل أكبر من خلال هذه الخطوات.