القاهرة (زمان عربي) – قال المدير العام لوكالة جيهان التركية للأنباء عبدالحميد بيليجي، أثناء مشاركته في حوار في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية بالعاصمة المصرية القاهرة: “إن تركيا تفقد هيبتها لدى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الشرق الأوسط وتزداد عزلة كلما ابتعدت عن الديمقراطية”.
وأكد بيليجي المشارك في حوار مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية بدعوة من جريدة الأهرام، كبري الصحف المصرية، أن رئيس الجمهورية التركي الراحل تورجوت أوزال هو من وضع المبادئ الأساسية للحرية في البلاد.
وأوضح بيليجي أن أوزال كان قائدا يقف على مسافة من الإسلام السياسي وفي الوقت ذاته كان ملتزماً بعاداته ومبادئه بقوة، ومنفتحا على العالم من حوله مشدداً على أن حركة الخدمة تدعم هذا الخط أو الاتجاه.
ولفت بيليجي إلى أن قول رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان: “سنتبع سياسة وفقا مسار تورجوت أوزال” دفع قطاعات عريضة من الشعب التركي لدعمه وحزبه مشيرا إلى أن حركة الخدمة أيضًا قامت بدعم حزب العدالة والتنمية والوقوف إلى جانبه؛ لأنه زعم أنه سيكمل المسار الديمقراطي الذي بدأه تورجوت أوزال.
وأوضح بيليجي أن حزب العدالة والتنمية الذي بدأ فترة حكمه مطلع الألفية الثانية بإجراءات وخطوات مهمة في الطريق إلى دولة القانون ومبادئ الديمقراطية، لكنه انحرف فيما بعد عن هذا المسار وبدأ يدمر ويهدم بيديه كل الإيجابيات التي حققها في جميع المجالات.
تركيا فقدت هيبتها أمام العالم أجمع
وتطرق عبدالحميد بيليجي إلى أن حركة الخدمة وغيرها من التيارات الديمقراطية في تركيا اعترضت على الخطوات والإجراءات الظالمه والمخالفة للديمقراطية التي تتخذها حكومات حزب العدالة والتنمية. ولفت إلى أن العالم كان يرى تركيا قبل عام 2010 على أنها “النجم الساطع“، قائلا: “ولكن مع الأسف فقدت تركيا في الفترة الأخيرة هيبتها أمام العالم أجمع”.
وأشار عبدالحميد بيليجي إلى أن تركيا حصلت على العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن بالأمم المتحدة عام 2008 بحصولها على 151 صوتا بينما حصلت خلال عملية التصويت الأخيرة عام 2014 على 60 صوتا فقط موضحا أن هذا المؤشر يعتبر معياراً موضوعياً على مكانة تركيا بالخارج، قائلا: “إننا نرى أن تركيا تزداد عزلة في العالم من حولها كلما ابتعدت عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والقيم والمعايير الدولية”.
الشعبان المصري والتركي إخوة
ورد بيليجي على أسئلة المشاركين في الحوار حول العلاقات المصرية التركية في ظل التطورات الأخيرة التي شهدتها على الصعيد السياسي معربا عن أمله في أن تحصل كلا الدولتين الكبيرتين والمهمتين في منطقة الشرق الأوسط على الديمقراطية الحقيقية.
وأكد بيليجي ضرورة ألا تنجرف العلاقات الأخوية الطيبة العريقة بين الشعبين المصري والتركي في دوامة الصراعات والخلافات السياسية المتصاعدة بين البلدين في الفترة الأخيرة مشيرا إلى أن حالة الانسداد التي وصلت إليها العلاقات بين الطرفين لاتصب في مصلحة كليهما ولا حتى في مصلحة المنطقة.
وقال: “إن الحنكة الدبلوماسية ضرورية وغاية في الأهمية في مثل تلك المواقف. وقد كان لرئيس الجمهورية السابق عبد الله جول جهودا جبارة في هذا الصدد؛ لكن لم يتم التوصل إلى نتائج ملموسة بسبب مواقف الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان إلى حد ما. ونرى أن توظيف السياسة الخارجية في اللعبة السياسة الداخلية في البلاد أضرَّ بمصالح تركيا“.